يحتل الإنسان مكانة مرموقة وعالية بين سائر المخلوقات فلقد فضل الله سبحانه وتعالي الإنسان فقال في شأنه: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر».. إلخ، لقد خلق الله الإنسان لعبادته وجعله خليفة له في الأرض وأمره بعدة تكاليف في الدنيا هدفها الحفاظ علي حياته واستمرار النوع وتعمير الأرض فإن أحسن القيام بها وأداها في حدود ما شرع الله استمتع بالحياة وعاش آمنا مطمئنا في علاقته بالله وبنفسه والناس. الطبيعة الإنسانية في الإسلام: إن أي جهد يبذل بدون معرفة الطبيعة الإنسانية في الإسلام يكون جهدًا ضائعًا من هنا كان علينا أن نبين معرفة الطبيعة الإنسانية من أجل التنصير بما يجب علي المسلم من حقوق ولأي أسباب خلق الإنسان علي وجه البسيطة. فنظرة الإسلام إلي الإنسان بسيطة وواضحة وعنها يتفرع كل ما علي الإنسان من واجبات وما له من حقوق فالمطلب الحقيقي والأساسي في الإسلام هو أن يخلق في نفسه حالة العبودية وما له من حقوق فالمطلب الحقيقي والأساسي في الإسلام هو أن يخلق في نفسه حالة العبودية والخضوع لله، والعبودية هي التوجه بكل نشاط حيوي إلي الله، ومراعاة ما يرضي الله في هذا النشاط وما يغضبه وتوقي هذا الغضب والعمل علي رضا الله. فعبودية الإنسان تفرض عليه أن يأتمر بما يأمره وينتهي عما ينهاه عنه لقوله تعالي: «وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلي الله+ ذلكم الله ربي+ عليه توكلت وإليه أنيب» وعبودية الإنسان لله تعتبر هي قمة التحرر من نفسه ووساوس الشيطان. لقد احتل الإنسان مكانة مرموقة بين جميع الكائنات المخلوقة حتي فضل علي الملائكة لقوله تعالي: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا» وسبب هذا التفضيل أنه أعد الإنسان لخلافته علي الأرض وإعمار الكون. لقوله تعالي: «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة» فالإنسان هو المستخلف في الأرض. هناك أمور رئيسية توضح مفهوم الطبيعة الإنسانية من وجهة النظر الإسلامية، وهذه الأمور تتعلق بصلة الإنسان بخالقه وبجوهره وبإرادته وبجانب الشر والخير فيه وبجانب شخصيته وباختلافه المتميز عن سائر الأجناس الأخري. جوهر الإنسان: يتميز الإنسان عن غيره أنه يجمع طاقته المادية التي تقتضيه إجابة ندائها، طاقات روحية تدفعه إلي غاية سامية أنه ليس حيوانًا يصغي إلي صوت غرائزه فحسب كما أنه ليس ملاكا يتسامي عن المادة وينطلق من آصارها. هذه الحقيقة تنبثق من حقيقة أن الإنسان في نظر الإسلام مكون من مادة وروح معا، يقول عز وجل: «إذ قال ربك للملائكة أني خالق بشرا من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين». إرادة الإنسان: إن مشكلة الجبر والاختيار كانت من أعقد القضايا في الفكر الإسلامي، فالمجبرة تعلقوا بآيات قرآنية تثبت الإرادة لله وحده (إن كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر» علي أن مفهوم إرادة الخالق غير مفهوم الإرادة الإنسانية فإرادة الإنسان تنحصر فيما هو متروك لاختياره وليس كذلك إرادة الله. تعلق القانون بالاختيار بأدلة ثابتة من القرآن الكريم تثبت الإرادة للإنسان. وهم يشيرون إلي أن الله تعالي وهب الإنسان العقل كما وهبه قابلية التمييز بين الخير والشر قال تعالي: «إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفور»ا علي أن جميع علماء المسلمين يرون أن الإنسان مخير وحر الإرادة في الإطار الاجتماعي. جانب الخير والشر في الإنسان: لا يصف الإسلام الطبيعة البشرية بأنها خيرة بالفطر أو شريرة بالفطرة وإنما فيها معايير فطرية تدرك الخير والشر. ولكل فرد فطرته التي يولد عليها وما يقصد بالفطرة هو الطبيعة الأصلية للطفل وما يكتسبه من الخير والشر من التطبع ومن خلال التنشئة الاجتماعية لا بالطبع. كاتب إسلامي مقيم في أسيوط