كرم جبر روزاليوسف اليومية : 31 - 08 - 2010 هذه هي أسباب عدم الأخذ بها ( 1 ) - الوقت لايسمح لتغيير نظام الانتخابات.. فالأحزاب بدأت في إعداد قوائم مرشحيها، ومن الصعوبة أن يتم تغيير نظام الانتخابات الفردية إلي القوائم، بينما بدأت الاستعدادات للانتخابات بالفعل. - أحزاب المعارضة التي ترهن مشاركتها بعودة نظام القوائم هي أول من يعلم أن ذلك مستحيل، ولكنها تستخدم ذلك كأوراق ضغط لتحقيق بعض المكاسب الانتخابية. -الأحزاب لم تطالب بالقوائم إلا في الوقت الضائع، وكان بوسعها أن تنظم صفوفها، وتقنع الرأي العام بذلك وتخلق مؤيدين لمطلبها منذ سنة أو سنتين. ( 2 ) - القوائم النسبية تحتاج أحزاباً قوية.. ففي ظل الوضع الراهن للأحزاب المصرية لايوجد سوي حزب واحد - أو حزبين - يستطيع أن يحصل علي بعض المقاعد في ظل نظام القوائم. - الأحزاب القوية هي التي تستطيع إنجاح هذا النظام، عندما تكون لها برامج واقعية تطرحها علي الجماهير وتنال تأييدها، لأن التصويت يكون علي أساس البرامج الحزبية بالدرجة الأولي. - متي يمكن أن يتحقق ذلك؟.. الكرة في ملعب الأحزاب، لأن السياسة تحتاج النفس الطويل، وليس القصير، وكلما اشتد عود الأحزاب أثمر نظام القوائم نتائجه. ( 3 ) - القضاء هو الذي أبطل نظام القوائم.. مرتين.. المرة الأولي لأنها كانت قوائم مطلقة ورأت فيها المحكمة الدستورية العليا شبهة عدم الدستورية لعدم السماح بترشيح المستقلين. - في المرة الثانية حكمت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية القوائم النسبية لعدم المساواة بين الحزبيين والمستقلين بجانب عدم المساواة بين الدوائر الانتخابية. - بادرت الدولة علي الفور بتنفيذ أحكام القضاء، ورفضت أي مقترحات قانونية للتحايل عليها، وتم الرجوع إلي النظام الفردي بسبب الإشكاليات الكبيرة في نظام القوائم. ( 4 ) - الأحزاب هي التي طالبت بالنظام الفردي.. فقد تعرض نظام القوائم لهجوم كاسح في الأحزاب، وهي التي دعت إلي ضرورة إلغائه والعودة إلي النظام الفردي. - الأحزاب خصوصاً الصغيرة كانت تتوه في الدوائر الواسعة والكبيرة ولا تستطيع بإمكانياتها المحدودة أن تغطي عشرات اللجان سواء بالمرشحين أو المندوبين. - النظام الفردي هو الأقرب للواقعية في الظروف الحالية، صحيح أن مصر فيها 22 حزباً ولكن الجماهير لاتعرف معظمها ولا حتي أسماء رؤسائها وليس لها تواجد إلا علي الورق. ( 5 ) - البديل الآمن هو تحسين الثقافة الانتخابية.. فنجاح نظام القائمة يحتاج عملا حزبياً دءوباً في الشارع وبين الناس،لتدريبهم علي كيفية اختيار ناخبيهم تبعاً لهذا النظام. - ويحتاج برامج حزبية متميزة وغير متشابهة وفيها خطط واضحة للتعامل مع المشاكل والأزمات، وتقديم حلول يقتنع بها الناس ويختارون علي أساسها. - ويحتاج عملية إحياء للحياة الحزبية من جديد، لأن هذا النظام يذوِّب الأفراد داخل الحزب ويمكن أن تكون الأحزاب الضعيفة وبالاً علي مرشحيها حتي لو كانوا أقوياء. ( 6 ) - الإفساد والبيع والشراء والاختراق.. تلك هي أهم عيوب نظام القائمة، حيث يمكن اختراقها إما برءوس الأموال وشراء الأحزاب أو عن طريق الجماعات الدينية المحظورة. - سبق للجماعة المحظورة أن حاولت شراء حزب الأمة في الثمانينيات بمليون جنيه ولكن الصفقة فشلت في ذلك الوقت لضآلة المبلغ المعروض. - الدول التي تطبق نظام القائمة لم تصل إلي ذلك بين يوم وليلة ولكنها هيأت الأجواء لحياة حزبية سلمية ومنافسات قوية بجانب انخفاض نسبة الأمية وارتفاع مستوي الوعي السياسي. ( 7 ) - القوائم ليست لها علاقة بنزاهة الانتخابات.. بل علي العكس فالنظام الفردي فيه ضمانات النزاهة أعلي بكثير ويكون كل مرشح حريصا علي كل صوت وكل صندوق لأنه صاحب المصلحة الحقيقية. - نزاهة الانتخابات لا تتحقق إلا بالمراقبة الصارمة من الأحزاب نفسها ومن المجتمع المدني ووسائل الإعلام وأهم من كل ذلك هو حرص الناخبين علي الإدلاء بأصواتهم. - القوائم النسبية قد تكون النظام الأفضل إذا تمت تهيئة الأجواء لنجاحها وأهم شيء هو وجود أحزاب قوية تستطيع أن تقنع الجماهير بالتصويت لها وإلا فإنها ستكون وبالاً عليها. E-Mail : [email protected]