بينما كان الآلاف من شعب غزة الأعزل يموتون تحت القنابل الحارقة للطيران الإسرائيلي دون أن تحرك الإدارة الأمريكية أصبعاً واحداً للدفاع عنهم وعن إنسانيتهم تشعر نفس الإدارة الأمريكية بالقلق الشديد علي الشعب الليبي لدرجة أنها علي وشك أن تتدخل عسكريا لاحتلال منابع البترول هناك. وحبا أيضا في الشعب الليبي صادرت أمريكا وبريطانيا أموال الحكومة الليبية وسوف تدخرها لهم في حصالة خاصة إلي أن تنتهي الحرب الأهلية هناك إذا انتهت. النفاق الأمريكي - البريطاني لا يمكن أن يحتمل خصوصا بالنسبة لشخصي المتواضع لأني كنت من السذاجة أو الحقيقة أريد أن أقول الآن بكل صدق من البلاهة لأن أصدق أن رجلاً فاضلاً علي المستوي الشخصي مثل الرئيس باراك أوباما والذي لم تلطخ دماء الأبرياء يديه مثل من سبقوه كان في استطاعته جمع جشع المؤسسة البترولية والمؤسسة العسكرية والآن يجب أن أقول المؤسسة الإعلامية الأمريكية. كذلك كنت سعيداً بقدوم شاب محافظ مثل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلي الحكم وتصورت أن معارضته لجريمة غزو العراق تثبت رقيه الأخلاقي ثم ها هو ينادي بنفس السياسة الاستعمارية التي تبناها بلير مع زميله التعيس بوش الابن والفرق الوحيد هو تغيير اسم الضحية من العراق إلي ليبيا. أرجو من شباب مصر وشباب التحرير أن يصدقني أن الزعيم الليبي معمر القذافي هو مجرد حجة لا أكثر تماما مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الحقيقة معمر القذافي كان في آخر الأيام صديقا حميما لتوني بلير وكذلك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون تماما كما كان صدام حسين في بداية أيامه الطفل المدلل والحليف الأهم في منطقة الخليج لأمريكا. الحقيقة سماع الرئيس أوباما وهو يتكلم عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وبالذات في ليبيا ثم يطلب بعد ذلك من ممثلة في مجلس الأمن استخدام حق «الفيتو» ضد قرار الاجماع التام باستثناء الولاياتالمتحدة بوقف الاستيطان والمستعمرات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة هي صفحة جديدة خالدة في تاريخ النفاق تفوق فيها للأسف الرئيس أوباما علي التعيس بوش الابن. الحقيقة يبدو أن ما يطلبه أوباما من الفلسطينيين هو أبشع بمراجل مما كان يطلبه بوش الابن، الحقائق الواضحة تجبرني الآن أن أعترف وبكل مرارة أن أوباما لا يزيد علي كونه الوجه الجميل للسياسة الاستعمارية الأنجلو بريطانية القبيحة. وأخيراً أرجو لكل من نادي بمنع الطيران في السماء الليبية سواء جاء هذا النداء من أمريكا أو بريطانيا أو الدول العربية أن يعرف تماما أن هذا هراء لا معني له بتاتا إلا إذا أرادوا تكرار المأساة العراقية أي شخص عنده منطق ولا أقول أي معلومات عسكرية يعلم تمام العلم أن إنشاء منطقة لمنع الطيران تستلزم ضرباً للدفاع الجوي الليبي وهو دفاع متقدم نسبيا أنشئ بمساعدة جهات أوروبية عديدة والاتحاد السوفيتي سابقا فهل تريد أي دولة خصوصا إذا كانت دولة عربية أن تحمي الشعب الليبي عن طريق قتل الشعب الليبي والتنكيل به كما حدث في العراق وكما يحدث الآن في أفغانستان كما قلت في البداية النفاق الأمريكي - الإنجليزي يكاد يفوق الخيال. أنا أكتب هذا العمود وأنا مازلت في لندن وقد تركت مصر منذ ثمانية أشهر ولم أعد لها لأسباب قاهرة متعلقة بقضية رفعتها في المحكمة العليا ضد بعض المنافقين من نوع آخر غير النفاق السياسي وقد سمعت مؤخرًا اعتراضات متعددة علي شركات للدعاية تؤجر لمهاجمة أي حكومة يرغب أحد أن يهاجمها وتؤثر هذه الشركات علي نوعية الأخبار التي تصل للرأي العام العالمي وقيل إن هذه الشركات يسهل تسجيلها في بريطانيا أكثر بكثير من تسجيلها في الولاياتالمتحدة وهي لا تخضع لمراقبة حقيقية ويقال إن هذه الشركات التجارية للدعاية تلعب حاليا دوراً خطيراً في الاضطرابات في الشرق الأوسط ألم أقل سابقا أن الإعلام قد أصبح سلاماً حربياً فتاكاً.