حسام شاكر اكتسبت العمة الأزهرية مكانتها من ثقة الناس فى علم وحلم مرتديها ، فعندما يرى الناس الطربوش يهرولون لصاحبه مسرعين يسألونه عن أحكام الدين لدرجة أن امرأة سألت شيخا فى مسائل متعددة فقال لها: لاأعلم ، فردت : ومادمت لاتعلم فلماذا تلبس الطربوش ،ففى اعتقادها أن كل من يرتدى الطربوش يفقه فى كل شىء فلم يكن من الشيخ إلا أن قال لها خذى الطربوش وضعيه فوق رأسك وأنا أسألك . وحكى أحد أساتذة الشريعة الحائزين على الأستاذية أنه ذهب مع قافلة دينية وجلس ببدلته مع شيخ أزهرى معمم فكانت الأسئلة توجه دوما للشيخ ويتركوه إلى أن يمنحه الشيخ "يباصيله " بعض الأسئلة . فإذا كانت العمامة عند العرب تمثل التاج عند غيرهم من الأمم، وكانوا يرفعون قدرها، ويعلون شأنها لأنها رمز السؤدد والعز فإن الطربوش الأزهرى يعد رمزا للعلم الشرعى عند المصريين وعلامة على تفقه صاحبه عند غيرهم ومما أثار دهشتى وعجبى أثناء حضورى لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أنى رأيت شيخا مسنا -يبدو من ملامحه أنه أجنبى- يرتدى العمامة الأزهرية فأخذنى الفضول واقتربت منه سائلا عن سر لبسه للطربوش الأزهرى فقال أنا مفتى أريتريا وعمرى يتخطى التسعين وأرتدى هذه العمامة منذ درست فى الأزهر فى 1954 ولا أحيد عنها فى كل مناسباتى الداخلية والخارجية وأحضر لمصر خصيصا لشرائها . ويحضرنى موقف يقبع فى ذاكرتى منذ الصغر فعندما كنت أدرس فى معهد شطورة الأزهرى وكان زى طلابه "الزى الأزهرى" كنت أرى كل أساتذتى يجلون ابن عمى ويقدرونه لأنه يلبس الزى الأزهرى بأكمله "مطقم يعنى " الجبة والقفطان والطربوش ويسير من منزله مترجلا لمسافة تصل إلى 2 كيلو يوميا حتى يصل إلى المعهد مفضلا ذلك عن ركوب الدراجة حيث كان يرى أنه لايليق بالشيخ أن يركب الدراجة بزيه الأزهرى كما أذكر أنى خرجت ذات مرة من منزلى إلى منزل عمى بالطربوش دون العمامة فإذا بجدى رحمه الله ينادينى معنفا ياشيخ هذا لايليق بنا إما أن ترتدى الطربوش بالعمه وإما تتركه نهائيا فبهذا الشكل أنت ترتدى الزى المغربى وليس الأزهرى . وماأثار لهفتى وجعلنى أتحسر على شيوخنا أنى قرأت لشيخ أزهرى ذهب للدعوة فى بعض البلاد الأفريقية فقال : عندما كنت أمر بعمامتى الأزهرية فى الشارع كان رجل المرور يوقف الإشارة تقديرا لعمامتى أما نحن فعندما نرى الشيخ فإننا نعلم الصبية السير خلفه والنداء بأعلى أصواتنا "فر يازر فى الهوا طربوش الشيخ وقع اتلوى "