كان الهدف الرئيسي من قرار العامري فاروق وزير الرياضة الجديد بتعيين مجلس إدارة لاتحاد الكرة برئاسة عصام عبدالمنعم هو عودة نشاط كرة القدم.. وهو ما وصفه بأنها مهمة أمن قومي. وبعد هذا الهدف هناك هدفان أراد أن يضع بهما أسس الاتحاد الجديد الذي سيتم انتخابه لأربع سنوات مقبلة.. الأول إقرار لائحة النظام الأساسي والإشراف علي انتخابات نزيهة تأتي بمجلس إدارة جديد يمثل إرادة الجمعية العمومية. ولكن الصدام مع الفيفا قد يمنع استمرار هذا المجلس المؤقت بالإضافة لبعض المشاكل الأخري. السؤال الآن هل يسير الاتحاد الجديد في طريق تحقيق هذه الأهداف خاصة عودة النشاط الذي يمثل أولوية أولي له في مهمة لا تتعدي 60 يوماً هي مدة تكليفه بالأمور الكروية. الإجابة أن الاتحاد خاصة رئيسه حاد عن الهدف الرئيسي ودخل في طرق فرعية راح يصطدم بالموظفين ويبحث تعيين موظفين آخرين.. وكان من الممكن أن تمر هذه الوقائع البسيطة.. ولكن ما فتح النار علي هذا الاتحاد الذي يضم للحق كفاءات كبيرة وشابة أن عصام عبدالمنعم أطلق مجموعة من التصريحات فتحت عليه وعلي زملائه مواجهات ما كان له أن يدخل فيها لولا التفريعات التي انساق فيها رئيس الاتحاد. فوجئ الجميع أن عصام الذي كان في أبوظبي عند صدور قرار تعيينه قد تدخل في قضية النادي المصري التي تخص المحكمة الرياضية الدولية، وأطلق تصريحات نارية بأنه لا تعنيه المحكمة وأن المصري لن يعود إلي الدوري، وهو ما أوقع الاتحاد ومن قبله الوزير في مأزق خطير لأن البعض تصور خطأ أن العامري فاروق ابن النادي الأهلي جاء بهذا الاتحاد لكي يصفي حساباته مع النادي المصري مما يزرع الفتنة في الساحة الكروية وهو ما لم يهدف إليه العامري مطلقاً. في أول لقاء للوزير مع مجلس إدارة الاتحاد وبشهادة أعضائه جميعآً أنه شدد علي أن كل ناد لابد أن يأخذ حقه، بصرف النظر عن قرار الاتحاد السابق، فإن كان المصري له حق قانوني يحصل عليه بالكامل، وشدد علي أن هدف مجلس عصام عبدالمنعم هو عودة النشاط الكروي بصورة عاجلة وعلي أسس تضمن له الاستمرار من دون مشاكل. وجاء خطاب »الفيفا« بالتهديد بإيقاف كرة القدم المصرية تماماً وضرورة إلغاء قرار الوزير بتعيين مجلس إدارة مؤقت لأنه يعتبر تدخلاً حكومياً، وقد حاول العامري مع بعض أعضاء الاتحاد المعين يحاولون حل هذه الأزمة ومواجهة خطر »الفيفا«. جرت اتصالات مكثفة في الساعات الأخيرة مع هاني أبوريدة عضو اللجنة التنفيذية في الاتحادين الدولي والافريقي، للتوصل إلي صيغة تمنع خطر إيقاف الكرة المصرية علي مستوي المنتخبات والأندية باعتبار أن هاني من ركائز الفيفا ولا يمكن للدولة المصرية أن تستغني في تعاملها مع الهيئة الكروية الدولية عن الكوادر المميزة من أبنائها. اجتمع العامري مع أبوريدة وتم الاتفاق علي خطوات عملية لإنقاذ الكرة المصرية من خلال فتح قنوات مع الفيفا ولكن جاءت بعض قرارات عصام عبدالمنعم لتعطل بعض هذه المسارات، وتشير إلي أن هناك هدفاً آخر غير عودة النشاط وهو تصفية حسابات مع بعض كوادر الاتحاد رغم أن بعضهم عرض التعاون مع المجلس الجديد من منطلق الحرص الوطني. المهمة الصعبة الآن التي يحاول العامري فاروق تنفيذها هي إنقاذ الاتحاد من نفسه وفي ظل وجود كفاءات مميزة ليست راضية عن بعض القرارات الفردية التي أدت إلي إشعال معارك مع المصري وغيرها من الأندية وهو ما يعطل تنفيذ الهدف القومي بانطلاق الدورة. تحمل الساعات القليلة المقبلة قرارات حاسمة من الوزير الذي أكد أنه جاء وهو يضع نصب عينيه أكثر من ثلاثة ملايين مواطن مصري تتوقف دخولهم المادية علي النشاط الرياضي ومنها كرة القدم بشكل أساسي وليست لديه أية نية للانحراف عن الهدف، ويهمه أن يستفيد مجلس إدارة عصام عبدالمنعم من المناخ الحالي لتحقيق هذا الانجاز التاريخي الذي سيسجل باسمه لا أن يخلق مناخاً ملتهباً يعطل تحقيق هذا الهدف ويمنع الانتقال الديمقراطي القانوني للمسئولية إلي مجلس إدارة جديدوهو الهدف الذي تفهمه أبوريده ولكنه لم يصل بعد إلي اتحاد الكرة.