بعد غيابه عن الإخراج المسرحي طوال السنوات الخمس الماضية يعود المخرج والممثل المسرحي أشرف فاروق بعرض "8 في زانزانيا" الذي يلعب بطولته علي خشبة المسرح الكوميدي "العائم" منة فضالي وشمس ومحمد عبد الحافظ وأشرف مصيلحي وهشام عطوة. افتتح العرض أبوابه الخميس الماضي بعد بروفات دامت شهرا ونصف الشهر.. العرض يتناول بشكل كوميدي قضية الهجرة غير الشرعية للشباب لكن هذه المرة الهجرة عن طريق النيل إلي دولة إفريفية بدلا من دولة أوروبية واستطاع المخرج أن يحقق المعادلة الصعبة وهو تقديم كوميديا خفيفة بعيدا عن الابتذال والإسفاف يقول المخرج المسرحي أشرف فاروق: منذ خمس سنوات كنت قد اتخذت قرارا بالابتعاد عن الاخراج وذلك بعد تعرضي لغيبوبة سكر في بروفات أحد العروض ونقلت للعناية المركزة وبعد شفائي قررت الابتعاد عن الإخراج لأنني وقتها تعرضت لضغط عصبي شديد، لكن هذه المرة الوضع اختلف خاصة أن هذا النص نسعي له منذ عامين أنا والمؤلف حتي إنه أكثر من فرقة مسرحية قدمته منها الطليعة والشباب والكوميدي في عهد مديره السابق مدحت يوسف وذهب للشباب مرة أخري ثم عاد أخيرا للمسرح الكوميدي والحقيقة فور تولي محمد محمود إدارة المسرح تحدث إلي مباشرة بشكل شخصي وعرض علي النص خاصة أنه كان يعلم أنني أريده منذ فترة طويلة لدرجة انني كنت فقدت الأمل في تنفيذ هذا المشروع وعندما بدأنا العمل وجدنا المسألة تسير بشكل قوي للغاية ودون أي تعقيدات حتي إنني يوم الافتتاح كنت غير مصدق لما حدث وفي خلال شهر وثلاثة أسابيع انتهيت من العمل في العرض لأنني وزعت العمل علي مساعدي الإخراج فكل منا كان يعمل لمتابعة ومباشرة عمل بعينه حتي اجتمع العرض واكتمل تماما وأصبحنا جاهزين للافتتاح. ويضيف: عندما اكتمل فريق العمل من البداية ، كان هناك اتفاق بيني وبين الممثلين فاتفقنا انني غير معترض علي أي إفيه كوميدي في سياق الدراما ولا يخرج عن روح الشخصية ويعكس حالة الحدث لكنني في النهاية أريد أن يري العرض كل فئات البشر ولا أريده أن يسبب خدشا لحياء أحد والحمد لله الممثلون استجابوا لهذا الطلب وطوال البروفات كنا نجلس معا ونضع ونحذف إفيهات حتي وصلنا للشكل النهائي الذي خرج به العرض والحمد لله منذ افتتاح المسرحية لم تحدث لي أي مفاجآت ،لأنني انزعج جدا من المفاجآت علي المسرح ، فأنا شخص ديمقراطي لأن الديمقراطية تسعد الممثل بشكل عام لكن عند التنفيذ أنا شخص ديكتاتور ونحن جميعا متفقون علي هذا الأسلوب في العمل. أما عن انسحاب الفنانة ميمي جمال من العرض في الأيام الأخيرة قال: أشرف عدم وجود الفنانة ميمي جمال معنا كان بالنسبة لي صدمة شديدة لأنني أحبها وأحب العمل معها للغاية وسبق لي تقديم أول تجربة في الإخراج معها فور تخرجي في المعهد وأعرفها جيدا وارتاح للعمل معها لكنها للأسف تعرضت لأزمة صحية وأجرت فحوصات عديدة وقرر الأطباء أنها تحتاج لإجراء عملية جراحية لذلك طلبت مني الانسحاب من العرض لأنها لن تستطع الاستمرار في ظل هذه الظروف الصحية وأنا حزين لعدم وجودها لكنني لم أفكك الدور بل حذفته تماما ودورها كان دور والدة حمدي التي تحبه للغاية وترفض هجرته فتحاول منعه من السفر مع زملائه لكنها تسير في النهاية معهم في الرحلة واستطعنا أن نحذف الدور لكن روحها موجودة معنا في العرض وبالطبع حذف الدور كان عملية سهلة وصعبة في نفس الوقت واضطررنا أن نحتفظ ببعض الجمل والإفيهات لكن وزعت علي الممثلين. وعن غيابه عن مسرح الدولة طوال هذه السنوات وتركيزه علي العمل بمسرح الهناجر فقط يقول: سبق وقدمت تجارب عديدة علي مسارح الشباب والغد والطليعة لكن من الممكن أن تكون هذه أول تجربة لي في عرض مسرحي كبير وتأخرت في هذه الخطوة لأنني مؤمن بالقدر لأن الله يكتب دائما لحظة معينة للتنفيذ فمثلا منذ إبريل 2009 ونحن نسعي لتقديم هذا العرض لكنه تحقق في النهاية في عام 2011 فليست لدي مشكلة مع مسرح الدولة ، لكنني غير معين وأعمل عادة علي مستوي التمثيل والإخراج والإدارة المسرحية في جميع المسارح فعندما حصلت علي دبلوم في الإخراج بأكاديمية الفنون ورشحت للسفر لإيطاليا، وعدت إلي مصر عينت وقتها مدير فرقة اسكندرية بمسرح سيد درويش فدائما أتعاقد ولا أعين لأنني أرفض التعيين فأنا فنان ولست موظفا أما في الهناجر فأنا مساعد للدكتورة هدي وصفي حيث لدي مشكلة مع النظام بشكل عام لأن دراستي للهندسة وأسلوبي في الدراسة علمني النظام ونحن شعب يكره النظام لكنني مصر عليه دائما لذلك اصطدم مع فكرة التعيين بالدولة لكن بالطبع ، مسرح الهناجر له فضل كبير علي واخص بالذكر الدكتورة هدي وصفي لأنها كانت تدعمني دائما علي المستوي الإنساني واتمني أن يفتتح المسرح قريبا وهناك مؤشرات فعلية بافتتاحه خلال الشهور المقبلة.