الحالمون.. هم أبطال مصر الرابضون في القرية الأوليمبية يستكشفون بشائر المنافسات ويكملون العتاد والعدة لكي يبدأوا رحلة البحث عن الميداليات واقتحام النزالات الكبيرة وفي ذهنهم أن العمر لحظة هي التي يصعد أي منهم علي منصة التتويج ويحمل علي صدره الميدالية وياحبذا لو بلغت النشوة ذروتها وهو يسمع النشيد الوطني لبلاده.. يربض الأبطال في مواقعهم عين علي الخصوم وعين علي الزملاء الذين يحاولون أن يتركوا لأنفسهم ذكري أوليمبية جميلة ومركزا متقدما أو حتي شرف المحاولة.. كتيبة الحالمين الرابضين في القرية الأوليمبية تأهبا للانطلاق والاندفاع إلي الملاعب للانتصار وحصد الغنائم ودخول منطقة العمليات خلال ساعات تضم بصفة أساسية المقاتلين:عزمي محيلبة في الرماية سكيت وعمرو الجزيري في الخماسي الحديث وحسام بكر عابدين في الملاكمة وهداية ملاك في التايكوندو ومحمد ايهاب في الأثقال.. هؤلاء الخمسة هم القوة الضاربة عالية التصنيف.. النخبة التي إذا لم تصادفها المفاجآت سوف تنتزع الميداليات حتما.. هي الخماسية المضمونة بإذن الله ومحط أنظار وترقب المصريين وفق ارقامهم ومشوارهم الدولي.. ومع الخمسة المبشرين بالميداليات يقترب من حلمهم رمضان درويش في الجودو وسارة سمير في الأثقال ويحتاج الاثنان ظروفا مواتية في المنافسة تخدمهما في بلوغ الميداليتين أو الاكتفاء والاقتناع بالمراكز المتقدمة.. وكان علاء أبو القاسم حتي اول أمس واحدا من الكتيبة وحالما بالميدالية إلا أنه عاد وهو فاقدها في دور ال16 من منافسات السلاح.. .حزنت البعثة وحزن المصريون وتجاوزوا الحزن إلي الخوف والقلق من أن تمتد الظروف غير المواتية والحظ العاثر إلي كتيبة النخبة.. .ومن أجل ذلك لعبت ادارة البعثة دورا مهما في تفويت الفرصة علي الإحباط وتجاوز الصدمة وإعادة شحن بطاريات الأمل قبل غزو جدول ميداليات ريودي جانيرو.. ولايكتفي الابطال بالحلم فقط بل استعانوا بالله أولا ثم بطاقتهم في التركيز وشحن الإرادة.. وإذا سألتهم ماذا تريدون وماذا تتخيلون أنفسكم.. يجيبون جميعهم بلغة واحدة هي طلب التوفيق.. يقولون أن تجهيزاتهم مكتملة والرغبة والحماس موجودان.. والشغف لإسعاد الشعب المصري طاغية عليهم جميعا وقبل كل ذلك المجد الشخصي المسجل في المكتبة الرياضية.. وبالتوازي يعيش الحلم مثلهم كل من ساهم وساعد في توصيلهم إلي محطة الأمل.. وهم كل أعضاء البعثة المصرية من مسئولين وإداريين ومدربين واطباء.. فالمجد للجميع. ولم يكن غريبا أن يصل المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة مساء اول امس إلي ريودي جانيرو وأول مافعله زيارة البعثة في القرية الأوليمبية.. ويؤكد أنه يشعر في قرارة نفسه أنه هو الذي سيلعب.. هو الذي سينزل الملعب أو يصعد إلي الحلبة أويقتحم البساط.. ويزيد التأكيد علي أن الأيام القادمة تحمل لنا الخير وكل مانملكه أن ننجز العمل كما ينبغي ولانقصر في الصغيرة والكبيرة ثم نتوكل علي الله.. والمشاهد داخل وحول مقر البعثة توحي بحالة تأهب قصوي علي كل المستويات.. الدولة ممثلة في الوزير وفي السفير المصري وقيادات البعثة يتعايشون تقريبا مع اللاعبين ملتصقين بهم وبأحلامهم.. وقد تشكلت كتيبة الأحلام وفق سيرتهم التنافسية وأبرزها: - عمرو الجزيري: يحتل التصنيف الرابع عالميا وتأهل لأوليمبياد ريودي جانيرو لكونه في قائمة أفضل 10 لاعبين في العالم.. وسبق له المشاركة في أوليمبياد بكينولندن.. وهو أبرز من مارس الخماسي الحديث في مصر وحقق قفزة هائلة في الأشهر الأخيرة جعلته عالميا وأحد أبرز نجوم اللعبة وفاز بالميدالية الذهبية لبطولة العالم التي استضافتها مصر خلال هذا العام.. - عزمي محيلبة: رابع التصنيف العالمي وحاصل علي الميدالية البرونزية في كأس العالم أهلته لريودي جانيرو.. شارك في اوليمبياد لندن.. وسجل رقما جديدا في بطولة الجائزة الكبري بإيطاليا وفاز بالذهبية.. - هداية ملاك: ثالثة التصنيف العالمي وحاصلة علي الميدالية الذهبية في الجائزة الكبري.. ولها مشاركة اوليمبية واحدة في لندن.. وفازت علي صاحبة الميدالية الذهبية في اوليمبياد لندن مما جعل الاتحاد الدولي للتايكوندو يضعها ضمن المرشحات للفوز بميدالية في البرازيل.. - حسام بكر:سابع التصنيف العالمي وحاصل علي الميدالية البرونزية في بطولة العالم أهلته لريودي جانيرو.. شارك في اوليمبياد بكين.. وفاز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم ليكون من بين افضل 8 لاعبين في العالم.. والغريب انه كان مصابا بفيروس سي وتم علاجه وعاد متألقا.. - محمد ايهاب: حاصل علي 5 ميداليات في بطولات العالم.. هو الوحيد الذي وعد صراحة بميدالية في البرازيل بل وبأرقام جديدة واعتبر ذلك من المفاجآت التي سيفجرها هذا العام.. - رمضان درويش:عاشر التصنيف العالمي وحاصل علي الميدالية الذهبية في بطولة افريقيا.. شارك في اوليمبياد لندن.. ومن سيرته الذاتية فوزه علي هينك الهولندي الفائز بالميدالية البرونزية في اوليمبياد بكين.. واقتنص بهذا الفوز الميدالية البرونزية في بطولة الأساتذة العالمية.. - سارة سمير: ثامنة التصنيف العالمي.. وصاحبة الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأوليمبية للشباب في الصين.. واحتلت المركز السادس في بطولة العالم للكبار في أول تصعيد لها بعد مرحلة الشباب.. وللتذكرة فقط وليس لاسترجاع الحزن.. ذهبت البعثة المصرية إلي ريودي جانيرو وهي فاقدة لثلاث ميداليات شبه مضمونة.. للغائبين كرم جابر وإيهاب عبد الرحمن ومصطفي الجمل.. وباستثناء الجمل الذي غاب للإصابة فإن كرم وإيهاب دفعا ثمنا باهظا للإهمال وانفلات اللسان والتصرفات.. .وطبعا المنشطات..