جمال الزهيرى مشوار كروي.. أقل ما يوصف به أنه »شاق« وعنيف.. وصل فريق الأهلي إلي المحطة الأخيرة لبطولة الأندية الافريقية أبطال الدوري ليصبح علي أعتاب النصف الأول من الدور النهائي للبطولة وشاءت الأقدار أن يكون الطرف الأخر لهذا الدور هو نادي الترجي التونسي الشقيق وسوف يكون الموعد الأول مع ذها التحدي الكروي العربي الافريقي الكبير من خلال مباراة الذهاب للدور النهائي والتي تقام يوم الأحد القادم باستاد برج العرب بالاسكندرية. والأمل.. كل الأمل.. أن يعبر الأهلي بكل قوة وثقة بفوز مريح في هذا اليوم قبل أن يسافر إلي العاصمة التونسية لأداء مباراة العودة- التي لن تكون سهلة- بعد أسبوعين. ولأن الأهلي لم يصل إلي هذه المرحلة »بالسهل« كما يقولون بل وصلها بشق الأنفس ووسط ظروف استثنائية غير مسبوقة.. بدون اعداد مناسب وبدون جماهيره التي تميزه عن باقي الأندية في أغلب بقاع العالم.. وأيضا وسط اجواء مشحونة بالتوتر والرفض أحيانا من باقي أندية مصر التي ظهرت لديها »نغمة« لم تكن موجودة من قبل شعارها: »ولماذا يلعب الأهلي وحده والباقون يتفرجون«.. وهي نغمة انبثقت من وسط حالة الحزن التي يعيشها المجتمع المصري كله وبصفة خاصة جماهير »اولتراس أهلاوي« الذين لايستطيعون نسيان المذبحة الغادرة الأليمة التي وقعت في ستاد بورسعيد في أول فبراير 2012 وبسببها تحول العرس الكروي إلي »مأتم« كبير انتظارا لصدور أحكام الادانة علي مرتكبي هذا الحادث الاجرامي البشع وغير المسبوق في تاريخ الكرة والرياضة المصرية. لهذا فإنني أتمني أن تسود روح جديدة هي في الأساس روحنا التي تميزنا بها.. روح الود والتسامح والتشجيع النظيف.. ولنقم جميعا باستعادة هذه الروح قبل وأثناء مباراة الذهاب المهمة جدا والتي يمكنها ان تحسم مبكرا مصير الأهلي في البطولة وفرصة في استعادة اللقب الافريقي ليكون هدية لأرواح شهداء المذبحة.. ولنستثمر جميعا تلك الحالة التي نعيشها لنتوحد علي هدف واحد وخيرا فعلت وزارة الداخلية بموافقتها علي السماح بحضور أعداد محددة من الجماهير ليكون هذا الحضور بمثابة عودة الدماء للعروق التي جفت منها الدماء منذ أشهر طويلة مرت علينا وكأنها سنوات وليس شهورا. وقد أعجبني تصريح لشوقي غريب المحترم باعتباره مديرا فنيا لنادي سموحة السكندري يعلن فيه أنه سيتوجه مع لاعبيه لحضور المباراة وتشجيع الأهلي ومؤازرته.. وليت الكثيرين يفعلون مثله ليكون يوم الأحد القادم بمثابة مهرجان رياضي عظيم علي طريق العودة لحياتنا الرياضية التي فقدناها. هذا هو الأمل ننشده.. أما العهد الذي نقطعه علي أنفسنا جميعا فهو ألا ننسي هؤلاء الضحايا الشهداء الذين فقدوا حياتهم بلا ثمن في مباراة لكرة القدم.. »راحت ولا جت«.. رحمة الله عليهم جميعا! الأحد القادم هو موعدنا مع الفوز »المريح« للأهلي ولأعصابنا جميعا.. وهو موعدنا مع عودة الحياة لملاعبنا الرياضية.