كثف الجيش اللبناني أمس انتشاره في العاصمة بيروت وشوارع مدينة طرابلس التي ينحدر منها رئيس الوزراء نجيب الميقاتي في وقت قام الأخير بزيارات بروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقة عشية بدء المشاورات الرسمية لتشكيل الحكومة المقررة اليوم. وفيما يتكتم الميقاتي علي تصوره لشكل الحكومة التي سيترأسها نقلت صحيفة «السفير» اللبنانية عن مصادر مطلعة قولها إن الأولوية لدي الميقاتي ستكون لإقناع سعد الحريري رئيس الوزراء السابق بالانضمام إلي حكومة وحدة وطنية، وأضافت المصادر: لكن إذا أصر الحريري علي الرفض فيمكن أن تكون حكومة التكنوقراط هي الخيار الأمثل. وفي الوقت الذي أكد الميقاتي أن اختيار حزب الله له لرئاسة الحكومة لا تلزمه بأي موقف سياسي سوي التمسك بحماية المقاومة اتهم الحريري في تصريحات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بالخيانة «حلفاء سابقين» له في إشارة إلي الميقاتي النائب الدرزي ووليد جنبلاط. وقال الحريري: «من قتل رفيق الحريري لا يريد لسعد الحريري أن يكون في السلطة». ورهن النائب عن تحالف 14 آذار أحمد فتفت مشاركة التحالف في حكومة الميقاتي بموقف الحكومة من المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وقال: «إذا كان الميقاتي قادمًا من أجل أن ينفذ أجندة حزب الله بإلغاء المحكمة الدولية فالمشاركة ستكون مستحيلة». وبينما نصحت السعودية مواطنيها بعدم السفر إلي لبنان حتي يعود الهدوء والاستقرار دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حكومة الميقاتي إلي الوفاء بالتزاماتها تجاه المحكمة الدولية. وفي حين حثت كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي الميقاتي إلي تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق خلال تشكيل الحكومة واحترام التعهدات الدولية للبنان اتهمت واشنطن علي لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي حزب الله بممارسة «الترهيب والتهديد بالعنف»، من أجل تحقيق أهدافه السياسية والسيطرة علي الحكومة الجديدة، وشدد كراولي علي أن المحكمة الدولية ستواصل مهمتها. وفور تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي أكدت فيها أن وجود حكومة لبنانية يهيمن عليها حزب الله سيؤثر علي العلاقات مع واشنطن سعي الميقاتي إلي طمأنة الغرب مؤكداً إنه سيحافظ علي العلاقات مع الجميع وأنه لن يدخل في مواجهة مع أحد.