كشف رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي عن قيام وفدًا من بلاده، اليوم الثلاثاء، بالتوجه إلي السعودية لإجراء الجولة الثانية من المحادثات حول الحج، وذلك بدعوة رسمية من وزير الحج السعودي الجديد محمد صالح بن طاهر. وبحسب وكالة الأناضول، أعرب "أوحدي" عن أمله في أن تؤدي التغييرات الأخيرة في وزارة الحج السعودية إلي حل مشكلة إيفاد الحجاج الإيرانيين إلي الموسم القادم للحج إذا ما تم القبول بالاقتراحات الإيرانية في هذا المجال، على حد تعبيره. وتابع: "رغم أن إصدار التأشيرات في إيران هو خطوة إيجابية بحد ذاتها، لكن هناك 11 موضوعًا آخر تم إبلاغ وزراة الحج السعودية بها وينبغي إدراجها على نص المذكرة". وكان حسين نوشبادي، المتحدث باسم وزارة الثقافة الإيرانية، قد أعلن، أمس الإثنين، في تصريحات صحفية أن "السعودية رفضت ضمان سلامة الحجاج الإيرانيين وطلباتهم بشأن تأشيرة الحج؛ ما دفع عددًا كبيرًا من رجال الدين في البلاد إلى إعلان عدم سفرهم للحج هذا العام". وسبق أن نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم. وقالت الوزارة -في بيان لها-: إنها "لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية، طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج". وأشار البيان إلى أنه تمت دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي للقدوم إلى المملكة؛ لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاجهم القادمين لأداء مناسك الحج لهذا العام 1437ه. وبينت الوزارة أن "وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437ه، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، وغادر السعودية يوم الثلاثاء "19 أبريل الماضي" دون التوقيع على محضر الاتفاق". وقالت وزارة الحج السعودية: إن طهران "تصرُّ إصرارًا شديدًا على تلبية مطالبها، ومن بينها أن تُمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة أدعية ومراسم يطلقون عليها "البراءة من المشركين"، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي". واعتادت المملكة أن تصدر سنويًّا تحذيرًا لحجاج إيران من إقامة مراسم "البراءة من المشركين". وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرَّأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل".