وسط أجواء ساخنة وانتقادات حادة لوزارة الصحة، دعا نواب مجلس الشوري لإنشاء جهاز مستقل لحماية الصحة العامة للمواطنين علي غرار الجهاز المركزي للمحاسبات بجانب إصدار قانون خاص لسلامة الدواء والغذاء جاء ذلك خلال مناقشة طلب مقدم من أكثر من 20 عضوًا لاستيضاح سياسة الحكومة لتطوير الرعاية الصحية خلال الفترة المقبلة في ظل ارتفاع حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير. وهاجم النواب اللائحة الجديدة التي يضعها وزير الصحة للمستشفيات محملين إياه مسئولية تصاعد أزمة العلاج علي نفقة الدولة وقال النائب عماد محروس اللائحة الجديدة بدعة غير موجودة في العالم منتقدًا تقليص ساعات عمل الخدمات الصحية بالمستشفيات. وقال محروس: اللائحة الجديدة بداية لخصخصة المستشفيات والوزارة بمفردها تورطت في أزمة العلاج علي نفقة الدولة وحملت النواب المسئولية إعلاميا بدليل حفظ النائب العام للقضية وتدخل صفوت الشريف رئيس المجلس لتخفيف حدة النقاش حيث داعب معوض خطاب «الحماس مطلوب بس صحتك أهم»، فضحك النواب. وانتقد الشريف التلميحات غير المباشرة التي وردت بخطاب النائب ناجي الشهابي والتي ألمح فيها بضرورة حل مشكلة الصحة حتي لا تتحول مصر لدولة عرضة للفوضي وقال الشريف موجهًا كلامه للشهابي «حكومة الوطني ملتزمة بالسياسات التي أعلن عنها رئيس الدولة والتي تنحاز لمحدودي الدخل والفقراء ومصر ستظل آمنة بذكاء شعبها وقدرة أبنائها علي كشف الأقنعة ومخططات الفضائيات التي تهاجم مصر بمزاعم ملفقة ونوعي شعبنا بأن السهام موجهة لمصر ولوحدتها الوطنية والسهام سترد لصدور مصوبيها ومصر قوية بشعبها في مواجهة التحديات لتحقيق الاستقرار والرفاهية وردًا علي مطالب النائب د. محمد عوض تاج الدين بضرورة وقف حرب شركات الدواء في وسائل الإعلام خوفًا من تأثيرها علي صناعة الدواء بشكل عام، أعلن صفوت الشريف أن المجلس الأعلي للصحافة الذي يرأسه سيناقش في أول اجتماعاته إنشاء وزارة الصحة لمدونة تخطر بها الصحف بعد عرضها علي المجلس . من جانبه قال د. حاتم الجبلي وزير الصحة إن الدولة تنفق 3 مليارات و150 مليون جنيه وأن الوزارة تتوسع في العلاج علي نفقة الدولة مشيرًا إلي أنه لم يحدث أي مساس بالمجانية وحصيلة الدخل لا تذهب للأطباء ولكن للمستشفي لتوفير موارد له في إطار نظام تكافلي. أشار الجبلي إلي أن اللائحة الجديدة منحت العلاج المجاني مساحة أكبر في العيادات الخارجية وبالتالي حققت المساواة بين كل أبناء المجتمع وجعلت العلاج بأجر متروك بحرية الاختيار، نافيًا خصخصة المستشفيات. ونفي الوزير إصداره أي تعليمات لمديري المستشفيات بعدم قبول المرضي المجانيين قائلا «أتحدي أن يكون قد صدر مني هذا الكلام وأريد أن أعرف مدير المستشفي الذي قال هذا الكلام»، مؤكدًا عدم تحور فيروس الأنفلونزا مضيفًا إلي أن الفيرس أصبح موسمياً وانتقد استعانة بعض النواب بمعلومات خاطئة نشرتها جريدة «المصري اليوم» باخفاء عقاقير الأنفلونزا عن المواطنين قائلا: «الدولة لا تستخسر في أبنائها ومش كل حاجة تكتب في المصري اليوم تصدقوها». ورفض اتهام النواب للعاملين بوزارة الصحة بالإهمال مشيرًا إلي أن أي عامل بالصحة لم يتهم بالإهمال فغضب النواب وهاجوا قائلين: «ولا النواب»، فرد الشريف «الموضوع أمام النيابة». وكشف الجبلي أنه سيتم إضافة أمراض جديدة لقرارات العلاج علي نفقة الدولة خلال شهر أبرزها السماعات الطبية وتركيب المفاصل الصناعية. وشدد علي الالتزام بتعليمات الرئيس مبارك بعدم التصرف في شركات الأدوية الحكومية حتي لا نتعرض لضغوط دولية كما حدث في حصار 2005 في أزمة التاميفلو مؤكدًا أن الحكومة ستظل مسيطرة علي أسعار الدواء والتخفيض لا يتم بشكل عشوائي بجانب وجود مصانع جديدة للأدوية. وبحسم تدخل صفوت الشريف، رئيس مجلس الشوري، لوقف كيل الاتهامات الموجهة لوزير الصحة، د.حاتم الجبلي، بعد أن اتهمه عدد من النواب بعدم الانحياز لمصلحة الفقراء، حيث قال النائب عبدالسلام موسي: الوزير لا يحب الفقراء، فرد عليه الشريف: المواطنة لا تفرق بين الجميع، وهذه الاتهامات الشخصية لم نعتد عليها في مجلس الشوري، ولابد من السيطرة علي الانفعالات. مكلفًا لجان الصحة والسكان لإعداد تقرير متخصص لرصد المشكلة السكانية وآثارها وسلبياتها علي معدلات التنمية. من جهة أخري طالب أعضاء لجنة الصحة بمجلس الشعب بوقف العمل باللائحة الجديدة التي وضعتها وزارة الصحة لتمويل المستشفيات بعد الساعة الواحدة ظهرًا إلي مستشفيات استثمارية. وتهكم النواب خلال اجتماع اللجنة أمس برئاسة د. مديحة خطاب علي الحكومة قائلين: «نتخلص من المرض أفضل والغلابة وتقوم بإبادتهم» معتبرين اللائحة الجديدة تحايلاً لإلغاء العلاج المجاني.