قال أحمد قذاف الدم المبعوث الخاص السابق للعقيد معمر القذافي وابن عمه ومنسق العلاقات الليبية المصرية، إن "الوضع في ليبيا سيء جدا بعد أن تدخل حلف الأطلسي في ليبيا ودمرها، وساقها نحو هذه الفوضى العارمة، وسلّمها إلى هذه العصابات التي تعيث فسادا فيها". وأضاف خلال مقابلة نشرت على "سبوتنيك" : " للأسف، فإن العالم الذي كان يتباكى ويذرف دموع التماسيح سابقا على الديموقراطية وحقوق الإنسان في ليبيا، تجاهل كل ذلك اليوم وترك ليبيا تغوص في الدمار والوحل والتشرد، هناك مليونا لاجئ ليبي، وتعج السجون بالمعتقلين، عدا الدمار والدماء التي تنزف كل صباح، هذا شيء محزن ومؤسف أكيد".
وأضا ف"قذاف الدم" : لا أعتقد أن دول الغرب مهتمة بالوضع في ليبيا، هم كانوا مهتمين بقتل القذافي وباسقاط ثورة الفاتح وتصفية حساباتهم معه، أما الآن لم نعد نرى حتى دموع التماسيح التي كانت تذرف. أين هم أصدقاء ليبيا؟ أين تلك الدول التي كانت تجتمع كل أسبوع في بلد؟ أين هم الزعماء الذين صدعونا في الإذاعات بتصريحاتهم عن الديموقراطية وحقوق الإنسان في ليبيا؟ ليبيا الآن تعيش في فوضى وخراب، ويُقتل الليبيون كل يوم، وتحولت ليبيا إلى بؤر بركانية، وهذا شيء مشين في جبين الأممالمتحدة والعالم. هم من جاءوا بهذه القوى الظلامية الداعشية التي يتهموننا بها، من أفغانستان وباكستان وبنغلادش والعديد من البلدان، ونزلوا بطائرات قطرية وغربية، وكانوا يشكلون لهم غطاء جويا، وكان يتم نقل كل هذا على الهواء مباشرة. الهدف الأساسي لهم كان قتل معمر القذافي، للصراع بينهم وبينه في أفريقيا، لأنه كان يريد توحيد القارة، وهم يرون فيها منجما لهم، وأن يستعمروها من جديد، وتحويل الأفارقة إلى عبيد لهم وكان يرفض هذا النهج بتاتا. ولهذا أرادوا قتله وقتل حلم الأفارقة. لم نعد نرى ونسمع عن دول الغرب إلا عندما تفاقمت مشكلة الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا، وكانت تعمل هذه الدول على قصف القوارب الآتية من ليبيا. إنهم يتعاملون معنا بكل همجية، بحيث لا يعرفون إلا لغة القوة، لم يفكروا أبدا في عمل سلمي أو إقامة أي مشروع إيجابي لصالح الأفارقة أو الليبيين. وما لم يستقر الوضع في ليبيا سيدفع الجميع الثمن، ونحذر من هذا الصمت، وهذه الأساليب الملتوية التي تمارس ضد ليبيا من قبل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وحول دور الجامعة العربية، قال "أحمد"، لعبت الجامعة العربية دورا مهما في تدمير ليبيا، عندما اتخذت قرارا باستدعاء حلف الناتو، وخالفت كل القواعد الأخلاقية، ولم ترسل فريقا لتقصي الحقائق إلى ليبيا، كما جمدت عضوية ليبيا في الأسبوع الأول، وهذا عمل مخالف، وفي الأسبوع الثاني استدعت الغرب لهذا العمل البربري الهمجي. بالإضافة إلى أن حلف الناتو تجاوز كل القوانين في استهداف ليبيا. كان القرار الدولي ينص على حماية المدنيين، وإذ بهم يهجمون على ليبيا بكل همجية بأربعة أساطيل وبثلاثين ألف غارة وب17 قمرا صناعيا. دمروا البلد وساقوها نحو الجحيم، ودمروا قدرات القوات المسلحة وحولوها إلى دولة فاشلة وسلموها لهذه العصابات. الجامعة العربية والأممالمتحدة تتحملان المسؤولية الأخلاقية والأدبية عن كل ما جرى في ليبيا، فإننا نحملهم المسؤولية على ذلك، وعلى العالم أن يعيد لنا الحق ويعيد السلام إلى بلدنا التي ساقها نحو هذه الفوضى.