بدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب الميقاتي أمس استشاراته النيابية بمقر مجلس النواب لتأليف الحكومة الجديدة، بعد قيامه طوال أمس الأول بالزيارات البروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقين، إذ اجتمع لهذا السبب مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في لقاء استمر لعدة دقائق فقط - ثلاث دقائق - كما اجتمع مع رؤساء الحكومات فؤاد السنيورة، عمر كرامي، ميشال عون، ورشيد الصلح وأجري اتصالا هاتفيا بسليم الحص الذي يعالج حاليا بأحد مستشفيات السعودية. ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن ميقاتي دعوته إلي ضرورة حصر الأمور علي الأرض نهائيا، مشيرا إلي أن لقاءاته مع رؤساء الحكومات السابقين كانت ممتازة وجيدة. وأكد ميقاتي «أن ما قام به الوزير محمد الصفدي وما تحمله نتيجة موقفه أمر يقدر عليه بالكامل، تحت كل الضغوط الذي تعرض له». أما عن تأليف الحكومة، فأوضحت الصحيفة أنه لا شيء معد سلفا، وأن النقاش لن يبدأ قبل أن يجري الاستشارات النيابية في مجلس النواب ثم التشاور مع رئيس البلاد لتقرير ما يجب أن يكون. قالت الصحيفة: إن ميقاتي لم يسأل الحريري عما إذا كان سيشارك بحكومته أم لا، مشيرة إلي أن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وبصفته رئيسا لكتلة المستقبل النيابية، استمهل ميقاتي حتي موعد الاستشارات النيابية لاعطائه جوابا رسميا بشأن المشاركة أو عدمها. ونقل عن قيادي في تيار المستقبل قوله: «إن هناك وجهتي نظر تتصارعان داخل كتلة المستقبل النيابية، الأولي يقدمها السنيورة وتري أهمية في المشاركة في الحكومة «إذا نلنا الثلث الضامن»، والثانية يتزعمها الحريري الذي يرفض بالمطلق المشاركة في حكومة ميقاتي أو غيره ويري ضرورة التوجه نحو تأليف معارضة نيابية في الشارع والتفرغ لتنظيم تيار المستقبل وإعادة التواصل مع جمهوره. من جهتها، نقلت صحيفة اللواء في أوساط سياسية تحذيرها من احتمال خروج المواجهة السياسية الحالية حال تشكيل الحكومة عن طابعها «البارد» في حال دخول عناصر مفاجئة علي الساحة اللبنانية في مقدمتها إعلان أسماء المتهمين في القرار الاتهامي الخاص باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري أو إسراع حكومة ميقاتي في الخروج من الالتزامات المرتبطة بأعمال المحكمة الدولية. ونقل عن مصادر نيابة مطلعة القول إن المشاورات التي أجريت في اليومين الأخيرين كشف عدم وجود مشروع أو تصور تام حتي اللحظة لشكل الحكومة وتركيبتها المحتملة. في الأثناء، أكد ميقاتي لسفيرة الولاياتالمتحدة بلبنان أمس أهمية العلاقات الثنائية بين بيروت وواشنطن، كما عرض رؤيته لتطورات الأوضاع في لبنان وظروف ترشحه لرئاسة الحكومة وتكليفه من قبل النواب. إلي ذلك سادت حالة من الهدوء جميع المناطق اللبنانية لليوم الثاني علي التوالي بعد أحداث الاحتجاجات التي قام بها مناصرو تيار المستقبل، وكثف الجيش وقوي الأمن من تواجدهما في الشوارع والمناطق لحفظ الأمن.