كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    ارتفاع سعر الفراخ البيضاء وتراجع كرتونة البيض (أحمر وأبيض) بالأسواق الجمعة 26 أبريل 2024    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    حزب الله اللبناني يعلن تدمير آليتين إسرائيليتين في كمين تلال كفرشوبا    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    عبقرينو اتحبس | استولى على 23 حساب فيس بوك.. تفاصيل    رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة: «تحقق الحلم»    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    بث مباشر لحفل أنغام في احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية بعيد تحرير سيناء    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهالي شهداء مذبحة بورسعيد يرفعون شعاراً واحداً
القصاص.. القصاص

صمت رهيب.. صمت القبور.. لا يشقه إلا صوت المقرئ بآيات الذكر الحكيم.. وبين الفينة والأخري صرخة ام مكلومة، او آه من أعماق قلب اب يحترق.. و تألم شقيقة تجلدك بكلماتها : " خلاص مش هشوفة تاني ".. أو شاب يلطم خده مفترشاً الارض علي الاخ الذي انقطع معه الحوار بدون اي مقدمات.
هذا المشهد المأساوي تكرر بشكل متطابق في كل بيت من بيوت أسر الضحايا الذين يلفهم جميعا لون السواد وغطي علي كل شيء من الملابس إلي الوجوه.
واحد لا يختلف في كل منزل ندخله لتعزية اسر الشهداء.. تختلط الدموع بالآهات بالصبر والتماسك حتي يأتي حق الشهيد.. ففي اطار رحله " اخبار الرياضه" بمناطق مختلفة في القاهرة، من المطرية وعين شمس وامبابة وبولاق الدكرور والمهندسين وغيرها وغيرها.. التقينا بعدد من اسر شهداء مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها اكثر من 130 شهيدًا كما يقول الأهالي رغم أن البيانات الرسمية تؤكد أنهم 74 فقط.. ورصدنا حالات الالم التي تؤكد بان النار مشتعلة في القلوب وستنطلق حمم البركان لو لم يأتي حق الشهيد.
المشهد الاول فلاش باك.. نهار خارجي.. يوسف من تحت بلكونه صديقة : يلا يا محمد جهزت الشنطه؟
محمد :ايوة يا يوسف.
يوسف: طب يلا بسرعة عاوزين نروح علي الأهلي علشان نلحق آلاتوبيسات قبل ما تمشي.
محمد: طب هما باقي الشباب اتجمعوا هناك؟
يوسف: ايوة
هذا هو آخر حوار بين الجارين والصديقين يوسف ومحمد قبل ان يطبعا قبلة علي جبين والديهما وينطلقا ليركبا مع جماهير الأهلي متجهين إلي بورسعيد، والتي عادا منها جثتين لينصب اهاليهما سرادقين لم يتسعا لاهالي المطرية وعين شمس التي نشأ فيها يوسف ومحمد .
عندما تدخل الشارع الذي تربي فيه محمد رشدي ويوسف حمادة أصدقاء العمر و الفراق.. تستقبلك صورهم واسماؤهم علي حوائط الشارع والبيوت.. الحزن يخيم علي الكل، ويتذكر أيام طفولة وصبي الشابين اليافعين وذكرياتهما الجميلة ومرحهما الجميل.
البداية كانت مع خالد رشدي الذي تحدث عن أخيه الأصغر الشهيد محمد - 22 سنة قائلاً: كان يعشق الأهلي، ويسافر معه في كل مكان حتي خارج مصر.. كما كان يسافر وراء المنتخب فسافر أنجولا والجزائر، لا أحد يتصور أن يقتل بأيدي مصريين ليدخل خالد في حاله من البكاء.
نترك الاخ لنسمع ام الشهيد التي لم تنقطع دموعها قائلة : " لقد طلبت من محمد الغالي عدم السفر.. فكان رده بأنه سيموت شهيد، ولن يترك الأهلي وجع قلبي بالكلمه دي، وحاولت أكثر من مرة منعه من السفر إلا ان حبه للأهلي كان أقوي وسألته عن موعد المباراة عشان اشوفها واطمئن " ولم تستطع الحاجه ام محمد الاستمرار في الحديث ويعلو صوتها بالبكاء الهستيري ليحتضنها ابنها خالد مقبلاً رأسها ويقول : " اخويا حبيبي محمد كان دائم السفر مع الالتراس، وكان نشط ومتحرك عشان كده أطلقوا عليه اسم الدينامو لانه لا يهدأ، والاهلي كل هوايته هو وزملاءه الذين كانت يجمعهم أمام المحل الخاص به لينظموا رحلاتهم والدخلات وغيرها ".
