فتحى سند مع كل يوم يمر.. ينتظر الرأي العام قرار إحالة المتهمين في مذبحة ستاد المصري إلي محكمة الجنايات، وظل السادة الأفاضل في المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة، بل والأندية يعلقون قرارات مهمة وحاسمة في قضية استئناف النشاط علي ضوء ما سيصدر من النيابة من عريضة اتهامات للسفاحين الذين ارتكبوا المجزرة. والعجيب في الأمر أن اجتهادات البعض كانت كثيرة حول موعد إعلان الجنايات بنود وأسماء وملابسات الجريمة الشنعاء، وكان هناك من يرددون أن الأمر سيتم حسمه خلال الأيام القليلة القادمة، وتمر الأيام ويزيد الجدل، ثم يعود الكلام مرة أخري إلي إشارة أن كل شيء سيتضح خلال ساعات، وماتزال الأيام لم تمر، والساعات لا تمر. كم أتمني بعد كتابة هذه السطور أن تكون الأيام قد مرت، والساعات مضت، لتظهر بشائر العدالة في كارثة هي الأبشع في تاريخ الرياضة العالمية. كان من الأفضل فعلاً ألا تضم لجنة تقصي الحقائق في مذبحة ستاد المصري أي عضو لمجلس الشعب عن بورسعيد، حتي لا يزيد القلق، أو يتضاعف حجم الجدل، أو علي الأقل منع القيل والقال من هؤلاء الذين أصابهم الشك. في الآونة الأخيرة.. ثبت واقعية هذا المنطق، بعد أن ذهبت العديد من الأصابع التي تشير إلي أن وجود د. أكرم الشاعر (البورسعيدي) عن حزب الحرية والعدالة كان خاطئاً، لأن أي كلام يقوله أو قاله سيتم تفسيره من منطلق أنه من أبناء بورسعيد. والواقع أن د. أكرم بالفعل لم يكن موفقاً في تصريحاته التي تحدث فيها عن المباراة ونتيجتها.. وكلام آخر لم يقنع أهالي الشباب الذين سقط أبنائهم الأبرياء دون مبرر. الأزمة كبيرة.. وتحتاج إلي علاج مكثف.. وإلي توجهات تميل إلي المنطق، وليس إلي اللعب علي وتر المشاعر. أمر طبيعي أن يكون هناك كلاماً ومشاورات ومداولات واجتماعات حول إمكانية استئناف النشاط الكروي، سواء بمسابقة تنشيطية أو بطولة رسمية، ولكن من غير الطبيعي أن يظل السادة المحترمين في الجهة الإدارية، واتحاد الكرة علي سكوتهم، وسكونهم طوال تلك الفترة الماضية وكأنهم لا علاقة لهم بما يجري علي الساحة. المركب ستمضي.. وإذا كانت الظروف الآن صعبة، فالمؤكد أن لكل مواقف عصيبة رجالها الذين لا يعرفون الخوف أو التردد. كان الله في عون المنتخب الكروي الأول والمنتخب الأولمبي والأندية التي تشارك في بطولتي افريقيا.. مطلوب منهم نتائج دون أن يجدوا ما يعينهم علي أداء المهام بنجاح. لا تنظر تحت قدميك.. وانظر دائماً حواليك.. حتي تدرك أن طريقك مفتوح.. أو أنك في حاجة إلي مساعدة.