«لن أبرحها مهما حدث» بهذه الكلمات البسيطة بدأ توني دان 73 عاماً بريطاني الجنسية حديثه إلي «روزاليوسف» عن سبب عدم مغادرته لمدينة الأقصر خلال الانفلات الأمني الذي تزامن مع ثورة 25 يناير، قائلاً: «أقيم في الأقصر إقامة دائمة منذ 7 أعوام ولم أغادرها إلا منذ عامين عندما زرت بلدتي الصغيرة ستابلفورت في مقاطعة نوتينجهام الصناعية التي تقع علي الضفة الشمالية لنهر ترنت ببريطانيا. ويتذكر توني مجيئه لمصر لأول مرة في شتاء 2004 عندما نصحه أحد أصدقائه بالذهاب إلي الأقصر حتي يشفي من مرض في القدمين أقعده عن الحركة، ومكث في الأقصر عدة أسابيع حتي تحسنت حالته الصحية وأصبح قادراً علي السير دون الكرسي المتحرك بل أصبح الآن يقطع بضعة كيلومترات يومياً في المدينة التاريخية سيراً علي الأقدام ليقضي احتياجاته اليومية. أما بينلوبي باريس، فنانة تشكيلية، فلديها متجر لبيع المنتجات التي تنتجها علي بعد خطوات من معبد الكرنك يرتاده عشرات السائحين من جميع أنحاء العالم وتقول إنها غير مستعدة لترك الأقصر حيث تعيش في مسكنها الذي أقامته بجوار معبد الكرنك منذ خمسة أعوام وأنها تركت زوجها ووالدتها في نيويورك وهما يأتيان لزيارتها بين حين وآخر. ورفض عالم الآثار الإسباني خوسيه مانويل جالان نداءات أهله بالعودة إلي وطنه وفضل حماية مقبرة أمنحتب وحتشبسوت أثناء عمليات السرقة والنهب التي شهدتها أرجاء مصر في الأيام الماضية بواسطة سيخ حديد وعصا غليظة والسبب عشقه الشديد لمصر وآثار الأقصر بصفة خاصة. فيما يتساءل الألماني هارد موت: لماذا لا أبقي في مصر؟! لافتاً إلي أن تلك الأحداث يمكن أن تحدث في أي مكان بالعالم، والمصريون يتمتعون بكرم وشهامة والحرص علي حماية ضيوفهم. وأشادت انجريد فرانسيسكا ويكر مدير مؤسسة الهرم الصغير الألمانية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بالأمن والأمان الذي يتمتع به السائحون في مصر وقبل كل شيء تقول: إن سحر آثار الفراعنة هو ما جذبها لزيارة مصر التي ستبقي فيها قدر ما تستطيع، مؤكدة أن الأحداث الجارية لم تخيفها.