حالة من الشد والجذب شهدتها أولي جلسات اللجنة الإفريقية أمس بمجلس الشوري بعد اكتمال تشكيلها بين نواب التيار الإسلامي وعدد من خبراء الاتحاد البرلماني الدولي الذين جاءوا لمصر لشرح التجارب العالمية في وضع الدساتير وقوانين الانتخابات وبصفة خاصة تجربة جنوب إفريقيا في المرحلة الانتقالية بعد الثورة، وعملية المصالحة. في الوقت الذي اعتبر فيه الخبراء الأجانب أن مصر في المرتبة الدنيا إنصافا للنساء في العالم كله مطالبين بضرورة السير علي خطي 58 دولة من دول العالم التي خصصت كوتة للمرأة، اعترض أعضاء الأحزاب السياسية علي وجود مثل هذه المحاصصة للمرأة مؤكدين أنها ليست مشكلة كوتة وإنما المشكلة تكمن في أن المرأة المصرية لا تثق في قرينتها المرأة ولا تنتخبها. وهاجمت د.دورد دلروب الأستاذة بجامعة استكهولم وصاحبة أول دراسة عن الكوتة النسائية الأحزاب السياسية المصرية النواب الإسلاميين قائلة: أشعر بخيبة أمل إزاء تمثيل المرأة خاصة بعد الثورة وكيف أن بلادا مثل السعودية وبوروندي سبقتها بمراحل طويلة في إنصاف المرأة من خلال الكوتة، لافتة إلي أن الأحزاب تتحدث كثيرا عن المرأة في القوائم ولكن «عزرائيل» يأتي في التفاصيل ولا تمثل إلا في ذيل القوائم. وعقب النائب محمد الصغير عن حزب البناء والتنمية قائلا: «الشيطان إنما يكمن في المحاصصة» والسبب هو أن المرأة في مصر لا تنتخب المرأة والمسألة ليست مشكلة الأحزاب وإنما مشكلة ثقافة، والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية لا تعارض الأمر حيث أنه من كلام الله وأفعال النبي محمد مع بداية نزول الوحي تشاور مع زوجته، ولم يسافر للفتوحات إلا مع زوجته.
