هناك مثل شعبى يقول «اختر الصديق قبل الطريق» ولقد وضع الله فى طريق البابا تواضروس شخصيتين بارزتين لا نستطيع اغفال دورهم فى حياته والذى من المؤكد والطبيعى ان يكون لهم دور فى بعض قراراته. هاتان الشخصيتان المحوريتان فى حياة البابا معروفتان للجميع وهما الانبا باخوميوس معلمة والذى اصبح فيما بعد المعلم الذى سلم تلميذه سدة الكرسى المرقسى والانبا رافائيل الاسقف العام الذى اصبح فيما بعد سكرتير المجمع المقدس. الأنبا باخوميوس «عظم الرب صنيعه معنا فصرنا فرحين» هكذا كان يبدأ الانبا باخوميوس مطران مطروح والبحيرة وليبيا والخمس مدن الغربية حديثه إبان الانتخابات الباباوية التى جاءت «بالانبا تواضروس» الاسقف العام للبحيرة ومساعد الانبا باخوميوس ليصبح البابا ال118 انه «مايسترو الانتخابات الباباوية» والقائم بأعمال الكنيسة فى فترة شهدت تحول سياسيا كبيرا وصراعات سياسية مستمرة . خلال عام كامل تولى الانبا باخوميوس المسئولية فى الاشراف على الانتخابات الباباوية وايضا التعامل مع الدولة بصفته القائم مقام بأعمال البطريرك. فقاد العملية الانتخابية بسلاسة بعيدا عن الصراعات لتجرى انتخابات باباوية أذهلت الجميع فى التنظيم والامانة والاخلاص كان الانبا باخوميوس يعمل بالقول الكتابى «اعط ما لقيصر لقيصر» فجاء برؤيته بعدم خلط السياسة مع الدين وسار على نهجه تلميذه البابا تواضروس . وقد تلقت الكنيسة خلال هذه الفترة عدة اتهامات بتشجيع التظاهر ضد النظام السابق والدعوات الى جلسات الحوار الوطنى وتأسيسية الدستور التى انسحبت منها الكنيسة قبل انتهاء عملها بايام معدودة وهو القرار الذى لاقى ترحيبا فى الاوساط القبطية، وكانت سياسته فى العمل واضحة فكان واضحاً وحازماً فى موقفه. على نفس الدرب سار البابا تواضروس فكان واضحا منذ توليه سدة مارمرقس بعدم التدخل فى السياسة داعيا الشباب الى الانخراط فى المجتمع رافضا ان تتدخل الكنيسة فى انتماءاتهم السياسية . وبالرغم من استمرار الكنيسة تلقيها الاتهامات بمحاولات التظاهر ضد النظام الا ان البابا تواضروس كان حازما وواضحا برفضه التدخل فى توجهات الشباب السياسية. الى ان ظهر فى اعلان خارطة الطريق بدعوة من الفريق اول عبد الفتاح السيسى ليلبى نداء وواجب الوطن وبالرغم من الاهانات التى وجهت له والكنائس المحترقة والانتهاكات التى عانى منها الاقباط الا انها اعلى مصلحة الوطن. وقد احتفل الانبا باخوميوس هذا العام بعيد رهبنته الواحد والخمسين فهو من مواليد شبين الكوم فى 17 ديسمبر 1935م و درس الإكليريكية من 1959 إلى 1961م وذلك بعد تخرجه فى كلية التجارة ورسم راهبا فى عام 1962دير السريان وسامة البابا شنودة أسقفا للبحيرة وتوابعها الخمس مدن الغربية فى الأحد الأول من كيهك مع نيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية. فكانا باكورة الأساقفة الذين سامهم قداسة البابا شنودة الثالث وتمت ترقيته الى «مطران» فى عام 1990. الأنبا رافائيل كان حريصا ان يذهب الية فى ديرة لتهنئته على اختيار الله له من خلال القرعة الهيكلية ليصبح البابا 118 على كرسى مارمرقس انه الانبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس واسقف عام كنائس وسط البلد والحاصل على 1980 صوتا فى الانتخابات البابوية . علاقة الصداقة بين الانبا رافائيل والبابا تواضروس ترجع الى رسامتهم اساقفة فى يوم واحد . وفور الاعلان عن النتيجة قام الأنبا رافائيل، والذى كان معتكفا وقتها بدير السريان بتهنئة الأنبا تواضروس بزيارته فى دير الأنبا بيشوي، حيث كان يعتكف الأنبا تواضروس. وكان الأنبا رافائيل قد صوّت للأنبا تواضروس ووصفه «بأبى وأخى الغالي»، وفى نفس الوقت اختار الأنبا تواضروس، الأنبا رافائيل، وقال إنه صديقه العزيز . وقد وصف الانبا رافائيل لحظة الاعلان عن اختيار الانبا تواضروس ليكون البابا 118 بأنها «أروع لحظة يعلن فيها الله محبتة للكنيسة وخلاصه للشعوب فرحة وخلاص». والانبا رافائيل من مواليد القاهرة فى 6 مايو 1958م ونشأ فى حى شبرا رسم راهباً بدير السيدة العذراء برموس بوادى النطرون باسم (يسطس البرموسي) فى عام 1990 تمت سيامته أسقفاُ عاماً لكنائس وسط البلد بيد البابا شنودة الثالث فى 15 يونيو 1997.