فراغ في منصب المتحدث العسكري، حاولت هي ملأه بتغريداتها المتوالية، على موقع "تويتر"، حتى أضحت مصدرًا تنقل عنه الصحف المصرية متابعات الحرب التي شنتها القوات المسلحة المصرية في ليبيا. "فجر السعيد".. اسم تكرر كثيرًا مؤخرًا، إذ ما عليك سوى تصفح عدد من الجرائد أو المواقع المصرية كالفجر، اليوم السابع، دوت مصر، فيتو أو التحرير أو غيرها، لتجدها كمتحدث عسكري في حلة جديدة. وتقمصت الكاتبة الكويتية المعروفة بتأييدها للانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013، وولائها المطلق للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وأسرته، وبغضها المعلن لثورة 25 يناير، وثوارها؛ تقمصت دور المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، لكن من الكويت. وتنقل "السعيد" ما تقول إنها أنباء من جانبي المعركة في ليبيا، عبر تغريدات لها على موقع "تويتر"، فمرة تنشر صورًا للطائرات المصرية قبل إقلاعها من قواعدها في غرب البلاد، لتنفيذ هجمات جوية على ليبيا، ومرة تنشر أخبارًا من الأراضي الليبية عن تطورات المواجهات في الميدان بين القوات المصرية وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ولا يعرف أحد حتى الآن، سبب ثقة كل هذه الجهات الإعلامية والصحافية، في تغريدات "السعيد"، وكأنها مراسل حربي يغطي الحرب من أرض المعركة، كما لا يعرف أحد السر وراء اهتمامها المفاجئ بتطورات الأحداث في ليبيا أو متابعة الشأن العسكري. ومن المثير للجدل أن المتحدث العسكري لم يصدر، حتى الآن، أي بيانات يحذر فيها، على الأقل، من استقاء المعلومات والأنباء الخاصة بحرب جيشه في ليبيا؛ من جهات أخرى غير رسمية، وكأن كاتبة السيناريو الكويتية، صارت مصدر ثقة ومصداقية، لتحل محل المتحدث العسكري، رغم حرص المؤسسة العسكرية، سابقًا والآن، عدم تواجد أي جهة إعلامية أو صحافية لنقل ما يحدث في سيناء، منصبةً نفسها الجهة الوحيدة المنوطة بذلك. ولا تتوانى "السعيد" في كل مناسبة، في إعلان حبها وقربها من أسرة المخلوع مبارك، إذ أثارت صورة لها معه داخل مستشفى المعادي؛ استهجان نشطاء ورواد لمواقع التواصل الاجتماعي وقتها، كما لم تتردد في نشر صورتها مع زوجة مبارك، سوزان ثابت، مؤكدة في كل مرة على أن ما حدث في 25 يناير 2011، لم يكن سوى انقلاب على الرئيس! وعقب الحكم ببراءة مبارك، ذهبت "السعيد" فورًا للاحتفال معه وأسرته داخل المستشفى العسكري بالمعادي، ونشرت عن ذلك صورة تجمعها بمبارك وزوجته. من جانبهم، أثار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عدة تساؤلات حول قيامها بما أسموه بدور المتحدث العسكري، ليقول بعضهم: "أليس من العيب أن نحصل على معلومات بشأن الضربة الجوية والهجوم البري على ليبيا؛ من الكاتبة الكويتية فجر السعيد؟ تلك الأسرار العسكرية كيف وصلت لها؟ أليس من الممكن أن يكون الكشف عن تلك المعلومات فيه ضرر بالجيش المصري؟ ثم هل أصبح اختراق الجيش والحصول على معلومات غاية في الخطورة أمرًا سهلًا؟". الكاتب تامر أبوعرب، علق على الأمر، عبر صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"؛ قائلًا بسخرية: "الأستاذة فجر السعيد من الكويت، والأستاذ ضاحي خلفان من الإمارات، طلعوا بيانات عن عملية برية نفذتها مصر في ليبيا النهارده، الأشقاء في الجيش المصري مش هيقولوا حاجة طيب؟". آخرون ألقوا اللوم على المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، متهمين إياه بالتقصير، إذ خلت صفحته الرسمية على "فيس بوك"، من أي متابعات حقيقية للأحداث في ليبيا، ليترك مكانه شاغرًا.