يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأول زيارة له للمغرب يومي الأربعاء والخميس المقبلين منذ توليه رئاسة فرنسا في مايو الماضي. وأعلن مساء أمس بيان للديوان الملكي المغربي أن هولاند سيصل إلى المغرب تلبية لدعوة العاهل المغربي محمد السادس. وتكتسي هذه الزيارة حسب مراقبين بعداً ديبلوماسياً إستراتيجياً نظرا لطبيعة العلاقة التاريخية والسياسية الخاصة التي تجمع البلدين . ومن المرتقب أن يناقش الجانبان عددا من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها النزاع الإقليمي في الصحراء وتداعيات الحرب الفرنسية على مالي والأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، إلى جانب مناقشة التعاون الاقتصادي بين باريس والرباط خاصة في مجال الاستثمار . كما سيلقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خطابا أمام البرلمان المغربي الخميس المقبل بحضور رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بنكيران . و تعليقاَ على السياق الذي جاءت فيه زيارة الرئيس الفرنسي، قال المحلل السياسي المغربي محمد ضريف بحسب وكالة الأناضول “إن زيارة هولاند تأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية، أهمها التدخل العسكري الفرنسي الأخير في مالي، والحاجة الفرنسية إلى تأمين الشمال المالي قبل بدء عملية إنسحاب قواتها من المنطقة”، وهو ما ستعمل باريس – حسب “ضريف” – على التنسيق مع المغرب بخصوصه، بإعتباره شريكاً وحليفاً إستراتيحياً لفرنسا في المنطقة. ويذكر أن الرباط قد فتحت مجالها الجوي للطائرات العسكرية الفرنسية لضرب معاقل الجهاديين في مالي، حيث عبر المغرب عن دعمه للحملة العسكرية الفرنسية منذ اللحظة الأولى لإعلان باريس لبدئها الهجوم على المتمردين في مالي.