رئيس الحكومة الجديد يبدأ خطوات تأليفها وسط حقل من الألغام يبدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي استشاراته اليوم الخميس لتشكيل الحكومة الجديدة في ظل حالة من الاحتقان والغضب في أوساط فريق 14 آذار الذي شعر بأنه أخذ علي حين غرة وأسقطت عنه الأغلبية النيابية بين عشية وضحاها.وبدا واضحا أن ميقاتي الذي قبل بهذه المهمة في ظروف تاريخية صعبة يمر بها لبنان ، سيقدم علي حرب من نوع جديد وعليه أن يعبر حقول ألغام ، يجب أن يجتازها بنجاح ، ليثبت للبنانيين أولا أنه ليس مجرد "خيار" لحزب الله ، خاصة وأنه علي الرغم من حالة الغضب التي اجتاحت مناطق عديدة في لبنان أمس الثلاثاء علي رأسها طرابلس بالشمال والعاصمة بيروت وبعض مناطق البقاع الأوسط علي خلفية مناصرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ، إلا أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بدا مصمما علي الاستمرار في تأليف الحكومة رغم دعوات مناصري الحريري له بالاعتذار.ويترقب اللبنانيون الخطوات المقبلة التي يمكن أن يقدم عليها رئيس الحكومة المكلف الذي حصل علي 68 صوتا مقابل 60 صوتا حصل عليها الحريري ، حيث من المقرر أن يبدأ اليوم الزيارات البروتوكولية التقليدية لرؤساء الحكومة السابقين ، كما يترقبون لقاءه مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.وفي حين يتكتم ميقاتي حتي الآن علي تصوره لشكل الحكومة المقبلة ، توقعت مصادر لبنانية أن تكون أولويته محاولة إقناع الحريري بالانضمام إلي حكومة وحدة وطنية ، فإذا أصر علي رفضه ، فقد يصبح خيار حكومة التكنوقراط هو الأوفر حظا. واعتبرت المصادر أن تأليف الحكومة الذي سيبدأ غدا وبعد غد يشكل تحديا كبيرا أمام ميقاتي الذي وصفت حكومته قبل أن تبدأ بأنها حكومة حزب الله نظرا للضغوط الكبيرة التي مارسها الحزب لتوفير الأكثرية الجديدة له علي قاعدة قطع التزامات لبنان للمحكمة ذات الطابع الدولي.وقد تطرق ميقاتي الليلة الماضية خلال حديث تليفزيوني إلي موضوع المحكمة الدولية لافتا إلي أنها من شقين ، شق لا يستطيع لبنان مقاربته وهو القرار الدولي الذي قضي بإنشائها .. فلبنان ليست لديه القدرة لتغيير القرارات الدولية ، إنما هناك ناحية خلافية داخل لبنان ، معتبرا أن الحوار الصريح ضمن المؤسسات الدستورية هو الحل ، وإذا طلب رئيس الجمهورية أن يكون أي موضوع خلافي علي طاولة الحوار الوطني فليكن ولكن إذا كان من الممكن حله داخل المؤسسات الدستورية فليكن أيضا.ورأت الصحيفة أن هذا الموقف سيكون محور متابعة في الأيام المقبلة ليتبين مدي تحققه علي أرض الواقع.ونقلت عن مصدر في قوي 14 آذار قوله "إن السؤال البارز الذي سيطرح أمام ميقاتي خلال استشارات التأليف هو : ماذا عن الموقف الذي ستتخذه حكومته من المحكمة في ضوء الحملة التي شنتها قوي 8 آذار بقيادة حزب الله لإقصاء الحريري والإتيان به هو؟ وماذا عن سلاح الحزب الذي لا يزال محور التأثير في مصير لبنان والذي ظهر مفعوله في الضغوط التي أدت إلي تغيير الأكثرية الحقيقية التي أتت بها الانتخابات النيابية عام 2009 إلي أكثرية أمر واقع تعبر عن غلبة حزب الله وحلفائه الجدد. وأشارت الصحيفة إلي أن ميقاتي يتجه إلي تأليف حكومة تكنوقراط أو مختلطة إذا لم يتمكن من إقناع الحريري وقوي 14 آذار بدخول الحكومة المقبلة .. وسيحاول إنجاز بيان وزاري علي قاعدة "لا غالب ولا مغلوب".وقالت المصادر إنه ما كان ليقبل بتولي رئاسة الحكومة في الأحوال الراهنة لولا توافر غطاء عربي وإقليمي. وعلي صعيد متصل ألقت كاثرين أشتون، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، بيان عاقبه:"كلف الرئيس سليمان السيد نجيب ميقاتي بمهمة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وإنني علي ثقة بأن تشكيل الحكومة سوف يتم في إطار الامتثال الكامل لأحكام الدستور. ينبغي علي رئيس الوزراء المختار أن يسعي إلي الحصول علي أكبر إجماع ممكن في تشكيل حكومته، لتحقيق مصلحة الشعب اللبناني. وأتوقع أن تستمر الحكومة الجديدة في احترام الالتزامات الدولية للبنان، ويساورني القلق إزاء الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في البلاد، وأدعو جميع الأطراف إلي التحلي بضبط النفس، حيث ينبغي علي كافة الأطراف أن تتعاون، وأن تتمتع بروح الحوار. أود أن أطمئن الشعب اللبناني بأن الاتحاد الأوروبي سيستمر في دعم لبنان؛ ليتمتع بالسيادة والاستقلال والديمقراطية والاستقرار." جاء ذلك في بيان صحفي وزعه مكتب الاتحاد الأوروبي بمصر جاء في بيان للخارجية الامريكية تعقيبا علي التطورات التي يشهدها لبنان ان حزب الله يمارس "التهديد والترهيب والعنف" للسيطرة علي الحكومة في لبنان ولتحقيق اهدافه السياسية، جاء الموقف الامريكي بعد اعلان المرشح المدعوم من قبل المعارضة بتشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي بالاستشارات السياسية يوم الخميس المقبل. وسبق ذلك تحذير وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من تأثر العلاقة بين بلادها ولبنان في حال قيام حكومة لبنانية يهيمن عليها حزب الله.واضافت كلينتون التي كانت تتحدث في مؤتمر صحفي إن الحد الأدني المقبول للولايات المتحدة بالنسبة للبنان هو "إنهاء حصانة القتلة ومنع التدخل الخارجي وكذلك احترام سيادة البلاد.