العامرى فاروق وسط حالة من الترقب الشديد في الاوساط الكروية المصرية، تنتهي في الساعة السادسة من مساء اليوم المهلة التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم - الفيفا - للاتحاد المصري لإلغاء القرار الذي أصدره مؤخرا العامري فاروق وزير الرياضة بإقالة اللجنة التنفيذية التي كانت تدير الاتحاد المصري وكان يرأسها الكابتن أنورصالح وتعيين لجنة أخري جديدة برئاسة الكابتن عصام عبد المنعم، وهو القرار الذي رآه الفيفا بمثابة تدخل حكومي في شأن الاتحادات الاهلية وهو ما يرفضه ويتصدي له بمنتهي القوة والحزم .. الفيفا كان قد أرسل يوم الاربعاء الماضي خطابا تهديديا شديد اللهجة يطالب فيه بضرورة إلغاء القرار الذي أصدره وزير الرياضة المصري والاسراع بتصحيح الوضع وإعادة اللجنة التي تم إقالتها، وشملت تهديدات الفيفا مجموعة كبيرة من القرارات التي سينفذها ضد مصر إذا لم يتم تدارك الموقف سريعا ورفع يد الحكومة عن شئون الاتحاد، حرمان الاندية والمنتخبات المصرية من المشاركة في المسابقات الدولية والقارية بما في ذلك الودية، وتجميد عضوية الاتحاد المصري بالفيفا .. وفي حال مرور المهلة دون تنفيذ طلبات الفيفا فهذا يعني أن المنتخب الوطني الاول قد لا يلعب مباراته الودية القادمة أمام عمان، كما لن يتمكن الاهلي والزمالك من أداء مباراتيهما القادمتين بدوري الابطال الافريقي واللتين تقامان مطلع الاسبوع القادم الاهلي أمام تشلسي الغاني بغانا، والزمالك أمام مازيمبي بالقاهرة .. لكن وعلي الرغم من جدية خطاب الفيفا وقوته إلا أن المسئولين المصريين لم يأخذوه بنفس الجدية رافضين الاستجابة له أو تنفيذ ما جاء به من طلبات، كل ما حدث هو أن العامري فاروق إكتفي بعمل جلسة مع المهندس هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي بالفيفا وطالبه بالتدخل لدي الفيفا لحل الازمة إلا أن أبوريدة أكد له أن الامر أصبح خارج حدود السيطرة طالما وصل لمسامع الاتحاد الدولي وكان من الممكن الحل قبل ذلك، بل أن أبوريدة أكد للعامري أن الموضوع أصبح أكبر من قدرته علي التدخل، بل أن بلاتر نفسه وهو رئيس الفيفا لا يستطيع حله الآن، بإعتبار أن الذي إتخذ القرار هو لجنة الطوارئ وهي لجنة من الصعب الوصول إلي أشخاصها لأنهم متغيرون بإستمرار وغير معروفين لمسئولي الفيفا .. والذي علمته من الاجتماع الذي تم بين العامري وأبوريدة يوم الخميس الماضي، هو أن العامري طلب من أبوريدة أن يرسل للفيفا ما يفيد أن تعيين لجنة عصام عبد المنعم لم يكن تدخلا حكوميا، لكن أبوريدة أكد له أن هذا أمر مستحيل لأن الفيفا وصله صورة من القرار الوزاري .. وعلمت أيضا أن أبوريدة أبلغ العامري بأن الامر أصبح الآن غاية في التعقيد والتأزم بعد أن نما إلي علم مسئولي الفيفا الاتهامات التي وجهها له مسئولي اللجنة التنفيذية الجديدة التي يرأسها عصام عبد المنعم وهي الاتهامات التي حملت تهكما وسخرية من قرارات الفيفا وأحكام المحكمة الدولية التي أصدرت قرارا بإلغاء عقوبة هبوط النادي المصري البورسعيدي إلي دوري الدرجة الثانية، وأبلغ أبوريدة العامري أن هذه الاتهامات لم تكن وشاية قام البعض بعملها لدي الفيفا، وإنما كانت معلنة لأنها قيلت في أول مؤتمر صحفي عقده عصام عبد المنعم بعد تسلمه المهمة .. وأستعرض العامري مع أبوريدة مع مجموعة كبيرة من الاقتراحات والحلول لتفادي عقوبات الفيفا إلا أن أبوريدة أكد له أن جميعها لا يصلح، والحل الوحيد الممكن هو إلغاء القرار الوزاري بتعيين لجنة برئاسة عصام عبد المنعم وعودة لجنة أنور صالح، غير هذا فلن يقبل الفيفا .. ولم يكتف مسئولو وزارة الرياضة عند حد التحاور مع أبوريدة وطلب تدخله لحل الازمة، بل راحوا يبحثون عن الافكار الأخري التي تخرجهم من المأزق، ومن بين هذه الافكار كانت فكرة الضغط علي أنور صالح ليقدم إستقالة من وظيفة المدير التنفيذي بالاتحاد فهي الوظيفة التي منحته منصب رئاسة اللجنة السابقة، وبالفعل تم إقناع أنور صالح بذلك تحت وطأة التهديد والتخويف بفتح ملفات المخالفات والتحويل للنيابة، بل نجحوا في أن تكون الاستقالة بتاريخ سابق للتاريخ الذي صدر فيه القرار الوزاري بتشكيل لجنة جديدة للاتحاد وهنا تنتفي عن القرار الوزاري صفة التدخل الحكومي، لكن وللاسف فات من فكروا في ذلك أن القرار الوزاري لم يتضمن أي إشارة تقول أن صدوره جاء بناء علي إستقالة أنور صالح، إنما حيثيات إصدار القرار تعرضت لأمور أخري بعيدة تماما عن الاستقالة منها مثلا بلوغ أنور صالح السن القانونية بتخطيه السبعين عاما، ومنها أيضا الاستناد إلي أحقية وزير الرياضة في تعيين مجالس مؤقتة للاتحادات المختلفة .. ولم يقف الامر عند هذا فقط بل وصل لحد تهديد أبوريدة بعدم ترشيح أسمه من قبل الحكومة المصرية كمرشح في الانتخابات القادمة للفيفا والتي تجري العام القادم .. وإذا كانت حلول الازمة تبدو منحصرة في خطوة واحدة فقط هي إلغاء القرار الوزاري وإبعاد لجنة عصام عبد المنعم وابقاء الوضع علي ما هو عليه بالجبلاية قبل صدور القرار الوزاري مع إجراء إنتخابات مجلس الادارة في موعدها السابق وهو يوم 30 أغسطس الجاري، إلا أن هناك حلولا أخري يمكن طرحها للخروج من الازمة وهو حلول يمكن بها إرضاء الوزير بإستبعاد أنور صالح وفي نفس الوقت عدم إغضاب الفيفا، هو أن يتم تكليف أحد الابناء العاملين بالاتحاد المصري بمهمة رئيس اللجنة التنفيذية بعد إصدار قرار بتعيينه مديرا تنفيذيا، وإذا تعذر ذلك يتم دعوة الجمعية العمومية لإجتماع غير عادي لإختيار مدير تنفيذي جديد هو الذي يتم تكليفه برئاسة اللجنة التنفيذية، أما غير ذلك فالازمة لا ولن تحل !!