** سبحان الله.. التمسنا العذر للزمالك والأهلى بعد الأداء المتوسط لهما فى مباراتيهما الأخيرتين، الزمالك أمام يانج أفريكانز التنزانى فى بطولة أفريقيا، والأهلى أمام الشباب الكويتى فى لقاء ودى وقلنا إنهما لعبا بعد توقف طويل للدورى وفى ظروف نفسية صعبة بعد أحداث بورسعيد.. وفى نفس الوقت لم نلتمس العذر للمنتخب الوطنى فى مبارياته الودية الثلاث التى خاضها فى قطر مع أن لاعبى المنتخب باستثناء لاعبين فقط هما المحمدى والجباس مروا بنفس الظروف وعاشوا نفس الأحداث وتأثروا بالتوقف!.. بل إن الجهاز الفنى للمنتخب واجه ظروفا أصعب تمثلت فى تضارب مكان المعسكر ومكان المباريات وكذلك القرارات، وعدم الاستعانة بلاعبى الأهلى، واستقالة اتحاد الكرة ومشكلة الملابس.. كل ذلك لم يشفع للجهاز الفنى وللاعبين لكى ينجوا من سهام النقد اللاذع والسخرية والتهكم.. ورغم أننا طالبنا بتجديد دماء المنتخب والنزول بمتوسط الأعمار ومنح الفرصة لنجوم جدد ممن تألقوا مع أنديتهم فى مباريات الدورى وممن يتشوقون للعب الدولى وتحقيق إنجازات تحسب لهم، فإن البعض سخر من العناصر الجديدة ومستواهم وإمكاناتهم، بل راهن على أنهم كمالة عدد ولابد من الاعتماد على أصحاب الخبرة!!.. يا سبحان الله.. الناس تقفل الشباك ولا تفتحه!.. وانتقد البعض مستوى المنتخبات التى لعبنا معها وكأن الجهاز الفنى كانت أمامه فرصة للعب مع المنتخبات الكبيرة الأفريقية والأوروبية وهو الذى رفض وفضل هذه المنتخبات!.. المفروض كما هو الحال فى الدول المتقدمة أن المنتخب يلعب مبارياته وفقا لأجندة وضعها اتحاد اللعبة راعى فيها الأهداف الفنية من المباريات والجدوى الاقتصادية وتوقيتات اللعب ومن خلال التنسيق مع الجهاز الفنى.. فهل يحدث ذلك عندنا؟.. بالطبع لا.. الأمور تسير عندنا بالفهلوة.. والاتفاقات مع المنتخبات الأخرى تتم فى آخر وقت وحسب الظروف والتساهيل!.. وفى أوروبا والدول المتقدمة ستجد أجندة مباريات المنتخب موضوعة لسنة مقبلة على الأقل وحتى لو تغير الجهاز الفنى يأتى الجهاز الجديد ويلتزم بهذه الأجندة لأن المفروض أن الذى وضعها إدارة فنية فى اتحاد الكرة تعلم ماذا تريد وكيف تخطط!.. وأتمنى ألا يتأثر الجهاز الفنى للمنتخب بمثل هذا النوع من النقد الحلمنتيشى وأن يتدرب على طرق استيعابه وأسهل طريقة للاستيعاب هى "نفض وكبّر"! ** بدأنا مرحلة جديدة فى حياتنا الانتخابية سواء الانتخابات السياسية أو الرياضية.. أساسها هى أننا نختار بإرادة حرة دون ضغط أو تزوير أو تربيط.. والآن نحن على أبواب انتخاب رئيس جمهورية على المستوى السياسى وانتخاب اتحاد الكرة على المستوى الرياضى وهنا يكون السؤال الأهم والأكثر ترديدا كيف أختار؟.. أو ما هى الشروط الواجب توافرها فى القائد والمسئول؟.. والذى يقرأ القرآن الكريم بتمعن سيجد أن هناك أربعة شروط أساسية فيمن سيتحمل المسئولية حتى ولو كانت مسئولية أسرة.. فى قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عندما خرج من مصر وذهب إلى مدينة مدين وزواجه من ابنة شعيب نجد الابنة تطلب من أبيها فى البداية أن يستأجر موسى ليعمل عنده ويعينه على الأمور المعيشية وتبرر سبب تزكيتها لموسى بقولها كما جاء فى سورة القصص "قالت إحداهما ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين".. إذن أهم الشروط فيمن سيتولى المسئولية هى أن يكون قويا وأمينا.. قويا لا يخاف فى الحق لومة لائم، قويا يعرف كيف يدافع عمن هم تحت قيادته ومسئوليته وكيف يحميهم، صوته مسموع وهيبته محفوظة، ليس إمعة ولا أداة فى يد غيره يحركه كيف شاء وفى الاتجاه الذى يريد!.. وأمينا على المهمة التى سيتولاها، يراعى حقوقها وواجباتها ولا يخون هذه الأمانة ولا يفرط فيها. والشرطان الآخران سنجدهما فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام.. فبعد أن قام بتفسير رؤيا ملك مصر وعرف أن هناك أزمة اقتصادية رهيبة ستتعرض لها البلاد وخرج من السجن وذهب للقاء الملك بناء على طلبه قال له سيدنا يوسف وكما جاء فى سورة يوسف "قال اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم".. فالشرطان هما أن يكون حفيظا وعليما.. حفيظا على ما بيده من موارد وأموال يحفظها لأصحابها الذين هم الرعية إن كان حاكما والأعضاء إن كان رئيسا.. فمال الدولة هو مال الشعب وليس مال الحاكم يوزعه على حاشيته وخاصته ومحاسيبه.. ومال النادى مثلا هو مال أعضاء النادى وليس رئيس النادى يهدره بقرارات خاطئة أو يستولى عليه من خلال صفقات مريبة!.. وعليما.. أى يكون ملمًا بمفردات وقواعد ومهام ومتطلبات الوظيفة التى يتولى مسئوليتها، لديه الخبرات الكافية فى أداء المهام وإدارة الشئون المختلفة التى تدخل فى نطاق وظيفته ومسئوليته!. وهكذا حدد لنا الله سبحانه وتعالى أهم الشروط الواجب توافرها فيمن سيتولى المسئولية.. القوة.. الأمانة.. الحفظ.. العلم. ** عرض أحد الرعايا مظلمة على "الحجاج بن يوسف"، فلم يجبه، ولم يلتفت إليه، فضحك الرجل، وذهب والابتسامة على وجهه، وهو يقول: تكبر هذا على الله! (هذا أكثر تكبرًا من الله) فلما أوصلوا ذلك إلى الحجاج استدعاه وسأله: ما دفعك إلى هذا الكلام؟ فقال: إن الله تحدث مع موسى، وأنت لم تهتم بأن تتحدث مع خلق الله، فلما سمع الحجاج هذا الكلام أمر بإنصافه. ** من كتاب "نصيحة الملوك" لسعدى الشيرازى: كلما ترفق وتواضع الحاكم مع الغريب والقريب، والخاص والعام، فلا خوف على منصبه ومكانته، بل به يعلو قدره فى عيون الخلق. ليس من العدل التغاضى عن الظلم البين للخواص، ومعاقبة العوام. لكى يحافظ الحكام والجنود على الرعية؛ يجب أن يضربوا على يد القوى إذا تطاول على الضعيف الفقير، وليقطعوها إذا لم يرتدع، وأخذ فى التطاول، وإلا فلن يكون للملك فائدة، ولهذا فلن يبقى.