فريدة فهمي – الراقصة الاستعراضية بفرقة رضا ،،محمود رضا أستاذى .. وحزنت لإستبعاده من تدريب الفرقة ،،على رضا زوج مثالى .. وأعمالى معه سبب نجاحى ،،أحوال الفن والثقافة تدهورت .. ولم تعجبنى أى رقاصة الأن
بأداء بسيط، و فنًا راقيًا، و روحًا مبهجة .. استطاعت أن ترقص على أنغامها الخاصة و تتجاوزالأيقاع النمطى ، لتختلف عن غيرها و تصنع بموهبتها الرفيعة ، التى تخطت حدود الجسد ، صورة إبداعية عذبة للفن الأستعراضى فى مصر .. فريدة حسن فهمى ، أشهر راقصة فى تاريخ فرقة رضا الأستعراضية. حوار – مارينا ميلاد تصوير – أحمد سامح
الراقصة بفرقة رضا – فريدة فهمي حركة عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحاً .. تستيقظ كل يوم متوجهة إلى الصحف والتلفاز لمعرفة الأخبار ومتابعة الأحداث وكل ما هو جديد ، تستمع بعدها لبعض الأغانى والموسيقى أو تقرأ كتاباً يختلف بحسب الحالة التى تشعر بها. تتذكر ذكرياتها مع والدها دائماً .. طفلة فى الثامنة من عمرها عندما سمح لها بالرقص فى مدرجات كلية الهندسة ، التى كان أستاذاً بها ، ليكون اعترافاً منه بموهبتها ؛ فتقول :" والدى كان عنده حس فنى عالى ، وشجعنى أنى اعمل الحاجة اللى بحبها و ادعمها بالدراسة و القراءة ، واخلص فى شغلى أى إن كان ؛ فكان دايماً يقول : التمرجى الشاطر أحسن من الدكتور الخايب ، وكلماته كان لها تأثير كبير فى حياتى ". 25 عاماً قضتها فريدة فهمى ، المولودة فى 14 مايو 1940 ، راقصة أولى لفرقة رضا الاستعراضية ، التى اسستها مع الفنانين على و محمود رضا من أموالهم الخاصة ، لتصبح أول فرقة خاصة للفنون الشعبية :" قدمنا أول عروض الفرقة على مسرح الأزبكية عام 1959، كان عددنا 13 راقص ، 13 راقصة ،13 عازفاً ، و محمود رضا هو من صمم جميع الرقصات ، اللى استواحها من فنون الريف و الصعيد ، و سافرنا أكثر من 30 دولة ، و حصلنا على جوائز مهمة ".
فريدة فهمي في أحد العروض بفرقة رضا وتضيف خلال حوارها ل"أونا" : " تم تأميم الفرقة سنة 61 ، و وقتها بدأنا نواجه الصعوبات بسبب الروتين الحكومى و الأدارى ، رغم توصية الرئيس الراحل عبد الناصر ، خلال حضوره أحد العروض ، بتقديم الدعم الكامل للفرقة ، إلا أن ذلك جاء بنتائج عكسية ، كما تم استبعاد الفنان محمود رضا من تدريب الفرقة قبل إنتهاء المدة المحددة لخروجه على المعاش بتسعة أشهر" ، موضحة أن ذلك ما جعلها تعتزل عام 1983وهى تشعر بالألم بسبب ما تعرض له أستاذها و معلمها ، وما وصلت إليه أحوال الفرقة من بعده . "منذ الأنفتاح و حتى الآن اتخذت كل المجالات فى مصر منحدر الهبوط بما فيها الفن و الثقافة" .. هكذا ترى فريدة فهمى ، مؤكدة إنها لم تتابع عروض فرقة رضا فى الوقت الحالى بسبب قلة تدريبهم و خبراتهم ، والرقصات الضعيفة التى يقدمونها .
فريدة فهمي في عرض – حلاوة شمسنا 6 أفلام قدمتها فريدة فهمى للسينما و هى : «أسياد و عبيد ، جميلة ، إسماعيل ياسين فى البوليس الحربى ، الأخ الكبير» ، إضافة إلى فيلمى أجازة نصف السنة ، و غرام فى الكرنك ، و هما ما تقول عنهم :" لولاهم ما كانت الاجيال الحالية تعرفت على فرقة رضا ، رغم إن فيلم أجازة نصف السنة نادراً ما يعرض خاصة على التلفزيون المصرى ، الذى اضاع أرشيف الفرقة بالكامل بسبب الفوضى الموجودة بداخله ، على عكس فيلم غرام فى الكرنك ، الذى يعرض كثيراُ لأنه إنتاج الدولة ، و هو يحكى تاريخ الفرقة ". و خلال تجولها فى منزلها ، التى تمتلاً جدرانه برسومات والدها .. تجد عينيها توجهت صوب صور زوجها المخرج الراحل على رضا ، لتحكى:"تزوجنا و عمرى 19 عاماً ، كان فنان عظيم له دور كبير فى تطوير و تنظيم الفرقة ، وكان أيضاَ زوج مثالى و مثقف و يحمل كل صفات الرجولة و الأنسانية ، و دائما ما كان يوجهنى دون تدخل فى أى قرار".
"زينات علوى، نجوى فؤاد ، سهير ذكى" .. هم أخر من نالوا إعجاب فريدة فهمى من الراقصات ، وبسؤالها عن راقصات الفترة الحالية ، اقتضب وجهها فى محاولة لتذكرهم : " لأ .. مبيعجبنيش حد خالص دلوقتى" ، و تستكمل : "الرقص فن و لازم يُحترم لكن إذا اتقدم بشكل يحترم اللى بيشوفه ، و ده مبقاش موجود دلوقتى" ، مشيرة إلى إنها لم تندهش من مهاجمة البعض للفن و الرقص الفترة الماضية ، قائلة:"متوقع من أشخاص أصحاب عقول مغلقة بيحاربوا الفكر بشكل عام ، لأنه دايماً ضدهم ". الهدوء المسيطر على حى الزمالك ، الذى تعيش فيه الفنانة فريدة فهمى ، هو ما تفضله شخصيتها الهادئة قليلة الحديث ، مما يجعلها تبتعد عن الأضواء منذ إعتزالها ، رافضة الخوض فى بحور السياسة أو التعليق على تجارب فنية ترى أن مستوى أغلبها لا يستحق الحديث عنه ، لتقضى وقتها بعد حصولها على درجة الماجستير من إحدى الجامعات بالولايات المتحدةالأمريكية ، فى التدريس بأكادميات و معاهد الرقص بالخارج،مختتمة حديثها :"عشت حياتى كما أريد لأننى كنت اعمل ما اُحب ، و راضية عن كل ما قدمته".