التفت جميع وسائل الإعلام إلي الشباب الذين استشهدوا في أحداث المظاهرات التي حدثت يوم 28 يناير الماضي في حين لم تذكر الضباط الذين سقطوا قتلي واستشهدوا في سبيل الدفاع عن وطنهم وعدم التخلي عن واجبهم ومن هؤلاء الرائد طارق أسامة نور رئيس مباحث تموين شبرا الخيمة الذي استشهد في 30 يناير الماضي أثناء دفاعه عن وطنه وإصراره علي عدم ترك عمله وظل في مقاومة مستميتة حتي لقي مصرعه. «روزاليوسف» التقت أسرة الشهيد بمدينة نصر، قالت زوجته مي والدموع تنهمر من عينيها أنا لم أصدق حتي الآن أني فقدت طارق للأبد وأنني لن أراه مرة ثانية فمنذ ارتباطي به من 7 أعوام لم أر منه شيئاً سيئاً فهو نعم الخلق وكان يعاملني معاملة حسنة وقد ارتبطنا بعد حب حيث كان من الضباط الذين خدموا مع والدي وكان له معزة خاصة عنده والتقيت به في إحدي المناسبات العائلية وبعدها ارتبطنا ورزقنا ربنا بملك البالغ عمرها الآن 7 أعوام وكانت فرحتنا بها لا توصف وكانت عنده أغلي شيء في حياته. وعن ليلة الحادث المؤسف -وتستكمل كلامها الذي تخنقه الدموع - قائلة: كان ذلك يوم السبت 30 يناير الماضي حدثني تليفونياً الساعة 11 ليلاً وأثناء كلامي معه قال لي: اقفلي دلوقتي دول بيضربوا علينا نار وقد سمعت بالفعل صوت طلقات نار عالية وبعد ذلك أغلق التليفون وكنت في غاية القلق عليه وبعد ساعة كلمني وطمني عليه وقال لي: أنا بخير اطمني ولكنهم بعد ذلك عاودوا إطلاق النار وتم محاصرته في مكتبه حيث رفض ترك مكانه والهرب كما فعل من معه من ضباط حيث حاولوا أخذه معهم وقالوا له أنت مستني إيه لما تموت فأجابهم لن أهرب وأسيب شوية حرامية يستولوا علي البلد وظللت طول الليل ساهرة قلقة عليه حتي انتبهت علي صوت رنين التليفون في الساعة 12 ظهراً وكان المتحدث أحد الضباط من زملائه بمديرية أمن قليوب وقال لي: البقية في حياتك طارق استشهد وهو الآن في معهد ناصر ونزل الخبر علي كالصاعقة وهرولت علي الفور لرؤيته هناك فعلمت أنه أصيب بطلقة في رأسه بعد تبادل إطلاق النار بينه وبين المجرمين الذين حاصروه في مبني أمن الدولة في شبرا الخيمة واستولوا علي أثاث مكتبه وجميع الأجهزة ولكنه لم يفرط في سلاحه الميري. وأضافت زوجة الشهيد قائلة: هناك الكثير من الضباط مثل طارق الذين استشهدوا في تلك الأحداث ولكن لم يلق الإعلام الضوء عليهم حتي أنهم تم دفنهم دون تكريم أو جنازة عسكرية فقد دفنا طارق ولم نجد حتي مقرئاً للقراءة عليه أو أحداً يحمل معنا نعشه لدفنه في المقابر حيث كان بدء ميعاد حظر التجول ودفن دون أن يشعر به أحد، أنا أعلم جيداً الظروف العصيبة التي تمر بها الدولة ولكن كل ما أتمناه هو بعد أن تهدأ الأمور وتستقر أن تقوم وزارة الداخلية بتكريمه هو ومن ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم ورفضوا أن يتخلوا عن واجبهم دفاعاً عنه.