لفت نظرى جدا كلمات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عندما قال إن إسرائيل سوف تخسر العالم كله حتى مع انتصارها عسكريا وأعتقد أنها كلمات صادقة وحقيقية على أرض الواقع حيث انتقل الوضع من كلمات حق الدفاع عن النفس الى التعاطف مع الشعب الفلسطينى والدفاع عن حقه فى الحياة وتقرير المصير بل والاعتراف بدولة فلسطين وليس ما يعلنه نيتنياهو حول اختيار من يحكم شعب غزة لأنه يتوهم إقامة دولة إسرائيل الكبرى عبر استخدام القوة العسكرية للولايات المتحدةالأمريكية ودعمها المالى والسياسى وزاد وهمه باختيار من يحكم الدول المحيطة به ويتحدث عن التعاون مع الرئيس الشرع فى سوريا بعد التخلص من نظام الأسد والتى أصبحت قريبة جدا من الحروب والتفتيت لأن أى معارك عسكرية تنهش فى النظام واقتصاديات الدولة وتصل به إلى أعلى درجات الجحيم حتى داخل إسرائيل سوف تظهر النتائج الكارثية التى ارتكبها هذا النظام المتطرف ضد الشعب الفلسطيني وغدا قد يزرع فكرة من يحكم دول العالم بما فى ذلك حليفته الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى بدأت فى نصحه عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن استمرار الحرب فى غزة يضر بصورة إسرائيل، مشيراً إلى أنها قد تنتصر فى الحرب لكنها ستخسر علاقاتها دولياً. والأكثر من ذلك أنها تخسر نفوذها، خاصة فى الكونغرس، وفى حديثه لموقع "ديلي كولر"، اعترف الرئيس الأمريكي (بأن جماعة الضغط الإسرائيلية تضررت كثيرًا) وهنا لن ينتهى كلام ترامب حيث أبدى اندهاشه من التغيرات التي طرأت على مكانة إسرائيل فى السياسة الأمريكية، مشيراً إلى أن نفوذ اللوبي الإسرائيلي لم يعد كما كان فى الماضي، وأن الدعم الشعبي، خصوصاً بين الجمهوريين الشباب، يشهد تراجعاً واضحًا. وهنا تبرز الانقسامات داخل تل أبيب ما بين استمرار الحرب والخيار السياسى للخروج من هذه الأزمة حيث لا يمكن إعلان الانتصار على جثث ودمار الشعب الفلسطينى بهذه السهولة لأن الثأر مستمر والتمسك بالأرض لا يعرف قوته إلا أصحابها حتى ولو كانوا عزل ولا يملكون المال والسلاح وحتما الانتصار للحق أقرب مما يتصور المحتل ولذا بدأ الارتباك فى قرارات صاحب الانتصار المزعوم "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو" الذى يدرس حاليًا تقصير مدة الحرب على قطاع غزة خشية فقدان الدعم الأمريكي ونصرة العالم رسميا وشعبيا إلى أهل فلسطين. وأعتقد أن الأشهر المقبلة سوف تشهد الكثير من المفاجآت وسوف تنجح المواقف المصرية فى تغيير رهانات تل أبيب لأن مبادرات مصر تستهدف الأمن والاستقرار وحقن الدماء للجميع أما ما يطرح من أفكار حول ضم الضفة الغربية والسيطرة على قطاع غزة أمريكيا فهى أوهام زائلة.