المدن الجامعية تصيب الطلبة بالاكتئاب وتدفعهم للانتحار

نظم طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة وقفة احتجاجية للتنديد بالحالة السيئة لمباني المدينة وحالة الإهمال في المرافق والخدمات التي تلبى احتياجات الطلبة ،وتزامنا مع ذلك شهدت المدينة الجامعية للطالبات وقفة احتجاجيا من اعتراضا على تأخر وصول سيارة الإسعاف لنقل فتاة مغشي عليها.
حالات انتحار في المدن
وكانت المدن الجامعية قد شهدت حالات انتحار لطلاب في ظروف غامضة وأسباب مجهولة ،ففي المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة انتحر طالب بكلية الهندسة بجامعة القاهرة الأسبوع الماضي عندما قفز من الطابق الرابع ثم طرح أرضًا وعندما وصلت سيارة الإسعاف بعد وقت متأخر كان قد فارق الحياة.
حالة انتحار أخرى
وفى ذات السياق شهدت جامعة عين شمس منذ مدة حادثة انتحار مماثل عندما أقدم طالب بكلية الطب جامعة عين شمس على شنق نفسه بحجرته داخل المدينة.
ومع بداية العام الدراسي نجد أن المدينة الجامعية لجامعة القاهرة بها 4 مبانٍ تحت الترميم ولا ندري لماذا لم تجدد عقب إخلاء الطلاب من المدينة؟ وفي جولة "لشبكة رصد" داخل المدينة الجامعية لجامعتي عين شمس والقاهرة قمنا خلالها برصد أهم مشاكل الطلبة مع المدن الجامعية.
القمامة بالغرف والطرقات
في البداية قال الطالب محمد على ماضي: إن المدينة الجامعية تشهد حالة من الإهمال فالقمامة منتشرة بشكل واضح فالعيش الفائض من الطلاب يوضع في مقدمة كل مبنى في تقصير واضح من عمال النظافة.
شيرين محمد "كلية تمريض" قالت: إن الطالبات هن اللاتي ينظفن المباني الخاصة بهم ولأن عامل النظافة يطلب مقابل مادى "10 جنيهات"
الضوضاء
وعبرت عن شكواها من الضوضاء التي تعوق الطالبات عن المذاكرة في جو من الهدوء بسبب عدم قيام مشرفي الأدوار بواجبهم.
دورات المياه غير آدمية
وأضافت أن الحمامات الموجودة غير نظيفة وسيئة للغاية، ونضطر لاستخدام مياه باردة في عز الشتاء لعدم وجود مياه ساخنة.
شكل المباني يصيب الإحباط
ويقول الطالب محمد عيد "كلية زراعة- يسكن المدينة الجامعية ب"عين شمس": إن المباني حالتها متردية وتترك آثارًا نفسية سيئة علينا ولا تحوي أي أشكال جمالية، وحتى المراوح الخاصة بالحجرات غير موجودة ومكواة الملابس دائمًا معطلة لأنه لا توجد سوى واحدة بكل دور، والرطوبة تأكل الحوائط.
طعام سيئ
واشتكى عيد أن الطعام المقدم للطلبة غير مناسب وبه بقايا مهملات؛ حيث تجد الأرز لونه أسود واللحمة طعمها غريب ولذلك معظم الطلبة يأكلون بمطاعم خارج المدينة.
واتفقت معه مرام سعد "كلية آداب- عين شمس" أن الطعام المقدم غير صالح للاستخدام الآدمي والفول المقدم لنا في وجبة العشاء دائمًا ما نجد فيه بقايا أخشاب ورائحته لا يطيقها بشر وبعد تناوله تشعر برغبة في القيء وعمال النظافة لا يغسلون ملايات السراير وإذا طلبنا يطلبون مقابل مادي والسراير قديمة جدًّا ولا تجدد مليئة بالحشرات.
مطالب الطلبة
وطالب محمد ماضي بجامعة القاهرة بضرورة الاهتمام بالنظافة وتوفير وحدات كمبيوتر بدون مقابل لمساعدة الطلاب على عمل الأبحاث والتصفح السريع وتنظيم دورات توعية من الناحية النفسية وتحفيزهم على تخطي الصعاب وأن يكون هناك مشرفون اجتماعيون للاقتراب من الطلاب ومعرفة مشاكلهم والمساعدة على حلها حتى نتلاشى حالات الانتحار التي تحدث.
حتى الإسعاف غائب
أما شيرين محمد فطالبت بتوفير وحدة إسعاف داخل كل مدينة حتى تتم الإغاثة بشكل سريع, مشيرة إلى أن إحدى الطالبات كانت على وشك الموت بسبب تأخر الإسعاف الأسبوع الماضي.
كما طالبت شيرين بسرعة تشغيل المغسلة الموجودة بالمدينة لتنظيف الملايات وملابس الطلاب وتوفير مشرفات اجتماعيات للاقتراب من الطالبات ومعرفة مشاكلهن خاصة أنه توجد طالبات مغتربات لا يذهبن إلى منازلهن إلا آخر العام ولا يجدن احد لطرح مشاكلهن عليه.
وطالب طلاب عين شمس بالاهتمام بالأطعمة المقدمة من قبل المطاعم وأشاروا إلى أن المطعم لا يسع إلا لما يقرب من 100 طالب والباقي ينتظر بالخارج لحين انصراف الذين بالداخل.
تعقيب المسئولين
ومن جانبه عقب اللواء طارق تيرانة، مدير عام المدن الجامعية بجامعة القاهرة، قائلًا: إن حالة الانتحار التي شهدتها المدينة مؤخرًا حالة فريدة لم تحدث من قبل، وعن إنشاء وحدة أخصائيين اجتماعيين قال تيرانة إنه سيتم دراسة هذا الموضوع وطرحه في الاجتماع الذي سينعقد غدًا مع إدارة الجامعة.
وعن توفير سيارة إسعاف خاصة بالمدينة قال تيرانة إنه لا يجوز لأي جهة شراء سيارة إسعاف إلا المستشفى وأن مستشفى الطلبة لا يوجد بها سوى سيارة إسعاف واحدة لكنها معطلة وتم إرسالها لإحدى الشركات لصيانتها.
وأضاف أن مغسلة المدينة تم إصلاحها وجاهزة لغسل متعلقات الطلاب.
ومن جانبه، قال الدكتور حسام محمد كامل، رئيس جامعة القاهرة: إنه تجول بنفسه في المدن الجامعية الأسبوع الماضيى ووجد كل شيء بالمدينة يعمل وتنقل إلى المطاعم للنظر إليها فوجدها بحالة جيدة.
وصرح كامل أنه سيتم الآن وبالتعاون مع وزارة الصحة تخصيص سيارة إسعاف تتمركز أمام المدينة مثل سيارة الأمن تمامًا.