أعتبر نفس من سعداء الحظ الذين عاشوا أيام الحرب بداية من عام 67 وحتي نصر أكتوبر ورغم صغر سني في هذه الفترة الا انني كنت مدركا تماما لما يدور خلال هذه الفترة وعندما كنا نمشي في شوارع قريتي القلج نطالب أهالينا باطفاء الأنوار حيث الغارات الاسرائيلية ونتابع الأحداث عبر الاذاعة والتليفزيون. وكيف كنا نحزن ونغضب من غارات العدو علي الأماكن المدنية مثل مدرسة بحر البقر ومصنع أبي زعبل والذي استشهد فيه رجال من بلدنا وكانت تنتابنا السعادة والفخر عندما نسمع عن بطولات قواتنا المسلحة وتدمير المدمرة ايلات ومعركة رأس العش وهي البطولات التي مهدت لحرب 73 واعادت الثقة للجندي المصري والشعب المصري وللقيادة السياسية. كنا بحق فخورين ومازلنا سعداء بنصر اكتوبر وببطولات أبناء الشعب من كل الفئات والطبقات وخاصة عندما ارتفع شعار لا صوت يعلو علي صوت المعركة وسنحارب وكيف يقبل الشعب علي الأكل ببونات التموين وكيف كان يقف بالساعات امام الجمعيات التعاونية ليحصل علي قوته ومع ذلك كنا سعداء لانه كان هناك هدف اسمي واكبر وهو تحرير الأرض والعرض.. حقا قدم المصريون ملحمة عظيمة خلال هذه الفترة وآمنا بالقيادة السياسية وبالجيش المصري العظيم فكان النصر والانتصار فتحية للشعب المصري وللقوات المسلحة