أيام قليلة ويبدأ المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة نيافة الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك الاجراءات العملية في اختيار البابا 118، وهي إعداد القائمة النهائية للمرشحين التي سيتم التصويت عليها، حتى يتسنى إجراء القرعة الهيكلية بين الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات في الانتخابات، يتم بعدها تسمية البابا البطريرك "118" خلفًا للبابا شنودة الثالث "البابا 117" الذي تنيح في 17 مارس الماضي. وتتواصل الآن على قدم وساق عملية اختيار البابا رقم 118، والذى سيجلس على كرسى مارمرقس الشاغر منذ نياحة البابا شنودة، فإجراءات انتخاب البابا في الكنيسة الأرثوذكسية إجراءات عريقة لا تتحكم فيها فقط لائحة 57 - التي تنظم العملية الانتخابية - ولكن أيضًا تقاليد الكنيسة وتعاليم الرُسل باعتبار الكنيسة الأرثوذكسية هى كنيسة رسولية في المقام الأول، ولذلك فهى لا تشتمل فقط على العملية الانتخابية ولكن أيضًا على إجراء القرعة الهيكلية كما تنص اللائحة. يأتي ذلك بعد دخول الانتخابات البابوية مرحلة جديدة من مراحل الانتقال الكنسي وهي تقليص عدد المرشحين الذين تم تزكيتهم لخوض الانتخابات التي ستجري لاحقًا، فالمؤشر يتجه ناحية مرشحي "البابوية" ال 17 بعد هدوء استمر بضعة أشهر إزاء انشغال المقر البابوي بجداول قيد الناخبين في جداول الانتخابات، كإحدي المحطات الهامة في مسيرة اختيار البطريرك الجديد، وانتهاء المجمع المقدس من الطعون على الناخبين، وإعلانه القائمة الأولية للمرشحين. تبدأ أولى محطات خارطة طريق اختيار البطريرك الجديد بإعداد جداول الانتخابات، يليها مرحلة الطعون على الناخبين، ثم إعداد القائمة الأولية للمرشحين للبابوية، يليها مرحلة الطعون على المرشحين، وبعدها يتم إعداد القائمة النهائية للمرشحين للبابوية والتي تتضمن تقليص عدد المرشحين بحد أدنى 5 وبحد أقصى 7 من الآباء الأساقفة والرهبان، ثم مرحلة الانتخابات واختيار أعلى 3 مرشحين للأصوات، بينما تعد مرحلة اختيار البابا بالقرعة الهيكلية هي المرحلة الأخيرة التي يتم فيها إعلان اسم البطريرك 118. يُذكر أن قائمة المرشحين للانتخابات البابوية كما أعلنتهم لجنة الترشحيات البابوية تتضمن 7 أساقفة و10 رهبان، والأساقفة المرشحون لمنصب "البطريرك 118" هم [الأنبا يوأنس الأسقف العام وسكرتير البابا شنودة الثالث، الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط وسكرتير المجمع المقدس، الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط، الأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة، الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، الأنبا كيرلس أسقف عام ميلانو، الأنبا بطرس الأسقف العام وسكرتير البابا]. بينما الرهبان ال 10 أو مرشحو الصحراء حسبما يُلقبون هم [الراهب "أنسطاسي الصموئيلي" من دير الأنبا صموئيل بمغاغة فى المنيا، ومن دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر الراهب "مكسيموس الأنطوني"، القمص "بيشوى الأنبا بولا"، والقمص "ساويرس الأنبا بولا"، والقمص "شنودة الأنبا بيشوى"، والقمص "بيجول الأنبا بيشوى" من دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، والراهب "باخوميوس السريانى"، والراهب "دانيال السريانى" والراهب "سارافيم السريانى" من دير السريان، والراهب "رافائيل أفا مينا" من دير مارمينا]. من تلك القائمة سيتم اختيار البطريرك الجديد، بعد إجراء الانتخابات البابوية المُرتقبة في 2 من أكتوبر المُقبل، حيث يُشارك فيها حسبما جاءت نتائج كشوف جداول القيد 2411 ناخبًا، ليُصبح عدد الأساقفة والمطارنة الذين لهم حق التصويت 93 أسقفًا ومًطرانًا، عقب استبعاد 3 أساقفة لا يتمتعون بالجنسية المصرية .. هم [الأنبا أثناسيوس أسقف فرنسا، والأنبا ساروفيم أسقف انجلترا، والأنبا مكاريوس أسقف إريتريا] من جداول القيد. وتحظى الانتخابات البابوية في هذه المرة باهتمام بالغ، نظرًا للفراغ التي تركه البابا شنودة الثالث من ناحية، ولما تمثله هذه الانتخابات من أهمية بالغة تعيشه مصر الحبيبة مرحلة انتقالية بعد اندلاع ثورة يناير 25 يناير 2011 من ناحية أخرى، بل لزيادة الوعي الذي يتمتع به الشعب بأهمية اختيار رمز للكنيسة في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى ما ينتظره البطريرك القادم من ملفات ذات أهمية تخص الكنيسة بل شعب مصر بأكمله. مُلاحظات على أسماء الرهبان: تتعرض أسماء الآباء الرهبان للتغيير في أحيان كثيرة، فعند بداية التحاق الشخص بالدير يتم تغيير اسمه بالميلاد، وكذلك عند التحاق الشخص العلماني بسلك الكهنوت يتم تغيير اسمه بالميلاد، وتكون الأسماء الجديدة في جميع الأحوال لأحد الآباء القديسين والآباء الأوائل للكنيسة القبطية، فمن المُلاحظ في قائمة أسماء الآباء الرهبان فإنه يُنسب اسم الدير إلى اسم الراهب لتمييزه بين الأسماء المتكررة للرهبان في أديرة مختلفة، فعلى سبيل المثال يُقال القمص مكسيموس "الأنطوني"، نسبة إلى دير القديس الأنبا أنطونيوس، أو القمص شنودة "الأنبا بيشوي"، فالاسم كما هو واضح "شنودة"، بينما "الأنبا بيشوي" هو اسم الدير التي يعيش فيه، أما "القمص" فهي رتبة كهنوتية تلي رتبة "القس". ومن المُلاحظ أيضًا يتم تغيير اسم الراهب عند الترقي لدرجة كهنوتية أعلى [أسقف/ مطران/بطريرك]، فعند دخول الشخص للدير يتم تغيير اسمه بالميلاد، ثم يتم تغييره أيضًا [من رتبة "قس" أو "قمص" إلى رتبة "أسقف" أو "مطران"، وكذا بالنسبة ل "البطريرك"، أما بالنسبة لاستخدام بعض الألقاب مثل "نيافة الأنبا ... " أو "نيافة الحبر الجليل..." هو نوع من التقدير والاحترام للرموز الكهنوتية ابتداء من الأسقف للمطران ثم البطريرك.