انطلقت أغلي وأهم البطولات.. سواء كانت قارية أو دولية.. أو حتي عالمية. ومعني أغلي.. لا يرتبط بنتائج، أو لقب تسعي كل الفرق للفوز به.. وإنما يرتبط بقيمة الحدث وتوقيته. المؤكد.. أن الأهداف من استضافة »الكان» تجاوز هذه المرة كل الحدود التقليدية، التنافسية، لتذهب إلي آفاق أرحب بكثير.. تقدم فيها المحروسة إلي العالم كله النموذج الحديث لمصر الجديدة. والواقع.. أن الافتتاح كان رائعا.. وقدم من خلال لوحة فنية رؤية مصر للعلاقة المتينة مع الأشقاء في دول القارة.. في الحاضر، وما ينبغي أن يكون عليه المستقبل. إذن هي بطولة تلعب فيها الرياضة عموما، وكرة القدم بصفة خاصة الدور الذي يدعم كل أواصر المحبة والتعاون بين الأسرة الافريقية. هذه.. أغلي البطولات، لأن كل ما سبقها.. واحاط بها، يجعلها الأقرب إلي قلوب الجميع علي أرض القارة.. وها هم الأشقاء يأتون إلي مصر سعداء بتواجدهم.. يتطلعون لأن يحققوا أمنياتهم وأحلامهم علي ضفاف النيل الخالد، قبل أن يعودوا إلي بلادهم يحملون أجمل الذكريات. واضح أن التحدي الذي أقبل عليه رجال مصر باستضافة وتنظيم »الكان».. لم يكن مخاطرة، وإنما كان إيمانا بقدرات رجال، وحماسة شباب. وخبرة مسئولين.. وفي زمن قياسي تم الانتهاء من كل شيء صعب، كان في نظر الكثيرين مستحيلا. إذا كان لكل مرحلة حساباتها.. وأهدافها.. فأن برنامج المنتخبات خلال مسيرة البطولة سيشمل برامج وفقرات سياحية للضيوف، يتعرفون من خلاله علي أعظم حضارة في التاريخ. أمر طبيعي أن تتحرك فرق المجموعات التي تلعب في القاهرة.. إلي المتاحف والاهرامات.. وإلي النيل .. وأن تذهب منتخبات الاسكندرية إلي معالم العاصمة الثانية.. وجولات في عروس البحر المتوسط.. بينما ستكون فرق الاسماعيليةوالسويس علي موعد مع زيارات إلي قناة السويس، وإلي مناطق غاية من الأهمية شرق القناة، وبخاصة خط بارليف الذي اسقطه خير أجناد الأرض في حرب التحرير والكرامة. كانت وجهات النظر كثيرة حول اختيارات أجيري.. وما أن بدأت البطولة أصبح من الضروري أن يكف الجميع عن الحديث في هذا الأمر، الذي أثار جدلا شديدا في الشارع. كلنا.. الآن خلف المنتخب وجهازه ولاعبيه.. وستكون الجماهير العظيمة علي موعد مع نجومها الذين سيكونوا عند حسن الظن.. سيبذلون الجهد.. ولن يدخروا حبة عرق، لإظهار المعدن المصري الأصيل.. والتوفيق في النهاية من عند الله. تحت أي ظرف.. هي أغلي البطولات