طارت عفاف الهدهد إلي الميدالية ثم هبطت اضطراريا إلي العش..أخذت البعثة المصرية الي حلم »المفاجأة السارة« في منافسات رماية المسدس الرياضي ثم عادت به إلي الواقع..لاشئ جديدا في اليوم الخامس لدوة الالعاب الأوليمبية ريودي جانيرو.. مازالت الميدالية قيد الانتظار وفي أحضان القلق والاستعجال.. قبل ساعات من تحرك موكب اللاعبة من القرية الأوليمبية تجرأ العميد حازم رئيس اتحاد الرماية وطلب من المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة أن يرافق الموكب ويحضر في الملعب لأنه يشعر بأن «الهدهد» سيطير ويحلق بالميدالية.. ولما تردد وأراد الوزير أن يناقشه ويختبر ثقته في الميدالية ازداد حازم ثباتا وقال له: تعالي معنا سعادة الوزير فإن شيئا سوف يحدث..وقد حدث فعلا صعدت الأحلام إلي السماء ثم «هوت إلي الأرض.. في الدقائق الأولي تألقت عفاف وأطلقت الرصاص وأصابت الهدف وحلت في المركز الثالث ب 293 نقطة.. ولمعت الأعين وسرح الخيال في أول ميدالية وأول فرحة.. وإذا بها فجأة تعود إلي المركز الخامس وكأن عطلا أصاب أحد محركاتها.. وفي غمضة عين كانت تهوي إلي المركز ال25..إنه الهبوط الإضطراري لشئ ما حدث للهدهد ساعة الطيران ففقد اتزانه وتركيزه وتحكمه في الطيران أمام أعين الوزير والسفير المصري علاء رشدي وهشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية ورئيس البعثة.. وبينما استقرت الهدهد في عشها آسفة علي حظها العاثر..عمَّ الأسف الجميع وبالصدفة داخل الميدان بعد انتهاء المسابقة قابل حازم رئيس الاتحاد الدولي للرماية واصطحبه لمقابلة الوزير فقال له إن لديكم لاعبة رائعة صغيرة السن(19 سنة) أمامها مستقبل كبير..فرد الوزير قائلا: هذا يسعدني لكن نحن والناس ننتظر ميدالية..الميدالية هي التي تبقي وهي التي تنشر السعادة..في الوقت الذي كان فيه مدرب فريق ايطاليا يواسي رئيس اتحاد الرماية ويقول: لماذا تبدو حزينا لقد قدمت لاعبتك أداء متميزا.. انفض مولد الأمل وذهب كل فرد في الموكب إلي مكانه في القرية الأوليمبية استعدادا لاستقبال مباراة حسام بكر عابدين أحد المرشحين البارزين لميدالية.. وسألت رئيس اتحادنا لماذا وقع هذا التحول في أداء عفاف وقال انها لعبت وهي تعاني من خشونة في الكتف ووضعت بسبب ذلك لاصقا ونصحها الطبيب في الميدان ألا تشارك..ولما أجادت في البداية كانت في النوع البطئ من الرماية وعندما انتقلت الي النوع السريع وزادت الحركة تأثر الكتف.. هذه هي الرواية التي لانملك إلا تصديقها.. وإن رفضها هشام حطب واستبعد تأثيرها علي اللاعبة مؤكدا أنه المستوي الواقعي للاعبة والمستوي الواقعي أيضا لكل اللاعبين حتي الآن فلم يكن منتظرا أكثر مما قدموه باستثناء علاء أبو القاسم الذي انتظرنا منه شيئا ليس بالنظر الي مستواه وانما الي خبرته.. «يفرد» عضلاته في اول ظهور له في منافسات الملاكمة..»فرد» البطل المصري حسام عابدين عضلاته علي ميرفين كليربطل موريشيوس في الجولات الثلاث..ظهر عابدين واثقا من نفسه وهو يسير في اتجاه الحلبة ثم وهو يصعد إليها.. كان متفوقا في كل حالات الاشتباك رغم ماظهر علي الخصم من إمكانات بدنية عالية في الطول واتساق العضلات.. تحاشي البطل المصري طول ذراع الخصم وأجاد المناورة ثم أجاد النفاذ الي وجه ميرفين مسددا لكمات مؤثرة.. انتظر الجميع ضربة قاضية إلا أن الخصم صمد وتحمل اللكمات إلي ان انتهت المباراة بتفوق واضح جعل عابدين يحتفل قبل اعلان النتيجة التي أجمع عليها كل الحكام.. لقاء الماضي التقي الماضي الجميل بالمستقبل المشرق..عندما جمع المشهد بين رانيا علواني بطلة السباحة المصرية التاريخية وعضو اللجنة الطبية باللجنة الاوليمبية الدولية وعضو مجلس ادارة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات..وبين فريدة عثمان البطلة الواعدة التي احتلت المركز 12 في 100 متر فراشة وتستعد ل50 متر حرة والتي تمثل الحاضر المتألق والمستقبل المشرق.. في مقر البعثة بالقرية الاوليمبية تبادل الاثنتان الاشادة ببعضهما البعض..وقالت فريدة ان رانيا مثلها الاغلي وانها تعوم من أجل أن تصبح مثلها في تاريخ السباحة المصرية..وقالت ان نتائجها في ريودي جانيرو ماهي الا بداية للبحث عن الأفضل..بينما ردت رانيا موجهة كلامها الي فريدة: أريدك ان تكوني افضل مني وان تحافظي علي الأسلوب الذي تنافسين به الآن.. يتعهد بالنهائي تعهد البطل المصري أحمد أكرم ببلوغ الدور النهائي لسباق 1500 متر سباحة.. وقال إنه يشعر بمروره الي هذا الدور وتحقيق نتائج أفضل تعطي دفعة للمستقبل.. وكان أكرم وفريدة وطاقم التدريب قدعادوا الي القرية بعد جولة تدريبية والتقوا مع ياسر ادريس رئيس اتحاد السباحة الذي عبَّر عن فخره الشديد باثنين يمثلان مستقبل السباحة في مصر ويبشران بمجد كبير اذا حافظا علي قوة الدفع وبرنامج الاعداد.