اعتبر البيت الابيض ان الحكومة الايرانية "تخشي ارادة شعبها" بعد الثورة الشعبية في مصر التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم الرئاسة الامريكية ان القادة الايرانيين قلقون من امتداد الثورة، محذرا من ان طهران تنفذ اعتقالات وتقطع الانترنت وتحجب وسائل الاعلام الدولية. وقال "علي الحكومة الايرانية ان تسمح للشعب الايراني بممارسة حقوق التجمع السلمي والقدرة علي التعبير عن تطلعاته". واضاف ان الحكومة الايرانية "تخاف بكل صراحة ارادة شعبها". وأضاف جيبس "حكومة إيران وبصراحة تامة مذعورة من إرادة شعبها، فالتحركات الشعبية التي بدأت في تونس وانتقلت الي مصر قد تنتشر الي ايران وهذا ما يخشونه تماما". من جانبه اكد مجلس الشوري الايراني علي لاريجاني ان "الاحداث في تونس ومصر جرس انذار لجميع الديكتاتوريين الذين استمروا في السلطة عبر قمع شعوبهم وتجاهل مطالبهم الحقيقية". وكانت إيران قد سارت علي خط المظاهرات التي انتشرت في العديد من دول الشرق الأوسط، بعد أن افادت مصادر بأن السلطات الإيرانية أغلقت مواقع إنترنت للإصلاحيين وقامت بحملة اعتقالات في صفوف المؤيدين لهم والناشطين، وفقاً لما ذكره موقع "سهم" الإخباري الإيراني، الخميس. وتم اعتقال عشرة من اعضاء وانصار المعارضة الايرانية يومي الاربعاء والخميس، علي ما اورد موقع رهبسبز الايراني أمس الأول الجمعة، وذلك بعدما طلب قادة المعارضة اذنا بتنظيم تظاهرة دعما للثورتين المصرية والتونسية. وابلغت السلطات بوضوح انها ترفض اعطاء اي اذن بالتظاهر، وهو ما ترفضه منذ موجة الاحتجاجات الكثيفة التي تلت اعادة انتخاب احمدي نجاد المثيرة للجدل في يونيو 2009 والتي قمعها النظام بعنف. وكانت إيران قد أحيت أمس الأول الجمعة الذكري الثانية والثلاثين للثورة التي قادها الخوميني، حيث نظمت الحكومة مسيرات حاشدة رُفعت فيها شعارات مؤيدة للثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، بينما رفضت السلطات الترخيص للمعارضة بتنظيم مظاهرات منفصلة غدا الاثنين بل اعتقلت عددا من عناصرها. ونُظمت أضخم المسيرات في ساحة الحرية في طهران حيث تجمع عشرات الآلاف، وقد ألقي الرئيس محمود أحمدي نجاد خطابا بمناسبة هذه الذكري التي ترمز لقيام الثورة التي أنهت حكم الشاه ليتولي آية الله الخميني زمام الأمور. وبث التليفزيون الإيراني صورا لمتظاهرين في طهران يحملون صورا للخميني والمرشد الحالي علي خامنئي، ويرددون هتافات مناهضة للولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، ورددوا في الوقت نفسه هتافات مؤيدة لمطالب الشعبين التونسي والمصري في الحرية. وقبيل بدء مسيرات الجمعة، وجه الحرس الثوري تحذيرا للمعارضة الإصلاحية من تسيير مظاهرات منفصلة عن مظاهرات ذكري الثورة. وجاء تحذير الحرس الثوري عقب طلب معارضين بارزين ترخيصا لتسيير مظاهرات غدا الاثنين تأييدا للثورة الشعبية الجارية في مصر، ومن قبلها الثورة التونسية، وردت الحكومة من جهتها بالقول إن في وسع المعارضة التعبير عن موقفها المؤيد للشعب المصري خلال مسيرات اليوم لا في مسيرات منفصلة. وقال مراقبون إنهم يعتقدون أن المعارضة تتوقع مسبقا عدم السماح لها بالتظاهر، إلا أن هدفها الرئيسي من ذلك إظهار أن إيران تؤيد المتظاهرين المصريين إلا أنها لا تسمح لشعبها بالتظاهر.