أبوالغيط: مصر تغيرت ولا عودة لما كانت عليه

عقد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية جلسة مباحثات أمس مع وزير خارجية ألمانيا جويدو فيستر فيلله لبحث التطورات الحالية والتحولات الرئيسية في مصر.
قال أبوالغيط إنه أكد للوزير الألماني أن مصر تغيرت وأنه لا مجال للعودة عن التغييرات في المجتمع المصري وشرح له البعد الاقتصادي في العملية الحالية والخطوات التي تنوي الحكومة المصرية القيام بها في الفترة المقبلة تأمينا لفاعلية الاقتصاد المصري.
ودعا أبوالغيط نظيره الألماني إلي عودة السياحة الألمانية بنفس الأعداد وبسرعة وأهمية الحفاظ علي الاستثمارات الألمانية في مصر لأن المجتمع المصري آمن وهناك فاعلية في الاقتصاد المصري موجودة كما أن جميع عناصر البنية التحتية المصرية موجودة ومتوافرة ولم تتأثر بهذه التحولات علي الأرض.
ومن جانبه هنأ الوزير الألماني الشعب المصري بهذه الثورة الديمقراطية وقال: نحن نشعر بذلك لأنه كان لدينا قبل عقدين ثورة مشابهة مؤكدا أن بلاده ستقدم ما بوسعها من دعم لكي تصل هذه الثورة الديمقراطية إلي أهدافها وسنبذل كل الجهد لدعم عملية التحول الديمقراطي.
وقال فيستر أود أن أؤكد ما قلته مرارا بأن رسالة ألمانيا إلي مصر هي كالتالي: نحن هنا لسنا بدافع من الوصاية أو الإملاءات ولكننا هنا بدافع المساعدة وتقديم الدعم بقدر استطاعتنا ونحن لا نملك إلا أن نقدم عروضا للمساعدة أما المصريون فعليهم أن يقرروا من الذي يريدونه وما الذي تريدونه فمصر وشعبها دولة لها كرامة وعزة، ونحن نريد شراكة ندية وهذا هو هدفنا.
مشيرا إلي أن بلاده قررت رفع الحظر عن السياح الألمان إلي مصر الذي كان موجودا مؤخرا لكي يعود تدفق السائحين الألمان مجددا إلي مصر.
وأكد المسئول الألماني أن هذا يسري علي قطاع التعاون الاقتصادي والاستثماري لأن الهدف أن تحقق الثورة الديمقراطية ثمارها بحيث يشعر الجميع بالحرية والديمقراطية والتي ستنعكس ثمارها علي مستوي الرفاهية ومستقبل الشباب.
وردا علي سؤال حول إجراءات تعديل الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وهل هناك موعد لإجراء هذه الانتخابات، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، قال أبوالغيط إن التعديلات الدستورية التي تدرس حاليا تدور حول كيفية انتخاب الرئيس المصري، وكيفية ترتيب انتخابات برلمانية وفترة الرئاسة، ومجموعة من التعديلات الدستورية التي يجري عليها الحوار الآن، مشيرا إلي أنه سوف تتم مناقشة هذ التعديلات علي مستوي المجتمع المصري وبعد ذلك تعود للجنة المعنية مرة أخري لإكمال صياغتها ثم تطرح في استفتاء علي الشعب المصري وفور إقرارها يصبح الدستور المصري معدلاً، ويتم علي أساسها التحرك في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأضاف أبوالغيط أنه لا يوجد حتي الآن موعد محدد للفترة التي تتم فيها هذه الإجراءات وإن كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة قرر أنه يحتاج لستة أشهر منذ تسلمه السلطة.
وحول مسألة الإفراج عن المعتقلين، قال أبوالغيط إن وزارة الداخلية تفرج عن الكثير من المعتقلين، مشيرا إلي أن الرقم الذي استمع إليه في مجلس الوزراء أنه يوجد نحو 240 معتقلاً حاليا يتم دراسة حالاتهم وبيان مدي السماح بالإفراج عنهم، أم أنهم من الخطورة بما لا يمكن المجتمع من قبولهم.
من ناحيته قال فيستر فيلله إنه تحدث مع أبوالغيط عن خطة طريق التي ستؤدي لعملية تحول ديمقراطي في مصر.
وردا علي سؤال حول الدعم الذي تقدمه ألمانيا لمصر، قال فيستر فيلله «لن تقتصر المساعدة فقط علي الصعيد الثنائي بين مصر وألمانيا، ولكن ستتم في إطار الاتحاد الأوروبي، وسوف نقدم عروضا لدعم المجتمع المدني من خلال فريق المؤسسات الألمانية الثقافية العاملة في مصر منذ فترة طويلة، وسنقدم أيضا عروضا في مجال التبادل الشبابي والطلابي لتحسين فرص التعلم للشباب، وتقديم عروض لدعم القطاع القضائي لتعزيز دولة القانون».
وحول تطورات الأوضاع في ليبيا، قال فيستر فيلله «نحن قلقون جدا مما يرد إلينا من أخبار ومما يحدث في ليبيا، ولا يمكن أبدا أن نقبل العنف الذي يمارس ضد الشعب الليبي من جانب الحكومة الليبية، ومن ثم فإننا نرحب بالموقف الواضح الذي عبر عنه المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، ولا يمكن أبدا أن نمنع الشعوب الطامحة إلي الحرية وأن نكبتها باستعمال العنف.
من جانبه قال أبوالغيط ردا علي سؤال حول موقف مصر من الليبيين النازحين إلي الحدود المصرية الليبية، أثق أن ضيافة الشعب المصري لأشقائهم الليبيين مؤكدة، وكل ما يجب التأكد منه أن هؤلاء القادمين لمصر لا يحملون أي شيء يمكن أن يلحق الضرر بالمجتمع المصري، وأقصد بذلك أسلحة أو متفجرات أو غيرها، مشيرا إلي أن لمصر في ليبيا اليوم أكثر من مليون مصري.
وردا علي سؤال حول إن كانت مصر قد توصلت لمعلومات عن الجهة التي وقفت وراء اغتيال اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، قال أبوالغيط «نحن لسنا بجهة تحقيق ولكن أتصور أن جهات التحقيق المصرية تجري تحقيقاتها في هذا الصدد».
فيما التقي المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة مع وزير خارحية جلمانيا وديرك نبيل وزير التنمية الاقتصادية الألماني والوفد المرافق لهما.
حضر اللقاء الفريق سامي عنان رئيس الأركان وأبوالغيط وعدد من أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة والسفير الألماني بالقاهرة.