دورة وادي النيل سيكون لها أكبر الأثر في تهيئة الأجواء امام منتخب مصر، لكي يثبت اقدامه امام امريكا.. وقبل ان يواجه جنوب افريقيا في جوهانسبرج. جاءت دورة وادي النيل في وقتها تماماً.. لان الظروف الصعبة التي تواجه المنتخب في حاجة إلي اسلوب عمل مختلف عن كل المراحل السابقة التي كان فيها المنتخب جاهزاً.. أو شبه جاهز.. أما الآن فهو في مرحلة إعادة تكوين. لن يختار حسن شحاتة الأسماء التي ستشارك في الدورة إلا بعد مباراة القمة، وهذا يعني انه يضع جميع النجوم تحت المنظار، ليس في الفريقين الكبيرين فقط، وانما في كل الأندية حتي ما قبل المعسكر مباشرة. والواقع.. ان الانظار ستتجه هذه المرة إلي قرار المعلم أكثر من فترات أخري سابقة للتعرف علي ما اذا كان سيضم هذا اللاعب ، أو يستبعد ذاك.. المؤكد ان حسن شحاتة سيضع نصب عينيه السلبيات الخطيرة التي وقعت في مباراة الدوحة، والتي لم تخرج بأي إيجابيات ، وبخاصة فيما سيتعلق بمستويات بعض اللاعبين الذين لم يعد بمقدورهم ان يعطوا إلا لفترات.. او هؤلاء الذين حصلوا علي الفرصة الكاملة واثبتوا فشلهم، وينبغي ان يتم استبدالهم. بالطبع.. الجهاز الفني هو المسئول عن اختيارات اللاعبين.. وله الحق تماماً في ضم هذا.. أو ذاك، ولكن في المقابل لابد من الاستفادة من وجهات النظر اذا كانت إيجابية.. أو اذا كانت بحسن نية. ولعل دورة وادي النيل من شأنها ان تأتي بإيجابيات عديدة.. اهمها علي الإطلاق مد جسور جديدة من المحبة بين كل الأطراف.. الإعلامية منها والجماهيرية والأصل في الدورة ان يقف المعلم وجهازه علي أفضل مجموعة يمكن من خلالها اداء مباراة امريكا في فبراير المقبل، والتي ستكون بوابة عبور جنوب افريقيا بفوز يعيد كل اشكال التوازن للمنتخب ونجومه. ولايختلف اثنان علي ان التجاوب الجماهيري مع المنتخب سيتحقق بحسن الأداء أولاً، وفي هذه الناحية ينبغي للاعبين ان يبرهنوا علي انهم مازالوا قادرين علي حمل لواء المسئولية.. وهو مالم يتحقق إلا بالجهد والعرق وانكار الذات. لقد تعرض المنتخب لانتقادات شديدة بعد مباراة الدوحة، وهو أمر طبيعي جداً، ولن تتحول الصورة إلي الأفضل إلا »بعربون« محبه من لاعبيه لجماهيرهم في دورة وادي النيل.
فكرة ان يستعين أي ناد بحكمين أجانب لمباراتين فقط في الموسم.. فكرة طيبة، ولكن ياتري قبل الأكل.. أو بعده.