لم تستطع الام الحديث من شدة النحيب فيكمل ابنها خالد قائلاً : " اخويا استشهد بسبب شغب جمهور بورسعيد العصبي، وبسبب خيانة أمن ببورسعيد، والمحافظ ومدير الأستاد، والمسئول عن غلق الأنوار وبسبب الإعلام الذي شحن الجماهير اللي حدث في بورسعيد مؤامرة الهدف منها قتل شباب حلو نظيف القلب، كان المستقبل أمامهم طويل.. ذنبها ايه ام زي امي تتذوق المرار ده.. حرام " .
يمسح دموعه ويقول بصوت يحاول ان يبدو متماسكا : "فور علمنا بالأحداث سافرنا فوراً إلي بورسعيد؛ للبحث عن أخي، ووجدنا انة استشهد بسبب غدر جماهير بورسعيد، وانا باحذر من كارثة ممكن تحدث خلال الفترة القادمة في حالة عدم أخذ حقهم من المتهمين، مشيرا ان أهالي الشهداء والالتراس أصبحوا أقوي الآن ولن يهدأ أحد قبل أخذ القصاص.
.. وبعد سكوت طويل والحزن يخييم علي الجميع تحدث رجل ذو ملامح صعيدية.. هو والد الشهيد يوسف حمادة
29 عام ليقول بصوت دفين : " ابني يعمل سائق لمساعد أول وزير الداخلية ومتزوج منذ ثلاثة شهور فقط، زوجتة حامل في شهرين..
وتغالبه الدموع وهو يتحدث محاولاً التماسك ويستكمل الحديث قائلاً: ابني سيد الرجال استشهد بعد ان ضحي بحياية لإنقاذ زملائه، يوسف يمتلك قوة بدنية هائلة اختصه بها المولي عز وجل، فهو قادر علي مواجهة ستة أشخاص من جمهور بورسعيد؛ ولكن القدر اختارة لينقد أصدقائة، ويموت هو.
وعن الصديقين الشهيدين رشدي ويوسف قال سيد رفيقهما الثالث في رحله الموت لبورسعيد، وصف لنا المشهد الأخير لفراق الأصدقاء قائلا: قبل نهاية المباراة بدقائق خرج معي يوسف إلي الحمام، ومعنا صديق آخر أسمة هشام تاركين رشدي في المدرجات الذي وجد أحد أفراد الأمن يغلق الباب، ورفض فتحه لدخول يوسف للمدرجات مره آخري، وبعد ذلك انتهت المباراة وبدأت الجماهير تتدافع في ممر الموت ناحية الباب لتخرج خوفا من بطش البورسعيدية ولكنهم وجدوا الباب مغلق وكان هناك عدد كبير من الجماهير
طلب يوسف منة فتح الباب فحاول يوسف فتح الباب ورفض الهروب من المسئولية رغم انه كان بعيد عن الأزمة واحضر حجر كبير وبدأ في محاولة مستميته حتي فتح الباب وانقذ عدد كبير من الجماهير ولكنة مات بعد سقوط الباب عليه.
وأكد سيد بأنه بحث عن صديقة الشهيد محمد رشدي كثيرا، ولكنه فشل في العثور علية ثم فوجئ بأنه توفي وحمل سيد مسئولية الكارثة إلي الشرطة والجيش وجمهور المصري في المدرجات.
أبن بولاق
تركنا اسرة الصديقين الشهيدين و ذهبنا الي منطقة بولاق حيث التقينا باسره الشهيد مصطفي عبود، 24 عاما، ويعمل موظفًا بهيئة الطاقة الذرية، ويعيش مع أسرته التي تتكون من والدته بالإضافة إلي شقيق وشقيقتين فقط بعد وفاة والده.
قابلنا شقيقه محمد الذي كان يقابل كل وسائل الاعلام التي تبحث عن الحقيقة وقال أن شقيقه انضم إلي رابطة ألتراس أهلاوي قبل حوالي 3 شهور فقط، وكان سعيدًا للغاية بمؤازرة فريقه وان ما حدث في بورسعيد كان أكثر الأشياء الفظيعة التي مرت عليّ في حياتي فلم أكن أتوقع أن تكون نهاية مصطفي بتلك الطريقة المأساوية.
