يرى الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، رئيس قناة العرب، أن اللقائين اللذين جمعا الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعبدالفتاح السيسي (قائد الانقلاب العسكري)، لم يتم التطرق خلالهما لأي حديث عن جماعة الإخوان المسلمين. وأشار "خاشقجي"، في مقاله المنشور اليوم السبت، بجريدة الحياة اللندنية، إلى أن لقاءات الملك سلمان قسمت المحللين السياسيين إلى قسمين، "وكل ينحاز إلى فريقه". ولفت "خاشقجي" إلى أن "رجل أعمال إماراتي شهير" حذّر في مقالة على نصف صفحة في صحيفة كويتية، من "فرش السجاد الأحمر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً: إنه لا يستحق ذلك بحكم علاقاته بالإخوان. بالطبع، لم تلتفت المملكة إلى مثل هذا الكلام، وفرشت السجاد الأحمر، وفتحت صفحة تعاون واسعة مع الأتراك". ورفض الإعلامي السعودي ما وصفه ب"الصراعات العبثية"، مؤكدًا أنه يجب إخراج الإخوان وكل صاحب هوى أو أطماع ضيّقة من معادلة صناعة موقف فاعل، لوقف حال التداعي هذه، مشيرًا إلى أن الإصرار على إخراج الإخوان من معادلات التغيير، أدى إلى تعطيل التعاون السعودي - التركي، وهو التعاون الذي وصفه بأنه الوحيد القادر على وقف التداعي بحكم استقرار البلدين وقوّتهما، على حد قوله. وأضاف قائلًا: "أدى محاولات استبعاد الإخوان إلى تفاقم الأوضاع في ليبيا واليمن وسورية، وتهديد الاستقرار في غيرها، بينما كان يجب النظر إلى الإخوان على أنهم مجرد طرف بين أطراف، وإعطاؤهم حجمهم الطبيعي من دون مبالغة ولا تقليل. يفوزون في انتخابات ويخسرون في أخرى، لا أكثر ولا أقل. الأهم منهم هي الأوطان واستقرارها مع استقرار التحوّل السلمي من خلال الديموقراطية ورعايتها، وإن كانت عرجاء، فالبديل عنها هو حرب قبيحة دميمة نراها في سورية والعراق وليبيا، ونخشاها في اليمن". وأكد "خاشقجي" في مقاله، أن السعودية تقف الآن على الحياد، فبحسب قوله، فإنه "لن تنحاز للإخوان تمامًا، ولن تقصيهم، ولن تؤيد النظام المصري على بياض، ولن تقطع علاقتها بتركيا نهائيًا"، معربًا عن دهشته من الاهتمام بقضية الإخوان "لدرجة دفعت المجتمع يحيا في تمزق بأموال مدفوعة في إعلام يشق الصف"، حسب وصفه. وتابع قائلًا: "شغلنا موضوع الإخوان عن تمدد داعش فوق معظم العراق الأوسط، والشرق السوري، واكتسح مناطق الثوار السوريين الذين استبسلوا في تخليصها من يد النظام الجائر، وتمدّد معه رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعدما كان يترنّح ويستعد العالم لاستبداله بحكم ديموقراطي في سورية، كما تمددوا في ليبيا وانشغل الجميع بمحاربة الإخوان الذين لن يحكموا أي بلد وحدهم كما أنه لا يجوز إقصاؤهم". ونوه رئيس الإعلامي السعودي، إلى أن العاهل السعودي والرئيس التركي، اتفقا على تفعيل العلاقات بين البلدين، في إطار 5 محاور "سياسية، واقتصادية، ودفاعية، وأمنية، وشعبية، لكن الأهم هو اتفاقهما على فتح قناة اتصال مباشرة بينهما بعيدة من تهويل الإعلام وإثارته"، حسب قوله. واختتم جمال خاشقجي مقاله، بالإشارة إلى أن الإعلام في المرحلة السابقة، لم يخدم القضايا التي وصفها ب"الكلية للأمة"، موضحًا أن الإعلام "فرّق أكثر مما جمع"، مطالبًا بوقف "حفلة إعلام الحملات السياسية واستبداله بإعلام حقيقي".