توافد أمس مئات المواطنين الجزائريين وكذلك الضيوف العرب على قصر الثقافة بالجزائر بأعالى هضبة العناصر فى العاصمة الجزائرية لوداع فقيدة الطرب العربى وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيدة وردة، ووصل الجثمان مسجّى بالعلمين الجزائرى والمصرى إلى قصر الثقافة بأعالى العاصمة وتقدمت الصفوف وزيرة الثقافة خليدة تومي، وكانت محاطة بعديد من الفنانين الجزائريين والعرب، وكان واقفاً إلى جانبها الفنان حسين الجسمى والفنان الشعبى الجزائرى رضا دوماز والفنان سليم هليل وفنانون آخرون. وخيّم الحزن على الجميع رسميين ومواطنين، وبدت وزيرة الثقافة متأثرة جداً إلى جانب مرافقيها من الفنانين. وتوالى الفنانون والأدباء والمثقفون والمواطنون فى طابور ليلقوا آخر نظرة على الفنانة التى غنت للجزائر وللعرب.. يذكر أنه غاب ابنا وردة رياض ودلال عن مراسم الجنازة بالقاهرة ، اللذاين اكتفيا بانتظارها بالجزائر حيث مراسم الدفن، بعد أن أرسل الرئيس الجزائرى بوتفليقة طائرة عسكرية لنقلها.
وحمل جثمان الراحلة إلى مقبرة العالية لتوارى الثرى هناك فى مربع الشهداء. ووضعت وزارة الثقافة الجزائرية سجلين للتعازى فى قاعة «الموقار» و«الأطلس» السينمائيتين، حتى يتسنى للمواطنين والشخصيات والفنانين تقديم تعازيهم.
وأكد الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة أن الفنانة الراحلة وردة نذرت حياتها لفنها، فرفعت رايته فى محافل الفن وأسمعت كلمته فى منابره ، وكانت فى ذلك قامة قل أن تسامى، وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى.
وقال بوتفليقة -فى برقية عزاء بعث بها إلى جميع أفراد أسرة الفنانة وردة الجزائرية- إن حكمة الله جل وعلا شاءت أن تودع وردة دنياها وهى تستعد مع حرائر الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، وأن تسهم فيها بإبداعها كما أسهمت فى ثورة التحرير الوطنى بما كانت تقدم لجبهة التحرير من إعانات فى مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة فى مكتبها بلبنان.
وأضاف: لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهى فى مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها؛ إذ أمضت جل حياتها فى القاهرة التى ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطيره، لكن الله أكرمها أن جعل مثواها فى وطنها الذى حملته فى قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا، وأن جعل صوتها ينادى «أحبك يا بلادي»، قبل أن تلفظ النفس الأخير وتلك منة يمن بها الله على عباده المخلصين.
يشار إلى أن «مقبرة العالية» تعد أهم مقبرة فى الجزائر ومدفون فيها زعماء ورؤساء الجزائر الراحلون، إضافة إلى أشهر الشخصيات من مختلف المجالات.
يذكر أن أصيبت الفنانة أنغام بحالة من الإغماء فى شقة الفنانة وردة عقب علمها بوفاتها، وفى لحظات وداعها الأخيرة قبل أن يسافر جسدها إلى الجزائر؛ لتدفن فى مسقط رأسها.
وقد حضر العزاء السفير الجزائرى والوفد الجزائرى وسط إجراءات أمنية مشددة؛ حيث توجه الوفد والسفير إلى مسجد صلاح الدين لأداء صلاة الجمعة والجنازة، وحضر أيضا إلى منزل الفنانة الراحلة بالمنيل كل من: فيفى عبده ونبيلة عبيد اللتين باتتا ليلتهما معها منذ أن علمتا بالخبر فظلتا بجوارها تقرآن القرآن.
وحضر أيضا كل من: هانى مهنى ومحمود ياسين ومحمد سلطان ولبلبة وصلاح الشرنوبى الذين كانوا من أوائل الحضور.
رحلت وردة إلى الجزائر فى صندوق وطائرة عسكرية، وهكذا انتهت صاحبة «حكايتى مع الزمان» التى كانت لديها مشروعات كثيرة لم تكتمل كانت قد أعلنت عنها.
وأكد الناقد الفنى وجدى الحكيم أنه كان من المفترض أن يتصل بها فى نفس اليوم الذى توفيت فيه؛ ليحدد معها موعدا لتسجيل أغنيتها الوطنية الجديدة التى تهديها لمصر، بعد أن كانت قد اتفقت عليها منذ فترة وتنازلت عن أجرها.
أيضا لا أحد يعلم من سيغنى كلمات الدويتو الوطنى الذى كان من المفترض أن تقدّمه مع كاظم الساهر، والآخر الذى كان سيشاركها به صابر الرباعي، وكانت تفضل أن يكون وطنيا أيضا. كما استقبل العديد من الفنانين خبر وفاة وردة كصدمة هزت وجدان الجميع.. حيث لم يكتف معظمهم بحضور الجنازة والمشاركة فى مسيرة أمس الجمعة التى وصلت إلى منزل وردة بشارع محيى الدين أبوالعز بالمهندسين.. إلا أن الحزن جعل الكثير منهم يقرر وقف نشاطه الفنى ثلاثة أيام حداداً.
من بينهم كل من نبيلة عبيد وفيفى عبده اللتين قررتا وقف تصوير مسلسلهما كيد النسا لحين استقرار حالتهما النفسية وحدادا على وفاة وردة التى أكدتا أنها ستظل حية داخل الجميع بفنها.
كذلك الحال بالنسبة لأنغام التى طلبت من المخرج وفريق العمل وقف تصوير مسلسلها «فى غمضة عين» بسبب انهيارها نظرا للعلاقة الطيبة التى ربطتها بالراحلة نظرا إلى أن حالتها النفسية لم تسمح لها حاليا باستئناف أولى تجاربها الدرامية التى تحتاج إلى تركيز كامل.
كذلك الحال بالنسبة للمطربة شيرين عبدالوهاب التى قررت وقف نشاطها الفنى والانعزال تماما بسبب صدمتها هى وزوجها الملحن محمد مصطفى على وفاة وردة التى كانت تعتبرها قدوتها فى الغناء وملكة الاحساس بالنسبة لها، وأعلن أيضا كل من هانى شاكر ومروان الخولى حالة حداد لمدة ثلاثة أيام حزنا على وفاة وردة.
من ناحية أخرى أقامت السلطات الجزائرية أمس السبت جنازة رسمية للراحلة قبل دفنها فى مقبرة «العالية» من أبرز مقابر الجزائر وحضرها كبار الشخصيات هناك، على أن يقام العزاء فى مسجد الحامدية الشاذلية الثلاثاء المقبل عقب صلاة المغرب.
الجدير بالذكر أن وردة الجزائرية توفت الخميس الماضى إثر تعرضها لأزمة قلبية ناتجة عن ارتفاع مفاجئ فى ضغط الدم وعن عمر يناهز 73 عاما وأقامت نقابة الموسيقيين حفل تأبين للراحلة بعد نقلها الى مطار القاهرة الجمعة الماضى حضره الكثير من مطربى مصر والعالم العربى.