واضاف محمد شاهدت مصطفي لآخر مرة في السابعة صباح يوم المباراة عندما استيقظ واغتسل وصلي الصبح، ثم اتجه لمقابلة أصدقائه والتوجه معهم إلي بورسعيد.
وطالب شقيق مصطفي بالقصاص العادل وضرورة استعادة حقوق جميع الشهداء الذين فقدوا أرواحهم دون أي ذنب ارتكبوه، فدائمًا ما تكون المباريات الجماهيرية بين الأهلي وأي فريق جماهيري آخر مليئة بالمناوشات بين الطرفين والشتائم وأحيانًا الاشتباك بالأيدي، لكنها لا تصل مطلقًا إلي إزهاق الأرواح كما شاهدنا في مقبرة الرياضة «استاد بورسعيد».
تناول طرف الحديث عصام السيد، خال الشهيد قائلا أنه كان يتابع الحادث منذ بدايته عبر شاشات التليفزيون، وأمسك هاتفه ليطمئن علي ابن اخته بعد اجتياح الجماهير للملعب فسمع صوتًا يقول «هاندبحكوا ياولاد الكلب» وتم إغلاق التليفون بعد ذلك، وسمعنا أن الجماهير عائدة إلي القاهرة في قطار بمحطة مصر فتوجهنا إلي هناك لاستقبال مصطفي، انتظرنا بمحطة رمسيس حتي صباح يوم الخميس الذي كان أحد أسوأ الأيام التي مرت عليَّ في حياتي، ولم نجده ورأينا مشاهد مزقت قلوبنا، فكل الخارجين من القطار كانوا مصابين، وقالوا لنا إن القطار تعرض للاعتداء في الطريق، وعلمنا بوجود طائرات حربية تعيد الضحايا في مطار ألماظة، وذهبنا إلي هناك مباشرة وانتظرنا في البرد القارس ولم نجد أي مسؤول يطمئننا علي أبنائنا، ورفض الأمن علي بوابات المنطقة استضافتنا بالداخل، وكل تعاملنا كان معهم، فأخبرونا بالتوجه إلي مشرحة زينهم لأن القتلي تم نقلهم إلي هناك، فذهبنا.
ويضيف: وسط ازدحام من أهالي القتلي وسيارات الإسعاف توصلنا بصعوبة إلي الجثث، ولم أعلم مصطفي عندما رأيته، فوجهه كان مشوهًا، واستطاع شقيقه التعرف عليه بصعوبة فأخذناه لدفنه بدون تقرير طبي، وحصلنا علي تصريح دفن فقط من المشرحة.
الصعيد ينتظر الثأر لإسماعيل
وفي شارع أبوبكر الصديق في مصر الجديدة، وكان منزل الشهيد أحمد إسماعيل يموج في الحزن، تلقت والدته واجب العزاء من جميع الأهل والأقارب من السيدات، فيما توجه والده إلي إحدي الجمعيات النوبية بعابدين لتلقي واجب العزاء في ابنه الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، ويدرس بأكاديمية طيبة، وقال: «بمجرد مشاهدة اقتحام الجماهير لملعب المباراة أجرينا اتصالات هاتفيّا به فوجدنا الموبايل مغلقًا، فقمنا بتقسيم أنفسنا إلي مجموعات، بين بورسعيد ومحطة مصر ومطار ألماظة ومستشفيات القاهرة، ووجدناه صباح اليوم التالي بمشرحة زينهم».
ويقول والد احمد ان ابنه بدا يومه بشكل طبيعي حيث اعد وجبة الافطار لي وغادر المنزل دون ان يخبره بسفره الي بورسعيد خلف النادي الاهلي مع مجموعة شباب الالتراس حتي لا يثير قلقه. وعقب المباراة سارع اصدقاؤه بالاتصال به من اجل الاطمئنان عليه ليأتي صوته مطمئنا اياهم انه بخير ويبحث عن وسيلة للخروج من الملعب وبعدها تنقطع أخباره بعد ذلك تم غلق الهاتف ولم يتمكنوا من الوصول اليه.
