إذا كان مجموعك الكلى فى الثانوية العامة قد ألقى بك داخل إحدى الجامعات البعيدة عن محافظتك، كما هو حال ملايين الطلاب، فبالتأكيد أنت الآن تحل ضيفا على إحدى المدن الجامعية، وبالتأكيد سيستقبلك زملاؤك بعدة نصائح، أهمها أن تحرص بشدة على مقتنياتك وألا تترك أموالك داخل الغرفة، وأن تهتم بصحتك جيدا؛ لأنك لن تجد من يسعفك فى حالات الطوارئ، وأول خطوة للحفاظ على صحتك هى الابتعاد التام عن وجبات مطعم المدينة!! هذه المشكلات وغيرها هى ما جعل الطلبة من سكان المدن الجامعية ينظمون منذ أسابيع وقفة احتجاجية أمام مكتب اللواء طارق تيرانة -مدير عام المدن الجامعية- للمطالبة بتحسين الأوضاع، وضرورة الإسراع فى إنهاء أعمال الصيانة الموجودة بالعديد من المبانى لتسكين الطلاب الذين لم يستطيعوا السكن هذا العام بسبب تلك الأعمال وتمكن عدد من هؤلاء الطلاب من الاجتماع مع "تيرانة"، لمناقشة مطالبهم، إلا أنه رأى أن بعض هذه المطالب عادلة ومشروعة والبعض الآخر مبالغ فيه. وبدورها تحاورت "الحرية والعدالة" مع عدد من طلاب مدن محافظة الجيزة الجامعية الثلاث (مدينة رعاية الطالبات، مدينة الطالبات بالجيزة، مدينة الطلاب بالجيزة)، لمعرفة المشاكل الأساسية التى يعانون منها، فكان على رأسها: مشكلة تدهور الأمن، تدنى الرعاية الصحية، سوء التغذية. عاوزين أمن بجد قالت آية رفعت -طالبة بمدينة الطالبات بالجيزة-: إن عدد أفراد الأمن غير كافٍ لحماية الطالبات داخل المدينة، واقترحت إمكانية التعاون مع شركات أمن خاصة لتزويد المدن الجامعية برجال أمن مؤهلين ومدربين. وأكد صلاح الرشيدى -طالب بمدينة الطلاب بالجيزة- أن رجال الأمن يقومون بدورهم إلى حد ما، ولكن أحيانا ما تحدث حالات سرقة داخل المدينة، وأيده زميله منير مجاور –طالب بالمدينة- قائلا إن مشكلة تدهور الأمن داخل المدينة الجامعية تعتبر خطرا يهدد جميع الطلاب بالمدينة، خصوصا فى الفترة الأخيرة، نظرا لتزايد حالات سرقة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالطلبة، مضيفا: ونيجى نكلم حد مسئول يقولنا مش عارف، وانت أحسن حاجة تاخد جهازك معاك وانت خارج، لأنه "مش عارف يحدد مين بالضبط السبب". وبدورها، طالبت تغريد محمد –طالبة بمدينة رعاية الطالبات- بضرورة وجود إجراءات أمنية مشددة داخل المدينة، لتوفير الحماية الكافية للطالبات كوضع كاميرات مراقبة على أسوار المدينة وأسلاك شائكة. ورأت آمال جمال -طالبة بالمدينة- أن عدد أفراد الأمن كاف، ولكن المشكلة تكمن فى أن بعض رجال الأمن يتساهلون فى دخول بعض الطالبات غير المقيمات بالمدينة بسبب الوساطة، مطالبة بضرورة تطبيق النظام على كل الطالبات دون أى استثناءات. مطلوب دكتور مش "تمرجى" وإذا كانت مشكلة الأمن فى خبرات ومؤهلات أفراده أو إمكانيات المدن فإن الأمر أكثر تدهورا فى مجال الرعاية الصحية للطلاب، فذكرت نسمة أشرف –طالبة بمدينة الرعاية- أنها مرضت فى فترة الامتحانات، ولكنها لم تجد الحكيمة المسئولة عن الرعاية الصحية ولا سيارة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى. ووصف أحمد حسين -طالب بمدينة الطلاب بالجيزة- الطبيب الموجود بالمدينة بأنه "تمرجى"، نظرا لأنه لا يمتلك الخبرة الكافية، مضيفا أن إجراء الكشف الطبى للالتحاق بالمدينة يتم باستهتار من جانب الأطباء ودون الاستعانة بأى أجهزة طبية. وأكدت إيمان محمد -طالبة بمدينة الرعاية- أن العيادة الطبية غير مزودة بأى أنواع من الأدوية، حيث يوجد نوع دواء واحد يستخدم لعلاج أى مرض، سواء كان صداعا أو ألما بالمعدة وغيره، بالإضافة إلى تلكؤ الحكيمة فى إسعاف الطالبات، كما أن عربة الإسعاف غير مجهزة بأى إمكانيات. واتفق معها صلاح الرشيدى فى تدنى مستوى الرعاية الصحية بالمدينة، ذاكرا أنه لا توجد عربة إسعاف خاصة بالمدينة،والعيادة غير