أوضح الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، حكم استخدام السبحة في الأذكار - سواء كانت عادية أم إلكترونية - وإظهارها للناس بوضعها في اليد، أو الرقبة مثل بعض المتصوفة. وفي رده على السؤال: هل يُظهر المسلمُ (السبحة) أم يخفيها؟، أكد العالم الأزهري أن السبحة - سواء كانت عادية أم إلكترونية - جائزة شرعًا وليست بدعة، قائلًا إن كان إظهارها للتباهي والزينة والرياء فحرام شرعًا. وفي تفصيل فتواه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، يوضح أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر أن السبحة - سواء كانت عادية أم إلكترونية - آلة مُعِينة على الذكر، ووسيلة لضبط الأعداد التي دعت إليها الأحاديث الشريفة، فهي ليست بدعة كما يدَّعي من قلَّ فقهه في الدين، بل أُثِرَ عن كثير من السلف الصالح استعمال وسائل مختلفة لضبط أعداد الذكر، كالخيط المعقود، والحصى. ولفت العشماوي إلى أن السبحة ليست من خصائص الصوفية، بل هي عامة لكل مسلم؛ فإن المسلم مدعوٌّ إلى الإكثار من ذكر الله، كما في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا)، وكما في قوله تعالى: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات)، والإكثار يقتضي العد، لا سيما في ما طُلب فيه العدد، موضحًا أن الشريعة تتساهل في الوسائل المؤدية إلى المقاصد، ولا تحصرها في شكل، فبأي وسيلة حصل ضبط العدد؛ فقد تحقق المقصود. ولكن أيهما أفضل للمسلم؟ أن يظهر السبحة أم يخفيها؟.. يطرح العالم الأزهري السؤال، ويقول: الحق أن كل عبادة يقوم بها المسلم؛ تحتاج إلى نية، والنية هي المحدد للأعمال التي تَتَّحِدُ صورتها في الخارج جوازا ومنعا، وقبولا وردًّا، فبحسب النية يكون الحكم.. فإن كان قصد المسلم تذكير من يراه بالذكر، وإعانته عليه بالقدوة العملية، ولم يَخْشَ على نفسه الرياء؛ فهذا غرض شرعي صحيح، يجعل إظهار السبحة جائزا، إن لم يكن مستحبا. وتابع: أنا شخصيا أغار كلما رأيت من يحمل سبحة، ويلهج لسانه بذكر الله تعالى بها، فأذكر الله تعالى في الحال، فهذه نية صالحة، إذا سَلِمَ صاحبها من الرياء! وأضاف العشماوي: أما إن خاف على نفسه الرياء، أو كان يظهر السبحة، ويعبث بها، ويطوحها يمينا وشمالا، يوهم الناس أنه يذكر؛ فهذا غرض فاسد، يجعل إظهار السبحة أمرا محظورا شرعا؛ لِما فيه من الرياء المحرم، والاستخفاف بآلة العبادة! وأشار إلى أن كثيرا من العلماء والصالحين يحملون السبحة في أكمامهم أو في جيوبهم، ويذكرون الله عليها، من غير أن يشعر بهم أحد، ولعلهم - لشدة مراقبتهم ومحاسبتهم لأنفسهم - خافوا على أنفسهم الرياء، ولعل هذا التصرف يتحقق في السبحة الإلكترونية أكثر من السبحة العادية؛ فإنه يمكن إخفاؤها في الكف بين الأصابع. وختم الدكتور محمد العشماوي، قائلًا ان ما دأب عليه بعض المتصوفة من وضع السبحة في رقابهم كالعقد أو كالسلسلة، أو لفِّها على معاصمهم كالساعة أو كالسوار؛ إن كان للتباهي والزينة والرياء فحرام؛ فإن السبحة لم تُجعل لهذا، وإن كان لإمساكها حتى لا تضيع؛ فلا بأس، والأولى وضعها في الجيب أو في الحقيبة. اقرأ أيضاً: منها "رزق الهبل على المجانين".. 9 أمثال شعبية منتشرة يحذر منها عالم بالأزهر تابعه كريستيانو رونالدو.. من هو الداعية البرتغالي محمد إبراهيم؟