فى فجر يوم الإثنين 8 يوليو 2013، وتحديدًا في الركعة الثانية من صلاة الفجر أطلقت قوات الجيش والشرطة نيرانها صوب المصلين المعتصمين بالقرب من نادي الحرس الجمهوري في مجزرة هي الأولى من نوعها عقب الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو. وخلفت تلك المذبحة استشهاد نحو 112 شخص وإصابة أكثر من 500 أخرين فضلاً عن اعتقال نح 650 أخرين. لم تشفع صلاتهم وسجودهم لدى رجال الجيش والشرطة، فأطلقوا رصاصاتهم وصوب بنادقهم تجاه المصلين فتلقتط الكاميرات والعدسات صورًا للشهداء وهم غارقين في دماءهم بين يدي الله سجدًا، والمؤلم هو ما أن يرتقي أطفالًا بجوار آباءهم أيضًا. ولأنها وقعت أثناء الصلاة فقد أطلق عليها البعض مسمى مذبحة الساجدين، واليوم تمر الذكرى الثانية على تلك المذبحة التي تمت تحت حكم العسكر، ومع مرورها حاولنا أن نرصد بعض الشهادات من الشهود العيان الذي شاهدوا وكانوا جزءًا من ذلك المشهد الذي لا يمحى من ذاكرى التاريخ. شهود عيان على مذبحة الساجدين: فمن جانبه، يقول الدكتور أحمد خيري كشاهد عيان على المذبحة في ذكراها:"أول مجزرة اشوفها بعيني أول حكاية علمتنا الصمود والثبات وفي نفس الوقت علمتنا إن الموضوع جهاد طويل و النصر هييجي بتضحيات كتير" مضيفًا:" مش هنسي أول إتصال بعد بداية الضرب لما كلمت أبي الحبيب ربنا يفك أسره وبلغته إن الرصاص الحي علينا من كل الجوانب وكان رده انه دعا لينا وفقط و أوصاني بالثبات، ومش هنسي ساعات قضيتها محاصرا في إحدى العمارات اتقاءا من هجمات التتار أقصد الجيش المصري". وتابع :" مش هنسي خيرة شباب مصر اللي شفتهم في مستشفى التأمين ومعهد ناصر لما كنت مع حبيبي مصطفى زهران وهوا مصاب من المجزرة دي Mustafa A. Zahran، مش هنسي كل قطرة دم وكل دمعة عين راجعين بإذن الله لكل الأماكن دي منتصرين و رافعين راية الحق #مكملين ". أما نادر السيد أحد المعتصمين الذين كانوا متواجدين بالحرس الجمهوري وقت المذبحة، يقول عنها:"يوم #مذبحة_الحرس_الجمهوري كنت لسه بتوضأ عشان أصلي وكنت لسه هدخل في الركعة التانية الضرب بدء والغاز بقى في كل مكان والناس كلها بتقع على الارض". ويضيف:"يوم #مذبحة_الحرس_الجمهوري بعد ما خرجنا من الضرب عدينا على ميدان التحرير بالصدفة .. لقيت الجيش بيحمي الناس اللي هناك وهما شغالين رقص وحشيش وخمرة وبنات وشباب، يعني الجيش يقتل في ناس وهي ساجده عند الحرس وفي نفس الوقت يحمي ناس وهي بتسكر وبترقص في التحرير!". يوم #مذبحة_الحرس_الجمهوري كنت لسه بتوضا عشان اصلي وكنت لسه هدخل ف الركعة التانية الضرب بدء والنغاز بقى في كل مكان والناس كلها بتقع على الارض — Nader Elsayed (@NaderElsayed13) July 8, 2015 يوم #مذبحة_الحرس_الجمهوري بعد ما خرجنا من الضرب عدينا على ميدان التحرير بالصدفة .. لقيت الجيش بيحمي الناس اللي... http://t.co/f7wA6RAZPI — Nader Elsayed (@NaderElsayed13) July 8, 2015 ويروى إسلام بدر كشاهد عيان على مذبحة الحرس الجمهوري فيقول:"دلوقتي