وسط المعاناة والانتقادات الكثيرة التى تم توجيهها للكثير من الأعمال الفنية التى شاهدناها فى السنوات الأخيرة، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، ترددت من جديد الدعوات لعودة الدولة إلى الانتاج الفني، وهو ما تم الاستجابة له بالفعل، وتم الإعلان عن إنتاج بعض المسلسلات، وتبنى مشروعات لأفلام محترمة وتستحق المشاهدة. وفى هذا السياق، لا يجب أن ننسى تجربة ناجحة دخل فيها "ماسبيرو" حلبة الإنتاج من خلال مجموعة من الأفلام المهمة التى تم عرضها فى صالات السينما وبعضها حقق نجاحاً كبيراً قبل أن يتم عرضها فى التليفزيون وتسويقها للدول العربية. ومعظم تلك الأفلام قام ببطولتها عمالقة التمثيل ، بداية من عمر الشريف وفؤاد المهندس فى فيلم "أيوب" إخراج هانى لاشين، ومروراً بالعملاق محمود المليجى فى "الثأر"، وحتى صلاح ذوالفقار وأحمد زكى وآثار الحكيم فى" أنا لا أكذب ولكنى أتجمل" قصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس. ومن أهم الأفلام التى قام التليفزيون بإنتاجها، "الظل" بطولة مديحة كامل.. وفيلم "الأزمة".. بطولة ماجدة الخطيب، والفيلمان تصوير محسن نصر، و"أنا وأنت وساعات السفر"، بطولة الفخرانى ونيللي، وإخراج محمد نبيه، من تأليف وحيد حامد، وفيلم "آدم بدون غطاء" ، بطولة محمد صبحى ونيللي، و" السرعة لا تزيد عن صفر" ، بطولة أحمد بدير وعبلة كامل، إخراج إبراهيم الشقنقيري.. و"أغنية على جسر الأمل" للمخرج علاء كامل، و"نوبة صحيان" إخراج محمد سيد عيسي. وبالإضافة إلى تلك الأفلام المميزة التى قدمها قطاع الإنتاج بالتليفزيون، قدمت شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات وبعض شركات الإنتاج الفنى الخاصة، العديد من السهرات التليفزيونية القيمة والناجحة مثل "سكة رجوع" تأليف أسامة أنور عكاشة وبطولة الفنان القدير محمود مرسي، وسهرة "بماذا تشترى النقود" بطولة عبدالمنعم إبراهيم وهالة صدقى ومحمد وفيق. ولولا أفلام وسهرات التليفزيون، لما شاهدنا أعمالا فنية رائعة من بطولة نجوم العصر الذهبى للسينما مثل المليجى ومحمود مرسى وصلاح ذوالفقار وليلى طاهر وأحمد مظهر وشكرى سرحان ويحيى شاهين وسناء جميل وكريمة مختار وغيرهم. ولم يتوقف الأمر عند نجوم التمثيل فقط، لكن أفلام التليفزيون أتاحت الفرصة لكل عناصر الفن السينمائى للتألق من خلال أعمالها، من مخرجين ومصورين وكتاب سيناريو، وحصل بعضهم على جوائز مهمة فى كل تلك الفروع، ومن بينهم المخرجة الكبيرة علوية زكى التى حصلت على جائزة أفضل مخرجة عن فيلم "خريف ابريل بطولة عمر الحريرى وزوزو نبيل. وأعتقد أن تجربة أفلام وسهرات التليفزيون الدرامية التى تم اهمالها واختفى وجودها، قادرة بعد عودتها على المساهمة القوية والجادة فى مواجهة دراما الإسفاف والابتذال التى نعانى منها منذ سنوات، لأنها ستتحرر من قيود وقوانين السوق، وتعالج قضايا مهمة تبتعد السينما التجارية عن التطرق لها، بحجة أن الجمهور لن يتكبد دفع تذكرة سينما ليشاهدها.