دبلوماسي سوداني: نرفض أى تدخل فى الوضع المصري

أكد مصدر دبلوماسي سوداني حرص بلاده علي استمرار العلاقة مع مصر قوية ومتماسكة ، واصفا تلك العلاقة بأنها " إستراتيجية " ولا يتحكم فيها شكل أنظمة الحكم القائمة في أي من البلدين .
وأوضح المصدر ، فى بيان صادر عن سفارة جمهورية السودان بالقاهرة اليوم الأحد ، أن موقف الخرطوم الدائم هو أن ما يجري في مصر " شأن داخلي يقرره الشعب المصري " .
وتابع المصدر أنه حتي في فترة الأنظمة السابقة لم يرهن السودان علاقته أو يقصرها مع فصيل سياسى معين و إنما حرص مسئولوه علي أن يمتد التواصل مع كافة التيارات السياسية المصرية علي اختلاف توجهاتها ، معتبرا أن اختيار وزير الخارجية المصري نبيل فهمي السودان كأول محطة لزياراته الخارجية تؤكد علي عمق العلاقات بين البلدين .
ونبه المصدر إلي أن محاولات البعض للزج بالسودان فيما يجري بمصر من أحداث تستهدف تخريب العلاقة بين البلدين ، نافيا صحة ما تردد عن أن السودان طلب أي تدخل إقليمي أو دولي في الأحداث المصرية .
ولفت المصدر إلي أن السودان من أكثر الدول التي عانت من التدخل الدولي ،وانتهاج العنف في العمل السياسي من خلال ما تقوم به الحركات المسلحة في دارفور وكردفان " ولذلك لا يمكن أن يدعم أو يشجع ذلك أو يطلبه لأي دولة وخاصة مصر التي تمثل عمق الأمن القومي بالنسبة للسودانيين ".
كما أشار المصدر إلى ماوصفه بمحاولات فصائل من المعارضة السودانية استغلال الأحداث الجارية بمصر تحت وهم إمكانية التدخل للتأثير علي العلاقات بين البلدين وإظهار صانعي 30 يونيو علي أنهم يحاربون الإسلام السياسي أو أنهم يعملون علي انهيار المشروع الإسلامي في المنطقة ، واصفا ذلك بأنه يعبر عن ضيق في الأفق السياسي للمعارضة السودانية ومحاولة للادعاء علي 30 يونيو بما لم تقله أو تهدف إليه " لأن حقيقة ما حدث هو تفاعلات داخلية مصرية بحتة ومحاولات تصديرها ضد السودان تنبع من فهم خاطئ واستجداء مصطنع من بعض فصائل المعارضة ".
وقال المصدر إن بلاده تأثرت بشكل مباشر بمحاولات الحصار الأمريكية علي مدار سنوات ودعم المتمردين والمسلحين بشكل مباشر ، والعدوان العسكري المباشر، ولا ترغب أو تتمني أن تكون دولة مثل مصر في مثل هذه الأوضاع.
من ناحية أخرى ، أشار المصدر إلي أن مباحثات وزير الخارجية المصري نبيل فهمي مع المسئولين في السودان مؤخرا أكدت علي وعي الدولتين لأهمية وإستراتيجية العلاقة بينهما ، معتبرا أن القضايا التي تم طرحها في المباحثات تجاوزت كل ما حدث في مصر إلي مناقشة آفاق التعاون ودعم السودان لمصر في الاتحاد الإفريقي وتنسيق المواقف فيما يخص اللجنة الثلاثية بشأن سد النهضة الإثيوبي ، فضلا عن بحث مسالة ضبط الحدود ، بما يحفظ الأمن السودانى والمصري.