خلال لقائه بالمتظاهرين في ميدان التحرير قال د. عصام شرف رئيس الوزراء الجديد إن الجهاد الأصغر انتهي وأن الجهاد الأكبر بدأ، مفسرًا ذلك الجهاد الأكبر بأنه إعادة بناء مصر. د. عصام شرف أراد القول إننا إزاء جهاد أكبر من الجهاد السابق الذي أفضي لنجاح بإسقاط النظام السياسي السابق والتخلص من السلطة السابقة.. ذلك الجهاد يقتضي بناء نظام سياسي جديد.. نظام ديمقراطي تتم صياغته من خلال انتخابات حرة وشفافة، خالية من التزوير، ومحصنة ضد البلطجة وعمليات شراء الأصوات.. كما أن هذا الجهاد الأكبر يقتضي إعادة صياغة شكل وأساسيات دولة المستقبل.. الدولة المدنية الديمقراطية العصرية العادلة.. أي دولة لا تفرق بين مواطن وآخر سواء علي أساس الموقف السياسي أو الانتماء الأيديولوجي أو الانتماء الديني والعرقي والطبقي والوضع الاقتصادي. دولة المستقبل يتعين أن تخلو من أي هيمنة لأحد أو لفريق أو لجماعة أو لحزب.. أي هيمنة دينية أو سياسية أو اقتصادية، الفيصل سيكون في الاختيار بين القوي السياسية لصندوق الانتخابات وحده بشرط أن يكون هذا الصندوق سليمًا وشفافًا وليس مزيفًا ومعبرًا بالتالي عن إرادة الناس. وإذا كان هذا هو هدفنا منذ قيام ثورة 25 يناير، فإنه يتعين مراعاة ذلك بوضوح خلال الفترة الانتقالية الحالية التي نعيش فيها وسيتم خلالها الانتقال إلي ما نحلم به.. ويتعين علينا جميعًا مراعاة ذلك، وفي المقدمة منا من يتولون إدارة شئون البلاد خلال هذه المرحلة الانتقالية ومعهم مجموعات الشباب الثائر الذي فجر ثورة 25 يناير الشعبية. ولذلك نتمني أن يخلو المشهد السياسي والاجتماعي الحالي أيضًا من بعض أنواع السلوك والتصرفات التي تعطي انطباعًا أو إيحاء بأن هناك من يحاول الهيمنة السياسية والهيمنة الاجتماعية والدينية. ونتمني أن يبقي هدفنا واضحًا في خضم المشاكل العديدة والقاسية التي تكتنف طريقنا خلال المرحلة الانتقالية.. الدولة المدنية لا تعني فقط كما يروج تيار إلي أنها الدولة التي لا يحكمها أو يسيطر عليها العسكر.. وإنما تعني أيضًا الدولة التي لا تسيطر عليها مجموعات أو تيارات دينية تخلط خلالها الدين بالسياسة، وتضفي علي قراراتها وأعمالها صفة القدسية وبالتالي تحظر مجرد مناقشتها ناهيك عن الاختلاف معها.. إننا بذلك نجهض حلمنا بدولة ديمقراطية ونعود إلي دولة ديكتاتورية مرة أخري.. ديكتاتورية باسم الدين. ونحن بذلك أيضًا نهدم أحد أسس الدولة العصرية التي نسعي لإقامتها وهو أساس المواطنة التي تساوي بين المواطنين رغم اختلاف الدين والانتماء الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي. بصراحة شديدة.. نحن نريد تصرفات وقرارات رمزية من المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يتولي مهمة إدارة شئون البلاد تطمئن المصريين علي أن هيمنة فريق أو جماعة أو تيار معين غير مقبولة أو غير مطروحة. وبصراحة شديدة أيضًا.. نحن نتمني أن يسرع شباب 25 يناير لتجميع صفوفهم سواء في أحزاب أو منظمات مجتمع مدني حتي لا يتركوا الساحة لجماعة أو حزب سابق يمرحون فيها وحدهم.