يبدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف نجيب ميقاتي، اليوم - الأربعاء - الزيارات البروتوكولية التقليدية لرؤوساء الحكومات السابقين، بلقاء مع رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري، وسط توقعات أن تتجاوز هذه الزيارة الحدود البروتوكولية، ففي حين يتكتم ميقاتي على تصوره لشكل الحكومة التي سيرأسها، وذكرت مصادر مطلعة لبنانية أن الأولوية لديه ستكون لإقناع الحريري بالانضمام إلى حكومة وحدة وطنية، لكن، إذا أصر على رفضه، فيمكن أن تكون حكومة التكنوقراط هي الخيار الأمثل، علماً أن الاستشارات مع الكتل النيابية لتشكيل الحكومة ستبدأ يوم غد - الخميس - وكان ميقاتي أكد أن تسمية حزب الله له لا ُتلزمه بأي موقف سياسي سوى التمسك بحماية المقاومة. وردًا على سؤال حول اتهامه بأنه مرشحُ حزب الله، قال ميقاتي إنه لا يجب الحكم مسبقاً عليه أو على تصرفاته، لا سيما من جانب المجتمع الدولي. أما بالنسبة لتعبير واشنطن عن قلقها إزاء الوضع اللبناني بعد تسميته، فقال إن واشنطن مهمة جداً بالنسبة له، ولا يمكن إلا أن تكون العلاقة جيدة معها، وتمنى أن تبقى على دعمها للبنان، متابعًا: بما أنه بحاجة إلى أي صوت بعد بداية معركته الانتخابية، فمن الطبيعي أن يسأل حزب الله أن يؤيده، لأن له كتلة كبرى في المجلس النيابي. وكانت واشنطن عبّرت عن "قلقها" تجاه أحداث لبنان، إذ اعتبرت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون أن وجود حكومة يهيمن عليها حزب الله سيكون لها تأثير واضح على علاقاتنا الثنائية مع لبنان، وأضافت مواقفنا أساسية ما زالت كما كانت دائماً.. نعتقد بضرورة متابعة سير العدالة وإنهاء الحصانة من العقاب. نؤمن بسيادة لبنان وإنهاء التدخل الخارجي. من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون رئيس الحكومة المكلّف إلى تشكيل الحكومة على أساس التوافق الواسع وضمن الإطار الدستوري، بينما اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة برنار فاليرو أنه من الضروري أن تندرج في إطار الدستور واتفاق الطائف، وأن تعكس الخيار المستقل والسيادي للبنانيين بمنأى عن أي تدخل وعبر الحوار، ودعا الحكومة المقبلة إلى احترام الالتزامات الدولية التي اتخذها لبنان، وخصوصاً ما يتعلّق بالمحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان. وكانت مدن لبنان شهدت احتجاجات شعبية - أمس، الثلاثاء - رفض خلالها المحتجون تكليف ميقاتي، مطالبين بإعادة تسمية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ووقع أكبر احتجاج في مدينة طرابلس شمال لبنان، حيث قالت مصادر طبية إن 20 شخصاً تلقوا العلاج. كما هاجم المتظاهرون الصحافيين الذين كانوا يتابعون الأحداث، أما في بيروت فقد قطع المتظاهرون الطرق بإطارات السيارات المشتعلة وبحاويات القمامة. وقال مصدر أمني إن أعيرة نارية أطلقت في الهواء قبل أن يتدخل الجيش. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. ودعا الحريري أنصاره إلى الهدوء وضبط النفس قائلاً: أنتم اليوم شعب غاضب، لكنكم شعب مسؤول عن سلامة لبنان وسلامة الحياة المشتركة بين اللبنانيين. إنني أتفهم مشاعركم، ولكن لا يجوز لهذا الغضب أن يقودنا إلى ما يخالف قيمنا وتربيتنا وعقيدتنا وإيماننا بأن الديمقراطية هي ملجأنا وهي وسيلتنا التي لا غنى عنها في التعبير عن موقفنا السياسي.