مجهزة، ولا يوجد بها أدوية كافية لعلاج الحالات الحرجة أو حتى البسيطة، بينما عانت هند لطفى -طالبة بمدينة الجيزة- من عدم وجود عيادة طبية بالمدينة، والحكيمة توجد فى الفترة الصباحية فقط. تحسين الأكل مطلب أساسى أما غذاء المدن الجامعية فقد قاطعه بعض الطلبة والبعض الآخر اعتبر السبب هو كثرة أعداد الطلبة؛ فرأت نسمة أن السبب الرئيسى فى سوء التغذية وعدم طهى الطعام جيدا يرجع إلى كثرة عدد الطالبات، وليس إهمالا من جانب المسئولين عن التغذية، لكنها اشتكت من سوء معاملة العاملات بالمطعم. بينما عبرت آمال جمال عن استيائها من أن عاملات النظافة هن أنفسهن من يقدمن الطعام للطالبات على الرغم من ضرورة وجود أفراد مخصصين فقط لطهى وتقديم الطعام لضمان نظافته. ووصفت أميرة على –طالبة- المدينة بأنه: "غير صالح للاستخدام الآدمى، واللحوم مش نضيفة وكمان مش مطهية كويس، عشان كده إحنا بناكل سندوتشات الجبنة بس". ضعف الميزانية ومن جانبهم، نفى عدد من المسئولين عن المدن الجامعية وجود الكثير من المشكلات التى يعانى منها الطلاب، وأكدوا أن هناك محاولات تبذل من أجل التطوير وإدخال التعديلات وتوفير الاحتياجات بناء على رغبة الطلاب. وبدورها عبرت وفاء إسماعيل -مديرة مدينة رعاية الطالبات- عن رفضها مطالب طالبات المدينة فى الوقفة الاحتجاجية من تحسين التغذية والرعاية الصحية وغيرها، ورأت أنه ليس لهم أى حق فيها، وأن هذه الطلبات جاءت بناء على تحريض طالبة بالاتحاد للطالبات لا بناء على رغباتهن، معترفة بوجود تقصير داخل المدينة ولكنه بسبب ضعف الميزانية، وليس إهمالا من جانب إدارة المدينة. وردا على شكاوى الطالبات من قلة عدد أفراد الأمن فألقت بالمسئولية على الجامعة، لأنها هى التى تحدد عددهم، وأكدت وجود محاولات لمنع دخول أى طالبات غير مقيمات بالمدينة، ولذلك تم الاستعانة بموظفة بالأمن من أجل التعرف على هوية الطالبات المنتقبات قبل دخول المدينة. وأرجعت وفاء السبب فى عدم وجود الأدوية اللازمة داخل العيادة الطبية إلى عدم وجود طبيبة متخصصة، وأن الحكيمة ليس لديها الخبرة اللازمة لتشخيص الحالات المختلفة للطالبات، وبالتالى تكون الأدوية المتاحة بالعيادة لعلاج الحالات البسيطة فقط. ونفت قيام عاملات النظافة داخل المبانى بطهى وتقديم الطعام للطالبات، مؤكدة أنه يوجد إشراف على التغذية قبل تناول الطالبات لها، للتأكد من خلوها من أى ملوثات، بالإضافة إلى أن إدارة التغذية تحاول بقدر الإمكان تحسين وتنويع الطعام المقدم. إنها البيروقراطية وفى حديثه ل"الحرية والعدالة" أوضح اللواء طارق تيرانة -مدير عام المدن الجامعية- أن عدم قيام أفراد الأمن بدورهم كما يجب يرجع إلى أن الأمن المشكل من الجامعة غير مسلح، ويؤدى دوره على حسب الإمكانيات المتاحة، مضيفا أن عدد أفراد الأمن بالفعل قد زاد بشكل أكبر مما كان عليه. وعن الرعاية الصحية بالمدن الجامعية ذكر تيرانة أن المدن يتوافر بها ممرضة على مدار 24 ساعة، باستثناء مدينة الطالبات بالجيزة، نظرا لقربها من مستشفى الطلبة، وبذلك يكون من السهل الوصول للأطباء، مضيفا أنه تقدم بطلب إلى رئيس الجامعة لتوفير أطباء بالمدن بدلاً من الممرضات، إلا أنه لم يستجب لذلك. وأرجع سبب عدم توافر عربات إسعاف مجهزة بالمدن إلى أن العربات المجهزة تكون تابعة لوزارة الصحة فقط، بالإضافة إلى وجود تعليمات من رئاسة الوزراء تمنع شراء المصالح الحكومية ومنها المدن الجامعية لعربات إسعاف. وفى محاولة لتحسين التغذية بالمدن قال تيرانة إنه تم تجديد قائمة الوجبات الغذائية هذا العام، وأصبحت أكثر تنوعا بناء على رغبة الطلاب، بالإضافة إلى توفير معدات لحفظ الأغذية بالمطاعم كمعدات التسخين، مؤكدا أنه يوجد إشراف على التغذية من جانب أطباء بيطريين ومتخصصين فى التغذية ومستشارين لرئيس الجامعة.