في الوقت الذي تعهدت فيه السلطة الفلسطينية أمس أمام مجلس الأمن الدولي بعدم استخدام العنف واللجوء الي السلاح مطلقا، حتي اذا استمرت اسرائيل في بناء مزيد من المستوطنات في القدسالشرقية، وجه مندوب اسرائيل بالأممالمتحدة رون بروسر تهديدات غير مسبوقة لجميع الدول العربية، وقال إن اسرائيل سوف ترد بشكل مختلف هذه المرة لو سقط صاروخ واحد من قطاع غزة علي المستوطنين الإسرائيليين. ففي الجلسة الدورية التي عقدها مجلس الأمن الدولي أمس حول الوضع في الشرق الأوسط، هاجم رون بروسور السفير الإسرائيلي لدي الأممالمتحدة ترديد وتوطيد ما وصفها بالأساطير ومنها أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو الصراع المحوري في المنطقة ،وقال إن الصراعات في مصر وسوريا واليمن والبحرين وغيرها من مناطق الشرق الأوسط ليس لها علاقة بإسرائيل. كما حذر المندوب الإسرائيلي من استمرار تقدم البرنامج النووي الايراني بالرغم من الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي. وقال في كلمته خلال الجلسة الشهرية التي عقدها مجلس الأمن اليوم لمناقشة الحالة في الشرق الأوسط: إن برنامج ايران النووي يسير بسرعة قطار اكسبريس في حين أن الجهود الدولية تسير بسرعة قطار عادي يتوقف في كل محطة،ولا يمكن لنا أن نسمح للقنوات الدبلوماسية بأن تمنح النظام الإيراني وسيلة أخري لكسب مزيد من الوقت، خاصة أنها تقترب أكثر وأكثر من انتاج سلاح نووي». وتطرق المندوب الاسرائيلي الي ماسماه «قضية اليهود الذين طردوا من الدول العربية» زاعما بأنها «قضية غير مروية في الاممالمتحدة»، وقال: «إن الصفحات التي كتبت عن الأممالمتحدة واللاجئين الفلسطينيين يمكن أن تملأ مدرجات ملاعب كرة القدم، ولكن لا توجد قطرة واحدة من الحبر حول قضية اللاجئين اليهود،وحان الوقت للأمم المتحدة لوضع حد التواطؤ في محاولة لمحو قصص تخص 850 ألف شخص من التاريخ. وزعم السفير الإسرائيلي في كلمته أن « الادعاء بأن هناك أزمة إنسانية في غزة،ليس إلا أسطورة» وقال ان «العديد من المنظمات الدولية ذكرت بوضوح انه لا يوجد أزمة إنسانية في غزة. وأن الأزمة الحقيقية هي أن تدفقات المعونة تذهب الي هناك في الوقت الذي تنطلق فيه الصواريخ من داخل القطاع». وهدد السفير الإسرائيلي الفلسطينيين أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي قائلا «سوف يستغرق الأمر أن يسقط صاروخ واحد فقط في المكان الخطأ في الوقت الخطأ لتغيير المعادلة علي أرض الواقع، وساعتها سيضطر قادة إسرائيل الي التعامل بطريقة مختلفة تماما وإن مجلس الأمن لم يدن هجوم صاروخي واحد من قطاع غزة،حتي أصبح الصمت اليوم بمثابة مأساة الغد». وجدد بروسور التأكيد علي أن المستوطنات لا تقف عقبة أمام السلام، وقال إن العقبة الرئيسية هو ما يسمي بحق العودة ورفض الفلسطينيون الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود باعتبارها دولة الشعب اليهودي. وعلي العكس من اللغة العنيفة التي استخدمه السفير الإسرائيلي في جلسة مجلس الأمن أمس، أكد السفير رياض منصور مراقب فلسطين الدائم لدي الأممالمتحدة أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يذعنوا، وسيستمرون في ضغطهم في كل المحافل الدولية والدبلوماسية من أجل استعادة الحقوق غير القابلة للتصرف والتوصل إلي السلام والعدالة. وقال إن «القيادة الفلسطينية سوف تستمر في جهودها الدبلوماسية الدؤوبة من أجل الدفاع عن مصالح الفلسطنيين بالطرق السلمية،حتي لو لم تستجب اسرائيل لدعوات المجتمع الدولي، واستمرت في مساعيها الرامية إلي تقويض جهود السلام في المنطقة». و حمل رياض منصور اسرائيل مسئولية الجمود الحالي الذي تشهده عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال: إن استمرار اسرائيل في اقامة المستوطنات غير الشرعية في الآراضي الفلسطينيةالمحتلة،بما في ذلك القدسالشرقية،يشكك في مصداقية الحل القائم علي مبدأ الدولتين.