ازداد الوضع سوءاً في الساعات الأخيرة بمالي والتي وقفت حائلاً أمام محاولات عودة بعثة الأهلي بعد أن تجددت الاشتباكات مرة أخري حتي مثول الجريدة للطبع حيث لم تستطع البعثة السفر إلي العاصمة الإيفوارية أبيدجان لاستقلال الطائرة الحربية المتواجدة هناك، وفي نفس الوقت منع الحظر الجوي الطائرة من الوصول لمطار باماكو.
في الوقت نفسه أكد السفير المصري د.حامد شكري أن الأزمة في طريقها للحل.
كان النادي الأهلي قد أعلن أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» مسئول عن سلامة بعثة الفريق التي عانت كثيرا خلال الساعات الاخيرة في مالي بسبب اضطراب الاوضاع هناك.
وأكد العامري فاروق عضو مجلس ادارة الأهلي أن النادي خاطب الاتحاد الإفريقي رسميا قبل السفر إلي مالي بشأن الأحداث وحصل علي تأكيد رسمي بأن الأوضاع آمنة تماما لذا كان سفر البعثة وبالتالي فإن الاتحاد الإفريقي يتحمل مسئولية سلامة البعثة المصرية.
وكانت إدارة النادي الأهلي قد خاطبت وزارة الخارجية المصرية رسميا من أجل العمل علي إعادة البعثة، وبدورها خاطبت الخارجية المجلس العسكري الذي أعطي تعليمات علي الفور بإرسال طائرة عسكرية لإحضار البعثة من مالي.
من جانبه دافع المدير الفني باتحاد الكرة الأفريقي عبدالمنعم شطة عن الكاف مؤكدا أن هناك متابعة شخصية من رئيس الاتحاد الكاميروني «عيسي حياتو» والمسئولين في المكتب التنفيذي لوضع بعثتي النادي «الأهلي المصري» و«صن شاين ستارز النيجيري» المحاصرة في مالي منذ الأحد الماضي . وأوضح «شطة» أن الاتحاد الإفريقي عندما قرر الموافقة علي إقامة مباريات في مالي كان لديه ضمانات أمنية وما حدث يندرج تحت بند أمور خارجة عن نطاق التوقع، مشيراً إلي أن الكاف يتحمل مسئولية كبيرة في محاولة استمرار اللعبة داخل القارة السمراء والتي يعيش دائماً كثير من دولها حالة من عدم الاستقرار.
وتابع «شطة» مؤكداً أن الكاف يبحث حالياً سبل تأمين فريق «الأهلي» وفريق «صن شاين» وفتح خطوط تواصل مع مسئولين كبار في مالي. وفيما يخص موعد مباراة العودة في القاهرة التي اختار لها الأهلي يوم 12 مايو الجاري أشار المدير الفني بالكاف إلي أن اللوائح فيها مرونة وتراعي الظروف الاستثنائية وسيتم احتواء الموقف وقد يتم تأجيل اللقاء.
علي صعيد اخر كان فريق الأهلي قد خاض مرانا صباح امس بمالي بقرار من البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني لإخراج اللاعبين من الحالة النفسية والبدنية السيئة وذلك داخل فندق إقامتهم وحوله.
وقام اللاعبون بالجري علي الأسفلت حول الفندق، ثم تم تقسيم الفريق الي مجموعتين الاولي ادت تدريبات في حمام السباحة والاخري ادت تدريبات علي سلم الفندق لفك العضلات.
وحاول جوزيه تحفيز اللاعبين في بداية المران وطالبهم بالصبر والهدوء وعدم اليأس.
ورفضت إدارة الفندق في البداية أن يخوض الفريق تدريبه في حديقة الفندق، قبل أن تتراجع بعد ضغط من خالد الدرندلي رئيس بعثة الأهلي. ولم يشارك وائل جمعة في المران بسبب الإصابة التي لحقت به في مباراة الملعب المالي بعضلة السمانة.
