كانت الحادثة المفجعة التي وقعت في "منى" أول أيام عيد الأضحى، وراح ضحيتها 769 حاجًّا وحاجّة، بمنزلة فتيل جديد زاد من توتر العلاقات الإيرانية السعودية، بعد مسلسل طويل من الملفات الحارقة التي كانت سببًا في الأزمة بين البلدين. ولم تفوت وسائل الإعلام الإيرانية والسعودية، فرصة حدوث الفاجعة، لتكيل الاتهامات لحكومة البلد الآخر، بلغ حد اتهام وسائل إعلام سعودية حُجاجًا ايرانيين في التسبب بشكل مباشر في حادث التدافع، في ما امتد انتقاد إيران لسلطات الرياض إلى درجة تحميل خطباء الجمعة في إيران مسؤولية ما حدث للسلطات السعودية، واتهامها بأنها "غير قادرة على تنظيم موسم الحج". الهجوم الإيراني كانت البعثة الإيرانية أولى بعثات الحجّ التي أعلنت عن سقوط ضحايا من مواطنيها في حادث التدافع في "منى"؛ حيث أكدت في البداية وفاة 85 حاجًا إيرانيًا، ليبدأ العدد في التصاعد إلى أن استقر عند 131 حالة وفاة، كأكثر الدول تضررًا من الحادث. وبدأت تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنئي، فقال: "إن سوء الإدارة وإجراءات غير ملائمة كانت وراء حادث التدافع المفجع خلال أداء مناسك الحج في مِنى"، مضيفًا أنه "على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤوليتها الثقيلة في هذا الحادث المفجع". وطالب "خامنئي" السعودية بتقديم اعتذار رسمي لإيران؛ كإعلان عن تقصيرها ومسؤوليتها عن الحادث. وطالبت إيران بأن يتم إشراكها في التحقيق حول الحادث، وامتد الهجوم الإيراني ليصل منابر المساجد؛ حيث قال خطيب جمعة في أحد مساجد العاصمة الإيرانيةطهران: "يجب محاكمة السعودية في المحكمة الدولية"، متهمًا إياها بسوء إدارة الحج. الإعلام السعودي يدافع بدأ الإعلام السعودي في الرد على ما وُجِّه إلى المملكة من اتهامات ب"سوء إدارة الحج"، فتفرغ للدفاع عن جودة الخدمات المقدمة للحجّاج، وسردت صحف سعودية كثيرة رواية تفيد أن ارتفاع عدد الضحايا الإيرانيين يعود بالأساس إلى كونهم كانوا أول من بدأ في التدافع بشارع 204 المؤدي لرمي الجمرات؛ حيث أكدت أن مجموعة من "الإيرانيين خالفوا الطريق ورفضوا الاستجابة للأوامر، مما أدى إلى وقوع الحادث". وأرادت وسائل إعلام سعودية الرد على إيران بطريقة "العين بالعين"، ونشر موقع صحيفة "سبق" السعودية، صورة سقوط رافعة في أحد شوارع طهران، ذاكرة أن الحادث يعود إلى يوم الأحد الماضي، ولكن اتضح أن هذا الحادث وقع منذ عام مضى، وأضافت الصحيفة أن سبب الحادث يعود إلى إهمال السلطات الإيرانية وأنه أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، بل اتهمت الصحيفة السعودية إيران بتعتيمها على الموضوع. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت الصور بسرعة فائقة، متسببة في ردود فعل غاضبة أو ساخرة من قبل مستخدمي الإنترنت السعوديين. فقالت شمرية العراق: "إذا كانت إيران لا تستطيع السيطرة على حركة المرور بشوارعها فكيف تنتقد مرور 3 مليون حاج في مساحة صغيرة! شر البلية ما يضحك". #سقوط_رافعة_في_طهران اذا كانت ايران لا تستطيع السيطرة على حركة المرور بشوارعها فكيف تنتقد مرور 3 مليون حاج في مساحة صغيرة ! شر البلية مايضحك — #IRAQ شمرية العراق (@moonnor27) September 28, 2015 وغرد محمد الشهري قائلًا: "نعم، هم أظهروا الشماتة عندما سقطت الرافعة في مكة، ولكن لا يعني ذلك أن نكون مثلهم، فلنكن أرقى". @moonnor27 نعم، هم أظهروا الشماتة عندما سقطت الرافعة في مكة ولكن لا يعني ذلك أن نكون مثلهم فلنكن أرقى — Mohammed Al-Shehri (@xAM7x) September 28, 2015 وذكرت وكالة "فرانس برس"، أن الحادث وقع في يونيو 2014، فقد ذكرت عدة وسائل إعلام محلية في تلك الفترة أن سببه انهيار بقعة أرض قرب طريق سريعة، ما تسبب في جرح شخص واحد جرحًا خفيفًا. وسخر رواد التواصل الاجتماعي من كون الخبر قديمًا فقالت مذهلة: "الخبر قديم سقطت في 2014 يا ليت كرهنا للحكومة الإيرانية وأذنابها، ما يجعلنا أضحوكة للعالم!". #سقوط_رافعه_في_طهران الخبر قديم سقطت في 2014 يا ليت كرهنا للحكومة الإيرانيه وأذنابها ما يجعلنا أضحوكة للعالم !