وبعد بحث مضن انتهي بانتظاره في محطة القطار لاستقباله مع المصابين العائدين من بورسعيد الا انه لم يأت ليقرر اصدقائه وذويه البحث عنه في مشرحة زينهم لتصيبهم المفاجأة بوجود جثمانه هناك مع شهداء الاهلي.
وطالب أبو أحمد بضرورة القصاص العاجل من المسؤولين عن تلك المجزرة، واسترداد حقوق الأبرياء.
فلوس الأهلي مش هتعوضنا
وفي منطقة المهندسين انتقدت آية شقيقة الشهيد أنس محيي الدين الذي راح ضحية مجزرة بورسعيد موقف مجلس إدارة النادي الأهلي ورئيسه حسن حمدي الذي اكتفي بتقديم الوعود فقط وتسبب في زيادة الألم لدي أسر الضحايا.
وقالت شقيقة أنس ان إدارة الأهلي تنظر لحق الشهداء من ناحية التعويض المادي فقط بدليل أنها عندما سألت حمدي عن المستشارين الذين سيتولون رفع القضية للحصول علي حقوقهم لم يجب إلا بالكلام وبس
اضافت شقيقة أنس أن شقيقها كتب علي صفحته ب «فيس بوك» أنه يتمني أن يسمع خبر وفاته وهو حي ليري كم العيون التي ستبكي عليه، وأوضحت أن القلق ساورهم عندما اتصلوا به عقب المباراة ورد عليهم أمين شرطة وقال إن الموبايل وجده دون صاحبه، وهو ما أثار الرعب في نفوسهم وتابعت قائلة: «كنا نتمني أن يكون مصابًا ويعود مرة أخري للمنزل بأي ثمن وهو ما لم يحدث»،
تولي مهمة مواساة اهالي الشهداء رغم ضيق وقته اخذ علي عاتقه زيارة كل اهالي اصدقائه والوقوف بجوارهم اصبح فردا من كل عائلة شهيد يعتبر من مؤسسي رابطة الالتراس واكبرهم سنا.هو"سيد ربعه" أول من خرج من بوابات الاستاد قبل انتهاء المباراة بدقائق مع كريم عادل وهو وأحد من أعضاء الرابطة الذين يحرصون علي متابعة كافة لقاءات الفريق داخل وخارج القاهرة كان واحداً من شهود العيان علي أحداث معركة بورسعيد.. فروي كل ما شاهد بعينه في موقعة "الدم والنار" في ستاد الموت.
بدأ كريم وسيد حوارهما مع "أخبار الرياضة" بقراءة الفاتحة علي أرواح الشهداء، ويؤكد سيد أنه لم يكن يتوقع أن تصل درجة الاستهانة بحرمة الإنسان إلي هذا الحد الكبير بسقوط اكثر من 130 شهيدا وإصابة أكثر من ألف مشجع بدون ذنب سوي تشجيع الأهلي في لقاء بالدوري.
وأضاف سيد أن الألتراس يعقد تجمعاً للتحرك قبل السفر وكان التجمع في الثامنة والنصف صباحاً أمام مقر النادي وعقد معنا كريم عادل "كابو" أو قائد الألتراس اجتماعاً طالبنا بالتشجيع المثالي والخروج باللقاء إلي بر الأمان بدون شغب أو إصابات أو خسائر.
وقال سيد: " تعرضنا للضرب منذ سفرنا بالقطار إلي بورسعيد وعبرنا الإسماعيلية فتم إلقاء الحجارة علينا في القنطرة وبورفؤاد ثم نزلنا محطة قطار بورسعيد وسارت بجوارنا ست سيارات تتبع للأمن المركزي وفجأة اتجه داخل موكبنا أتوبيس تابع لشركة "شرق الدلتا" وهو ما أثار المشاكل بيننا وبين جمهور بورسعيد قبل دخول الاستاد بعد توجيه السباب لنا، وقام سائق الأتوبيس بالمماطلة في توصيلنا الاستاد ودخلنا الملعب قبل المباراة بخمس دقائق من بوابة بالقرب من جمهور بورسعيد وهو ما عرضنا لوابل من السباب".
وأشار إلي أن الأحداث بدأت تتصاعد بعد نهاية الشوط
الأول نزل بعض مشجعي المصري إلي أرض الملعب بإتقان شديد حيث اخترقوا الكردون الأمني الذي كان علي شكل هلال وتحرك فردان في اتجاهين مختلفين لينشغلا بهما ويخترق الجمهور إلي أرض الملعب ولكننا نجحنا في التصدي لهم بالشماريخ والطوب حتي عادوا الي مدرجاتهم. .أكد كريم أن بوابات استاد بورسعيد ناحية جماهير المصري كانت مفتوحة بطريقة غريبة ونزل المشجعون إلي أرض الملعب عقب هدف التعادل ثم عادوا مرة أخري بدون عقاب من رجال الأمن وقبل نهايه المباراه اكد سيد انه خرج الي الحمام مع صديقه اول شهيد يوسف حماده ولكنه فوجئ بان رجال الامن ترفض خروجهم ولكن بعد محاولات خرجوا وأثناء عودتهم الي المدرجات وجد سيد ضابط شرطه يتجه نحو البوابه الوحيده لجمهور الاهلي وقام باغلاقها بالقفل قائلا وبصوت مرتفع" كفايه عليكم كده" اسرعنا الي البوابة وحاولنا كسر الباب لينهار الباب علي يوسف ويبدأ تدافع الجماهير علي اجسادنا وبعض دقائق بدأت ابحث عن اصدقائي بجنون وسط القتلي؛ ثم جلست علي الارض من الصدمة وجسدي كله يرتجف وابكي بكاء هستيريا من الواقعة؛ وبعدها بفترة بدأت ابحث عن أصدقائي في مستشفيات بورسعيد وأقضي لحظات سوداء لم أكن أتخيلها في حياتي.
تشجيع الأهلي رحلة كفاح
عشق مصطفي متولي (17 عاماً) أحد أفراد الألتراس الأهلاوي، كرة القدم منذ نعومة أظافره وتعلق قلبه بالنادي الأهلي، لكن القدر شاء أن تنتهي قصة حبه علي أرض استاد بورسعيد بعد أن سالت دمائه في »المذبحة« وتكتب نهاية هذه القصة علي يد بعض البلطجية المجرمين.
يحكي والد الشهيد بألم قصة نجله مع الكارثة ويقول: أصيب مصطفي بكسر في ساقه قبل المباراة بعشرة أيام، وسافرت أنا ووالدته وأخته في رحلة إلي أسوان ورفضنا اصطحابه معها لصعوبة الحركة وكذبنا عليه وقلنا له إننا ذاهبون إلي الإسماعيلية لرؤية جدته، وبينما نحن في أسوان حوالي الساعة السادسة والنصف مساء كانت والدته
تتلو أذكار المساء، ودعت له وكأنها شعرت بشيء ما ثم ذهبنا لتناول العشاء لنري في التليفزيون أحداث شغب في بورسعيد فشعرت أمه بالقلق واتصلت بجدته فقالت لها إن مصطفي رفع الجبس ونزل ولا أعلم عنه شيئاً، وعلي الفور اتصلت بأحد الأصدقاء في بورسعيد ليبحث عنه في المستشفيات وإذا به يري اسمه ضمن الضحايا »شعرت بأن شيء ما كنت امتلكه وافتقدته« هكذا يصرخ متولي عبدالعزيز والد الشهيد بعدما سمع خبر وفاة ابنه.وأضاف: مصطفي صغير سناً لكنه رجل في تصرفاته فهو شخص يحب التعاون والإخلاص وكان يشارك مع جمعية رسالة في تقديم الخدمات للفقراء، ويسافر معها إلي المحافظات، وكانت آخر مرة سافر معها إلي بني سويف.ويضيف والألم يعتصره: كان يتمني أن يصبح لاعباً في الأهلي وخضع للاختبارات أكثر من مرة لكنه فشل فيها بسبب ضآلة جسمه، وكان يشجع الأهلي منذ طفولته بتشجيع من أخيه الأكبر علاء الذي زرع حب الأهلي في قلبه، وبدأ يذهب إلي الاستاد لمشاهدة المباريات، وانضم للالتراس وكان يكتب شعاره في كل مكان في البيت يقول الرجل المكلوم بصوت مختنق: نصحته أكثر من مرة بعدم الذهاب إلي الاستاد وأن يكتفي بمتابعة المباريات في البيت فكان يرد »تشجيع الأهلي كفاح ورسالة والذي يحب النادي فعليه تشجيعه من المدرجات«.وقال الوالد: إن مصطفي سيحصل علي حقه لأن الله سيتقص له من القاتل.. أما عن الحساب في الدنيا فأشك في أن يحصل عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.