كل حاجه داخله فى كل حاجه. يعنى الحياة نفسها كده كلها على بعضها عبارة عن مجموعة متشابكة متلعبكة متلخبطة من كل الخيوط اللى ممكن تدخل مع بعضها. حاجات حلوة وحاجات وحشة، والغريب إن عمر مالحاجات الوحشة بتبقى وحشة بس ولا الحاجات الحلوة بتبقى حلوة بس، يعنى مفيش أبيض وأسود، كله رمادى وعلى الرغم من أن الرمادى ده طبيعة الحياة وهو اللون السائد لجميع البشر إلا أننى فى عداوة شخصية كبيرة جدا بينى وبين الرمادي، لأنه بيدى أعذار لكل الناس، اللى هو متقدرش تمسك عليهم حاجة، المكان اللى فيه كل الناس العادية واللى مش مبهرة. وواضح فعلا إن موضوع الألوان ده عاملى مشكلة حقيقية وكل ما أكتب حاجه تتطلع عشان الألوان. لكن نرجع تانى للحياة الملخبطة اللى فيها مليون حاجة متشبكة فى بعض وكل خيط فيهم بيودى لعالم تانى مليان خيوط تانية متشبكة فى بعض. أوقات كتير وأنا فى أى طريق طويل (وما أكثرهم) بييجى فى دماغى فكرة صغيرة تفضل تسحب وراها أفكار تانية كتير فى سلسلة لا تنتهى لحد ما أوصل لحاجه بعيدة جدا عن النقطة اللى بدأت منها وممكن أنسى أساسا إيه الفكرة اللى أنا بدأت بيها. ودى متعة كبيرة جدا زى ما تكون بتلعب لعبة أو بتدرب دماغك على التفكير المتسلسل.
الحياة بقى كلها كدة خيط بيشد وراه خيط تانى، ياخدك من مكانك اللى أنت فيه ويوديك لمكان تانى مكنتش تتخيل إنك ممكن توصله وأنت واقف فى بداية الخيط. أوقات خيوط الدنيا بتشدك ناحية حاجات تبسطك فتسيب نفسك خالص ماشى على الخيط لحد متتطلعلك عقدة كبيرة فى طريقك يا أما تفوقك إنك اخترت الخيط الغلط يا إما توقعك وتكعبلك عشان تقف وتتعلم تعدى فوق العقد. وممكن تلاقى خيط بيشدك لناحية أنت مش بتحبها ولا عايز تروحلها بس لما تمشى عليه تلاقى هو ده الخيط الوحيد اللى كان ينفع إنك تمشى عليه، وإنك مهما كنت هتلف وتتعب كان لازم ترجع تمشى من هنا. وأوقات بقى تخش كل الخيوط فى بعض، ومتبقاش عارف تروح يمين ولا شمال، كل الطرق تؤدى إلى التهلكة زى ما بيقولوا، ووقتها لازم تفك الخيوط بنفسك وتوصل بنفسك للخيط اللى هيوصلك حتى لو كان أطول خيط وحتى لو كان أكتر خيط مليان عقد، هتوصل فى الآخر، ممكن توصل متأخر وممكن توصل متبهدل، بس المهم إنك توصل لنهاية الخيط الصح. ***كتبتها: سارة أحمد فتح الله ليسانس ألسن تعمل بقسم التحرير بإحدى شركات النشر العلمى