فرحة العيد فى لمة البيت وكعك العيد طقوس مصرية تتحدى الأزمة الاقتصادية

تمر.. أوانى العجين.. وسهرة السحور حول طاولة كبيرة تضم أفراد الأسرة كباراً وصغاراً مجتمعين «فاطمة» تقطع العجين و«سحر» تحشوه و«محمد» يشكله و«نور» تنقشه وتضعه فى الصوانى الكبيرة والصاجات التى يحملها «محمد» و«على» إلى الفرن فيصطفون فى طابور طويل لاستقبال ثمرة تعب العائلة «كعك العيد».. الفرحة الحقيقية فى كل بيت مصرى موروث ثقافى وأحد الطقوس التى تنثر البهجة على أيام العيد الثلاثة فلكل قطعة تذوب فى فم صاحبها حالة وذكرى خاصة.

رغم انتشار المئات من شركات الحلويات والمخبوزات الكبري، فضلا عن آلاف المخابز الصغيرة، التى تتفنن فى كعك العيد فإن المتعة والفرحةالحقيقية للكعك «البيتى».

حنان سيد ربة أسرة من السيدة زينب تقول أقوم بتصنيع الكعك فى المنزل ويتكلف الكيلو نحو 10 جنيهات حيث يحتاج كل كيلو دقيق نصف كيلو سكر وربع كيلو سمن فضلا عن الإضافات مثل اللبن والمكسرات أحيانا أو العجوة فى أحيان أخرى ولكن بالنظر إلى التكلفة النهائية نجدها أضمن وأقل كثيرا سواء للكعك أو البسكويت الذى يتكلف فى المنزل نحو 12 جنيها للكيلو أما البيتى فور فقد يصل إلى 25 جنيها للكيلو ثمن تصنيعه بالمنزل.

وهناك أسر تفضل شراءه من المحلات بأسعار معقولة أما هذا العام فقد اتفق الجميع على أن كعك العيد أسعاره نار رغم انخفاض المكونات يباع الكعك بسعر يتراوح ما بين 30 و45 جنيها بالمكسرات فى محلات الحلويات إمبابة والسيدة زينب ومصر القديمة ويباع فى بعض الأفران الإفرنجية بأسعار أقل نحو 20٪ يباع البسكويت السادة فى المحلات بسعر حتى 22 جنيها وفى المخابز بسعر حتى 17جنيها .. فضل العديد من ربات البيوت تصنيع كعك العيد بالمنازل بدلا من الشراء جاهزا خاصة فى الأحياء الشعبية بينما يرى الآخرون أن شراء العبد أفضل من تربيته.. فماذا يقولون عن كعك العيد؟! الحاج محمد جاد صاحب مخبز وحلوانى بحى مصر القديمة يقول نقوم بتصنيع الكعك وبيعه من خلال المخبز ويباع الكيلو السادة ب 17 وبالحشو ب20 والبسكويت ب15 والبيتى فور ب25 جنيها ويحتاج تصنيع الكعك إلى خامات من سكر وسمن ولبن ودقيق وأيد عاملة وغاز للتصنيع وكل هذه التكاليف الثابتة إذا تم حسابها نجد أن هامش الربح بسيط ويوفر على الأسرة متاعب التصنيع.

ويضيف الحاج محمد أن أسعار كعك العيد الجاهز لهذا العام ارتفعت بنسبه تتراوح بين 15 و 20% حسب كميات السكر المستخدمة وحسب استخدام صاحب الفرن للغاز والسولار ولكن بسبب نقص القمح وارتفاع أسعاره خاصة القمح الروسى أدى إلى تراجع المصريين عن عمل الكعك البيتى وأن الحزن عم الكثير من الأطفال الذين يحبون عمل كعك العيد فى البيت.

كما أوضح أن أسعار الدقيق الفاخر استخراج 72% ارتفع من 1900 جنيه قبل أزمة القمح إلى 3 آلاف جنيه للطن. وارتفع السكر 50 قرشا للكيلو عن العام الماضى وارتفاع أسعار الزيوت والمسلى بنسبة 10% بالاضافة إلى ارتفاع أسعار السولار الذى يستخدمه الخبازون فى التصنيع.

وكل هذا أثر على المنتج النهائى فارتفع سعر الكعك التجارى بنسبة تتراوح من 15 و20% عن العام السابق وارتفع نحو 25% للكعك المنزلى.

أما فى محلات الحلويات الشهيرة بمنطقة وسط القاهرة فسعر كيلو الكعك المحشو عجوة أو ملبن ب55 جنيها.. كعك السادة 60 جنيها.. والكعك المحشو بالمكسرات وعين الجمل 85 جنيها. أما البسكويت والغريبة والبيتيفور فأسعارهم ما بين 60 و80 جنيها.

من جانبها أعلنت شعبة الحلوى بغرفة القاهرة التجارية، ارتفاع اسعار الكعك والبسكويت، بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضى، لارتفاع أسعار مكونات الكعك من الدقيق والمسلى المكسرات المستخدمة فى الحشو، والسمن والسكر.

ورجحت الشعبة أيضا إرتفاع اسعار الكعك، لارتفاع سعر صرف الدولار لاستيراد بعض المكونات من الخارج، بسبب سوء الحالة السياسية التى تمر البلاد بها التى أثرت على البورصة المصرية وأسعار العملات أمام الجنيه.