المنصة (عربية نص نقل) كان هي عليها إقامة صلاة الفجر وأغلب الناس مستعدة ووقفة للقبلة وشنا لشارع الطيران وظهرنا لنادي الحرس وعدد النساء كان كبير، بدأنا صلاة والأجواء كانت جميلة جدا والناس كلها متأثرة بالصلاة والركعة الأولى خلصت والإمام بدأ في الركعة التانية (بداية المجزرة) سمعنا صوت الإستغاثة كان من ناحية مسجد الجمعية الشرعية والإمام قام من الركوع وبدأ في دعاء القنوت وفجأة الناس حست إن الموضوع مش عادي بدأنا نكبر ونسقف علشان الإمام ينهي الدعاء ونكمل الصلاة وبالفعل خد باله وكمل الصلاة بسرعة والناس كلها جريت إتجاه الإستغاثة والمكان كان ضلمة وصعب تشوف حاجة، من بعيد وفجأة لقينا بلطجية الداخلية ومعهاهم جنود من الجيش جايين ناحيتنا في وسط مدرعات كتير". ويضيف إسلام:" بدأوا يضربوا علينا أول قنبلة غاز (ماكنتش شميته قبل كده وفاكره مجرد دخان) جريت عليها لقيت نفسي اتكتم، وجلدي بيحرقني وجسمي خلاص بيستسلم للوقوع، دخلت بسرعة شارع جانبي سمعت صوت قرآن من عمارة ، طلعت سلم وفتحت الباب بسرعة لقيتها زاوية صغيرة فيها 6 لسه بيصلوا الفجر، خرجنا بسرعة من المكان ده، فجأة بدأت أشوف برك من الدم وإصابات كثيرة (ساعتها ماكنتش مستوعب إن جنود الجيش اللي منهم إخواتنا والداخلية اللي المفروض يحمونا بيقتلون". بدأنا صلاة والأجواء كانت جميلة جدا والناس كلها متأثرة بالصلاة والركعة الأولى خلصت والإمام بدأ في الركعة التانية (بداية المجزرة) 4 — أمل بيطل على بلادي (@islam4badr) July 8, 2015 فجأة بدأت أشوف دم وإصابات (ساعتها ماكنتش مستوعب إن جنود الجيش اللي منهم إخواتنا والداخلية اللي المفروض يحمونا بيقتلونا #مذبحة_الحرس 18 — أمل بيطل على بلادي (@islam4badr) July 8, 2015 ويكمل:" جنود الجيش والداخلية بدأوا يضربوا رصاص حي مباشر على الثوار وبدأنا نسمع تحذيرات إن فيه قناصة وبدأت أشوف إصابات غريبة، وفجأة الجنود قربوا من مكاني جدا ومابقاش فاصل بيننا غير صندوق الكهرباء وهما بيتقدموا ناحيتي فرميت طوبة ماجتش عليهم فقربت ورميت طوبة تانية وبعدها وقعت، بدأت أنزف ومش عارف أنا اتضربت بإيه وقتها ماكنتش فاهم يعني إيه خرطوش أو حي بس كنت مستغرب جدا إني لسة عايش". يشير إسلام إلى أن ضباط الجيش كانوا يوجهون لها السباب بأفظع الألفاظ وكانوا يسلمونهم للداخلية بعد الإعتداء عليهم من أجل إعتقالهم. واليوم تمر الذكرى الثانية لمذبحة الساجدين ولازال شلال الدماء مستمرًا تحت حكم عبدالفتاح السسي قائد الانقلاب العسكري ومعها تتجدد الدعوات للقصاص، إذ أكد محمد منتصر المتحدث الإعلامي بإسم جماعة الإخوان المسلمين عبر صفحته على موقع "فيس بوك" أنهم لم ولن ينسوا تلك المذبحة، قائلا:"لم ولن ننسى قتلكم الأحرار فى صلاه الفجر وإن مضت بنا الأيام فموعدكم وموعد كل سفاح أعواد المشانق". لم ولن ننسى قتلكم الأحرار فى صلاه الفجر وإن مضت بنا الأيام فموعدكم وموعد كل سفاح أعواد المشانق #مذبحة_الحرس — محمد منتصر (@montaseregy) July 8, 2015