من جانبه أكد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي أن فريقه لا يزال يواجه المجهول في العاصمة المالية باماكو خاصة بعد التحذيرات المستمرة من قبل اعضاء السفارة المصرية هناك والسلطات المالية بشان عدم امكانية السماح للفريق من الاقتراب للطريق المؤدي للمطار وهو ما منع بعثة الأهلي من مجرد ارسال حقائبهم وهو الطلب الذي قوبل بالرفض من قبل مسئولي السفارة المصرية هناك.
وكشف عبد الحفيظ عن تخوفه من تسرب اليأس لنفوس الجميع ببعثة الأهلي وهو ما يسعي حسن حمدي رئيس الأهلي لمنع حدوثه باتصالاته الدورية للاطمئنان علي الفريق والذي اصبح شغله الشاغل الان هو الرحيل الي القاهرة ثم بعد ذلك التفكير في اي شيء اخر.
وكان شادي الشرقاوي القنصل المصري بمالي والقائم بأعمال السفير هناك قد رفض تحديد موعدًا نهائيًا لمغادرة بعثة الأهلي حتي كتابة هذه السطور .. وجاءت أنباء استمرار غلق المطار للسابع من مايو القادم ورفض جيش مالي التعهد للسلطات المصرية بتأمين هبوط الطائرة الحربية المصرية هناك ليزيد من تعقد الامور داخل بعثة الأهلي ويصيبها بالرعب خاصة بعد تأكيدات الشرقاوي أن الأهلي قد يرحل عن مالي بين لحظة واخري وقد يستمر بقاؤه بفندق إقامته الحالي لعدة ايام قادمة في ظل عدم وضوح الرؤية لطبيعة الامور بشكل حاسم حتي الان.
وقال القائم باعمال السفير المصري إن الطريق المؤدي لمطار باماكو لا يزال غير امن بالاضافة الي انه يبذل جهودا مكثفة لتأمين مغادرة بعثة الأهلي لمالي بجانب ضمان هبوط وإقلاع الطائرة المصرية في امان قبل اي شيء.
وعلي صعيد الحالة النفسية والمعنوية للاعبي الأهلي يعقد الثنائي محمد أبوتريكة ووائل جمعة مقرأة قرانية تجمعهم بزملائهم يوميا كعادتهم في معسكرات الأهلي داخليا وخارجيا.
هذا وقد أثني خالد الدرندلي عضو مجلس ادارة الأهلي ورئيس البعثة هناك علي لاعبي فريق الأهلي وتفهمهم لحجم الازمة التي يتعرضون لها في مالي الان، مشيرا الي انهم يتمتعون بالخبرات الكافية التي تؤهلهم للتعامل مع مثل هذه الازمات خاصة إنهم شاهدوا الاسواء من ذلك خلال مجزرة بورسعيد التي حدثت في فبراير الماضي واضاف أن الحديث عن الاستعداد لمباراة العودة القادمة يفرض نفسه علي الجهاز الفني للفريق بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه رغم انشغال الجميع أولاً بالرحيل من مالي لكن جوزيه لايريد أن يترك شيئاً للصدفة ويقوم بتنسيق كل شيء مع لجنة الكرة من خلال سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالفريق.
هذا ويترقب مسئولو الأهلي معرفة موعد عودة البعثة للقاهرة والذي لا يزال مجهولا لهم لارسال خطاب للكاف يتضمن الفترة الزمنية التي يحتاجها فريق الأهلي لتأجيل موعد لقاء العودة الإفريقي الذي سبق أن حدده الأهلي في الثاني عشر من الشهر الجاري وسيخوضه الفريق دون جمهور بعدما فرضت الاحداث الساخنة في اعتصام العباسية ذلك.. وهو ما أجبر مسئولي الأهلي علي الالتزام بالقرارات الامنية في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد.