تموت حين تنتهي من رقصتها وتعود للحياة من جديد عندما تبدأ في رقصة جديدة، هذه هي الفكرة الرئيسية الرومانسية التي نقلتها راقصة الباليه الأمريكية جينيفر هومانز التي تعد واحدة من أشهر راقصات الباليه المعتزلات في الولاياتالمتحدة والتي أبرزت فكرة تراجع فن الباليه حاليا وأكدت أنه أنحدر وربما مات. جينيفر التي صالت وجالت في عالم الباليه الخيالي لعقدين علي الأقل من الزمان في السبعينيات والثمانينيات تألقت في العديد من العروض المميزة أبرزها رقصات للمسرحية التاريخية " لابياديير " الذي تعود قصته إلي عام 1877 للكاتب ماريوس بيبتا، وتقول هومانز أن راقصة الباليه عندما تترك المسرح فإنها تحتضر وعندما تعود له مرة أخري فأنها تعود للحياة وعندما تتقاعد فإنها ستموت وأضافت في كتابها أنها كانت لفترة تري الأمل في الأجيال الجديدة من الراقصات إلا أنها الآن تؤمن تماما أن الباليه في حالة موت تام وأن التراجع الحالي بدأ منذ أوائل عقد التسعينيات. إلا أنها عادت وتناولت الأمر من منظور أوسع وأكدت أن تراجع مستوي الباليه أخذ شيئا فشيئا منذ القرن الرابع عشر وأشارت إلي أنه وصل للحضيض الآن، وأشارت إلي أن الجمباز انتقل من مرحلة الإبتكار إلي العشوائية وأضافت أن الفترة التي يطلق عليها " ملائكة أبوللو "كانت الأفضل في تاريخ راقصات الباليه وهي الفترة التي امتدت علي مدار العقد الأخير من القرن الثامن عشر. المثير للدهشة وفقا لعرض نيويورك تايمز الأمريكية هو المخطوطات التاريخية التي كانت بحوزة هومانز والتي نشرتها في الكتاب وهي مخطوطات لعصور سالفة وتحديدا بين أعوام 1680 و1850 وهي التي أعتبرها المراقبون كشفا في عالم الباليه وتاريخه, وتؤكد مؤلفة الكتاب والراقصة الشهيرة أنها تكتب في تاريخ الباليه ولكن ليس بشكل مجرد بل تضفي عليه الطابع الفكري والظروف التاريخية المحيطة بهذا الفن في كل فترة وكيف أنها أثرت علي توجه فن الباليه وإزدهاره أو تراجعه. النقاد الذين هاجموا الكتاب أكدوا أنه يميل إلي المبالغة خاصة في التوصيفات التي ساقتها جينيفر مثل الباليه مات وأننا نعيش في عصر الظلام للباليه في كثير من الأحيان وأن الأمر يستحق نظرة إيجابية بشكل أكبر ولا يستحق كل هذا التشاؤم والنظرة السوداوية.