لا يتوقف الصعيد المصرى عن سخائه الإبداعى وإمداد المشهد الأدبى والثقافى بالمبدعين والمبدعات من أبنائه الذين احترفوا حب مفردات وتفصيلات صعيد مصر الزاخر بكل أنواع الفنون والآداب، محمد طه شراقة شاعر شاب من محافظة سوهاج أراد أن يؤكد تفرد الصعيد بملامحه الإبداعية السمراء وذلك فى ديوانه «9/ 5 الساعة 7» ومعه حاولنا التعرف على تلك الملامح المصرية المتميزة فى هذا الحوار. ■ بصفتك شاعرًا شاباً من الصعيد .. كيف تصف المشهد الشعرى فى محافظتك سوهاج؟ - المشهد الشعرى فى سوهاج ممتلىء بالكثير من الشعر الحقيقى والأكثر من الشعراء المُجيدين وخصوصاً من جيل الشباب الذى انتمى له. ولكن للأسف ليس هناك اهتمام من المؤسسات الرسمية سواء الثقافية أو الإعلامية بمحافظات الصعيد ومن ضمنها محافظة سوهاج، وكأن المركزية القاهرية لم تتغير حتى الآن فى التعامل مع المشهد الثقافى لمصر بعد الثورة. ■ ما دور الجماعات والمؤسسات الثقافية المستقلة فى الصعيد.. وهل تعبر عن رؤية مغايرة أم تمثل انعكاسا للبيئة الثقافية الرسمية؟ - للجماعات والمؤسسات الثقافية المستقلة دور بارز وخصوصا بعدما برزت بشدة فى الفترة الاخيرة وكانها افراز طبيعى للثورة فى الوسط الثقافى وكأن الشباب الذى مل من بيروقراطية المؤسسات الرسمية، حاول أن يخلق بنفسه مؤسساته وجماعاته التى يستطيع ان يفرغ فيها إبداعه ويتواصل عن طريقها مع كل أطياف المجتمع. ومثال شخصى للجماعات الأدبية «جماعة حلم الجنوب الثقافية» فهيَّ جماعة تكونت على أيدى شباب سوهاجى يحبون مصر، ومقتنع أن الجنوب هو منبت الإبداع وكان الاسم «حلم الجنوب» ليكون بذرة الحلم التى نتمنى أن تتحقق فى وصول صوت الجنوب والصعيد ليجوب مصر كلها ويكون بيننا وبين كل الأقاليم تعاون إبداعى وثقافى. ■ نرى ان عنوان الديوان «9/ 5 الساعة 7» ماذا يمثل لك هذا التاريخ؟ - كما قلت فى نهاية قصيدة (9 / 5 الساعة 7) يوم الحنين ... وقت اللُقا .... كان التلات .... الموافِق 9 / 5 .... الساعة 7 فِ المساء، هى ذكرى شخصية كان لها أثر كبير فى الإلهام الشعرى الذى تواتر على مخيلتى بعدها، وأشكر تلك اللحظات الجميلة وما شابهها مما تهبنا إياه الحياة فنعيش إبداعا. ■ ماذا قدمت دور النشر الخاصة للشعراء الشباب خاصة مبدعى الصعيد؟ - لم تقدم دور النشر الخاصة شيئا مخصوصا لمبدعى الصعيد وذلك نظرا إلى أن أغلب دور النشر فى القاهرة وبعضها الآخر فى الإسكندرية، ولكن مع وجود مواقع التواصل الاجتماعى عبر الانترنت فكثير من دور النشر تعاونت عن طريق الإنترنت مع مبدعى الصعيد. ولكن التعامل مع دور النشر الخاصه غالبا ما يكون مرهقا مادياُ للمبدع لأنه يتكلف مبلغ الطباعة أو جزء منه حسب الاتفاق مع دار النشر وذلك يؤثر ايضا على سعر الكتاب المطبوع فغالبا ما يكون سعره مرتفع. وأتمنى فى الفترة المقبلة أن تتجرأ دور النشر على فتح أفرع لها بمحافظات الصعيد. ■ ما أهم الأسئلة التى تطرحها كمبدع من خلال تجربتك الشعرية؟ - دائما ما أحاول من خلال قصائدى أن أجعل القارئ أو المستمع شريكا أساسيا داخل النص، وفى أن يجد نفسه بين سطوره، وأن يحلل ويفسر النص حسبما يستشعر، حتى لا تكون العلاقه سلبية من خلال التلقى فقط، ولكن دائما ما أحاول أن أصنع علاقة إيجابية بينى ككاتب النص وبين المتلقى للنص الشعرى. ■ شكلت التجربة الشعرية حالة عشق موسعة تضفر بين حب الوطن والأم والحبيبة.. فما الذى يميز كل حالة عن أخرى فى الكتابة؟ - وقت الشروع فى الكتابة عند بدء نزول الإلهام الشعرى هو من يشكِّل دون وعى واضح منى شكل الحالة التى يتم غزلها فى القصيدة، فأحيانا أكون سأبدأ فى الكتابة فى قصيدة من وجهة نظرى رومانسية وفى النهاية أكتشف أننى كتبت قصيدة وطنية، لذلك أنا لا أحب أن أصنف الشعر الرومانسى ووطنى فاحب أن يشاركنى القارئ أو المستمع للتأويل والتسفير والفهم للقصيدة ■ هل تغير المشهد الثقافى فى الصعيد بعد الثورة؟ - استشعرت التغير فى الوسط الثقافى من خلال الحراك الشبابى المستقل الذى تمثل فى الائتلافات والجماعات والمؤسسات الثقافية المستقلة وانتشار حدوث الندوات والحفلات الشعرية، لكنى من خلال المؤسسات الثقافية الرسمية أرى أنها حتى الآن لم تصلها خبر حدوث ثورة، وبذلك لم نلمس حتى الآن وجود تغير فى المشهد الثقافى فى هذه المؤسسات.